ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم، وتبقى التحركات ضمن مستويات محددة في ظل اختلاف تأثير العوامل الحالية في الأسواق على أداء الذهب، سواء استمرار التوترات الجيوسياسية أو التوقعات باستمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت. سعر الذهب الفوري سجل سعر الذهب الفوري المستخدم في تسعير السبائك اليوم ارتفاعا بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2394 دولارا للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2383 دولارا للأونصة، وكان قد سجل أعلى مستوى يوم أمس عند 2398 دولارا للأونصة. والجمعة الماضي سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي عند 2431 دولارا للأونصة، ومنذ بداية الأسبوع يشهد سعر الذهب تذبذبًا بسبب التأثير المختلف للعوامل الموجودة حاليًا في الأسواق. وعادت التوترات الجيوسياسية إلى التزايد من جديد بعد إشارة إسرائيل إلى استعداده للرد على الهجمات الإيرانية التي حدثت بداية هذا الأسبوع، ليكون رد إيران على جاهزيتها للتعامل مع أي تحركات من جانب الكيان الصهيوني. ومع استمرار التوترات والمخاوف من توسع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، استمر الطلب في التزايد على الذهب ليحافظ على مستوياته الحالية قرب أعلى مستوى تاريخي سجله الأسبوع الماضي. وفي الوقت ذاته تتزايد التوقعات بأنّ البنك الفيدرالي في طريقه إلى الحفاظ على أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت في ظل تماسك معدلات التضخم بدعم من معدلات إنفاق القطاع العائلي وقوة قطاع العمالة والوظائف الأمريكية. ودفعت بيانات التضخم ومبيعات التجزئة الأمريكية القوية المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على أنّ البنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في يونيو، وجرى تعزيز الفكرة من قبل رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في حديثه أمس، الذي قال خلاله إنّ البنك الفيدرالي ليس لديه ثقة كبيرة في خفض أسعار الفائدة بسبب التضخم الثابت. ودعمت تعليقات باول الدولار وعوائد سندات الخزانة، حيث ارتفعت العملة الأمريكية إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 5 أشهر، بينما ارتفع عائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات بنسبة 2.6% منذ بداية الأسبوع مسجلا أعلى مستوى 5 أشهر. في الوقت الحالي ينصب التركيز على التوترات الجيوسياسية، التي تمنع حدوث تصحيح سلبي في الذهب، وسيتعين على الأسواق الانتظار حتى تهدأ حالة عدم اليقين الجيوسياسي قبل أن تبدأ السوق في التفاعل مع البيانات الاقتصادية وأثرها على أسعار الذهب. توقيت خفض أسعار الفائدة وتتزايد الاحتمالات بأن يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من سبتمبر فقط، بدلا من يونيو، بينما يمتنع أعضاء البنك الفيدرالي بما في ذلك الرئيس جيروم باول، عن تقديم أي توجيهات بشأن الموعد الذي قد يبدأ فيه تخفيض أسعار الفائدة، مؤكدين أنّ السياسة النقدية يجب أن تكون مقيدة لفترة أطول. وأعلن صندوق النقد الدولي توقعاته الأخيرة لنمو الاقتصاد العالمي، حيث توقع أن يتوسع الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2% هذا العام دون تغير عن عام 2023. ومن المتوقع أن تشهد الاقتصادات المتقدمة نموا في اقتصاداتها الجماعية بنسبة 1.7% هذا العام، بزيادة قليلا من 1.6% في عام 2023، بينما توقع أن تشهد الأسواق الناشئة نمواً بنسبة 4.2%، بانخفاض طفيف عن نسبة 4.3% المسجلة في العام الماضي. ويتوقع صندوق النقد الدولي