علقت عدة دول على الضربات الإيرانية ضد إسرائيل، على رأسهم الدولة المصرية التي حذرت من أن الهجوم الذي شنته الجمهورية الإيرانية، مساء السبت، باستخدام العشرات من الطائرات المُسيرة والصواريخ، يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط؛ إذ جاء ذلك الهجوم ردًا على مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، وهو شخصية بارزة في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، في الأول من أبريل، في غارة على مبنى دبلوماسي إيراني في العاصمة السورية دمشق. موقف مصر وعدد من الدول العربية وعقب وقوع الهجوم الإيراني، خرجت مصر في بيان رسمي تحذر من خطر التوسع الإقليمي للنزاع، داعية عبر وزارة الخارجية المصرية بأهمية الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، كما أنها أكدت الاتصال المباشر مع جميع أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع. ومن جانبها، خرجت وزارة الخارجية السعودية معربة في بيان رسمي، عن قلقها بشأن تطورات ما يحدث بالمنطقة التي لها انعكاسات خطيرة، داعية جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس بجانب تجنيب المنطقة مخاطر الحروب، مؤكدة الوزارة ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولا سيما في هذه المنطقة البالغة الحساسيّة للسلم والأمن العالمي. الأمر كذلك بالنسبة لدولة الإمارات، والتي أبدت قلقها بشأن التطورات التي تحدث بالمنطقة حاليا، داعية في بيان رسمي إلى أهمية وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة، كما دعت وزارة الخارجية الإماراتية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار، كما أنها دعت لحل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأممالمتحدة. ومن مسقط، أكدت سلطنة عمان متابعتها باهتمام واسع تطورات التصعيد في الشرق الأوسط وتدعو إلى ضبط النفس. رد الفعل الأمريكي ومن الجانب الأمريكي، أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهده بدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل ثابت وذلك في مواجهة ضربات إيران، وقد جاء ذلك بعدما عقد اجتماعا طارئا مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التصعيد المتنامي في الشرق الأوسط، ناشرا عبر منصة التدوينات القصيرة «إكس» صورة للاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض، كما دون: «التقيت للتو فريقي للأمن القومي لمناقشة هجمات ايران ضد اسرائيل. إن التزامنا ثابت (دفاعا عن) أمن اسرائيل في وجه تهديدات ايران ووكلائها». وبجانب ذلك، جددت دريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، دعم بايدن الصارم لأمن إسرائيل، قائلة في بيان: «الولاياتالمتحدة ستقف مع شعب إسرائيل وتدعم دفاعه ضد هذه التهديدات من إيران.. يجري إطلاع الرئيس بايدن على تطورات الوضع بانتظام». موقف الدول الأوربية من الهجوم الإيراني وإضافة إلى ذلك أعلن جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد يدين هجوم إيران، منددا بتصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي، كما أعلنت الحكومة البريطانية إرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط، مؤكدة أنها ستعترض إذا لزم الأمر أي هجوم جوي. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيانها: «أرسلنا عدة طائرات إضافية تابعة لسلاح الجو الملكي ووحدات للتزود بالوقود في الجو إلى المنطقة. هذه الطائرات البريطانية ستعترض أي هجوم جوي في نطاق بعثاتنا الموجودة إذا لزم الأمر». كما ندد ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني بالهجوم الإيراني الذي وصفه ب«المتهور»، مؤكدا أن بريطانيا ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل، فيما تحدت أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن خطر ما يحدث، قائلا: «أناشد جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعددة في الشرق الأوسط». ومن جانب الدولة الفرنسية، أكد ستيفان سيجورنيه، وزير الخارجية الفرنسي، أن بلاده تدين الهجوم، وقال: «إيران عبر قرارها تنفيذ هذا العمل غير المسبوق، إنما تتجاوز عتبة جديدة في أفعالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وتُجازف بحصول تصعيد عسكري». وحذرت برلين من أن الهجوم الإيراني قد يغرق منطقة بكاملها في الفوضى، حيث قالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية: «ندين بأشد العبارات الهجوم المستمر الذي قد يغرق منطقة بكاملها في الفوض. على إيران ووكلائها أن يتوقفوا فورا، برلين تقف بحزم إلى جانب إسرائيل». وقد أعلن أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي أن بلاده تتابع الوضع باهتمام وقلق، مدونا عبر حسابه الرسمي بمنصة التدوينات القصيرة «إكس«: «نتابع باهتمام وقلق ما يحدث في الشرق الأوسط. تحدثت مع رئيسة الوزراء (جورجيا ميلوني) ووزير الدفاع (غيدو كروسيتو) والحكومة مستعدة للتعامل مع أي نوع من السيناريوهات». موقف كنداوالصين فيما قال جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي في بيانه إن كندا تُدين بشكل تام الهجوم الإيراني، مضيفا أنه متضامن مع إسرائيل واعتبر أنّ الهجوم يظهر مرة أخرى ازدراء النظام الإيراني للسلام والاستقرار في المنطقة، فيما أعرب خافيير ميلي الرئيس الأرجنتيني عن تضامنه والتزامه الثابت تجاه دولة إسرائيل في مواجهة الهجمات التي شنّتها جمهورية إيران. وقالت الحكومة المكسيكية إنها قلقة جدا بشأن الهجوم الإيراني والكلفة التي يمكن أن تترتب عليه، في الوقت الذي أعرب ألبرتو فان كلافيرين، وزير الخارجية التشيلي، عن قلقه إزاء التصعيد الخطير للتوتر في الشرق الأوسط والهجمات الإيرانية على إسرائيل. وفي بكين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في تصريحات منشورة على الموقع الإلكتروني للوزارة، إن الصين تشعر بقلق بالغ بشأن هجمات إيران، متابعا: «تدعو الصين كافة الأطراف المعنية إلى التحلي بالهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد في التوترات».