تباطؤ في النمو للاقتصاد العالمي ولكنه مستقر، ما يعد دعما لأسعار الذهب بشكل عام، حيث يعد المعدن النفيس الملاذ الآمن في الأسواق ضد مخاطر ضعف النمو وعدم الاستقرار السياسة والاقتصادي. أسعار الذهب في مصر تشهد أسعار الذهب في مصر تذبذبا وتحركات في ظل التذبذب الحالي في سعر أونصة الذهب العالمي، إضافة إلى استقرار سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية، ما يدل على تتبع سعر الذهب المحلي لحركة السعر العالمي خلال الفترة الحالية. وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم عند المستوى 3260 جنيها للجرام ليتداول عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون، بعد أن انخفض أمس بمقدار 5 جنيهات ليغلق عند المستوى 3255 بعد أن افتتح جلسة أمس عند المستوى 3260 جنيها للجرام. التذبذب الحالي في سعر الذهب المحلي ناتج عن التحركات العرضية في سعر الذهب العالمي منذ بداية الأسبوع، إضافة إلى استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية والذي يستقر حاليا عند متوسط 48.70 جنيه لكل جرام. سعر الذهب في مصر عاد إلى الارتباط بسعر الذهب العالمي من جديد، حيث يتم تسعير الذهب المحلي بسعر دولار تحوطي يقترب كثيرًا من سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية، ما يعكس استقرار الأسواق خلال الفترة الحالية في ظل استقرار سعر الصرف. وأعلن صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي الجاري 2023-2024 لتبقى توقعاته دون تغيير عند 3%، ولكن الصندوق توقع تحسن النمو خلال العام المالي القادم إلى 4.4%. بالنسبة للتضخم يرى صندوق النقد الدولي أنّه سيرتفع في مصر إلى ذروته عند 32.5% خلال عام 2024 قبل أن يبدأ في التراجع إلى المستوى 25.7% خلال عام 2025، بينما رفع البنك الدولي توقعات النمو للاقتصاد المصري إلى 4.2% خلال العام المالي المقبل، بعد أن كانت توقعاته السابق تشير إلى نمو بنسبة 3.9%، ولكن البنك خفّض توقعات النمو خلال العام المالي الجاري إلى 2.8% من توقعاته السابقة 3.5%. توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية يستمر سعر أونصة الذهب العالمي في التحرك قرب أعلى مستوياته في ظل اختلاف العوامل المؤثرة على الذهب حاليا، سواء التوترات الجيوسياسية بين إيران والكيان الصهيوني أو التوقعات باستمرار أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت. ويشهد سعر الذهب المحلي استقرارا دون تغيرات كبيرة في حركة السعر، في ظل التذبذب في سعر أونصة الذهب العالمي إضافة إلى استقرار متوسط سعر الدولار في البنوك الرسمية منذ ارتفاعه مع عودة البنوك إلى العمل الاثنين الماضي. تداولات أونصة الذهب العالمي وتستقر تداولات أونصة الذهب العالمي تحت منطقة المقاومة 2395 – 2400 دولار للأونصة لليوم الثاني على التوالي، لتستقر التداولات ضمن نطاق قناة سعرية صاعدة ولكن السعر يحتاج إلى المزيد من الزخم لاستكمال الصعود واختراق منطقة المقاومة ليستهدف بعدها القمة السعرية الأخيرة التي سجلها عند 2431 دولار للأونصة. وحال فشل السعر في اختراق المقاومة وانعكست حركته نحو الأسفل سيكون عليه كسر المستوى 2365 دولارا للأونصة، ليصل بعدها إلى المستوى 2325 دولارا للأونصة الذي يعد مستوى الدعم الأساسي حاليا. السعر المحلي يتداول سعر الذهب المحلي حول المستوى 3250 جنيها للجرام عيار 21 في ظل تذبذب في حركة السعر بين مستويات 3200 – 3300 جنيه للجرام، وقد يستمر التذبذب في النطاق السعري لفترة من الوقت حتى حدوث متغيرات جديدة سواء في سعر الذهب العالمي أو في سعر صرف الدولار.
