النتيجة العكسية ادي اعتماد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي قادة الرأي والمثقفين فى المجتمع المصري فى تجديد الخطاب الديني الي نتيجة عكسية بل واعطي فرصة للمتصيدين لأخطائه على طبق من ذهب, فعلي سبيل المثال وليس الحصر تسببت تصريحات الكاتبة "فاطمة ناعوت" لحالة من السخرية والجدل علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريح لها بعد اجتماع الرئيس مع المثقفين بأن "السيسي طلب مني تصحيح صورة الإسلام للمواطنين", وكان هذا المتوقع من مجتمع اعتمد لعقود طويلة على التدين الظاهري والتلقين وليس الفهم أن يرفض مجرد طرح من كاتبة ليس محجبة ولها آراء مختلفة وخارج الإطار بالنسبة للغالبية العظمي من ابناء الشعب المصري. كما أضيفت للأزمة تبني مجموعه من الاعلامين منهاج تصادمي مع التراث الإسلامي وعلي رأسهم الباحث إسلام البحيري, لدرجة جعلته أصبح موضوع الساعة بعد أن تحول الصدام مع التراث الي الصدام مع المؤسسات التي تحمي هذا التراث وعلى رأسها الأزهر. وانتهت هذه المحاولة بخطاب الرئيس بالكلية الحربية بتاريخ 17/4/2015 الذي أعادة فيه الكرة لملعب مؤسسات الدولة من الجديد بعد أن صرح بأن "الإصلاح الديني يجب ان يكون من مؤسسات الدولة بشكل مسئول وواعي، "لما قلت تجديد الخطاب الديني كان المقصود أن يتم التحرك في هذا الموضوع بمسئولية ووعي واستنارة ارجوا آن يكون كلامي واصل". الثورة التنوير قادمة بالحراك الشعبي على الصعيد الشعبي لم ينتظر المشتقون للتغير تحرك الدولة فعلي سبيل المثال بادر الشيخ محمد عبد الله نصر بإطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "كبسولة تنوير" والتي يتابعها الآلف من الشباب عبر الفيس بوك واليوتيوب, كما شارك فى الكثير من المناظرات يحمل فيها أفكار المطالبة بغربلة واعادة تنقيح كتب التراث أمام التيار المحافظ الذي يمثله فى العادة الأزهر والجماعات الاسلامية المختلفة. كما أسس أيضا المستشار أحمد ماهر عبده، المفكر الإسلامي "جبهة التنوير" بمشاركة مجموعه من المنتمين لمدرسة اعادة تنقية كتب التراث وتصحيح المفاهيم المغلوطة المنسوبة للإسلام بما يتنافى مع القرآن الكريم. ومن نفس التيار من انتقد تدخل الدولة من الاساس في عملية التنوير وابرزهم الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسي الذي صرح بأن "تجديد الخطاب الديني قضية الشعب وليس الرئيس", وهاجم أيضا المؤسسة التي اوكل لها الرئيس عملية تجديد الخطاب الديني من خلال أحد حلقاته حيث قال أن "الأزهر فاشل ولا يعبر عن تدين وسطي ولا دوره دور تنويري وهو مؤسسة مخترقة , الأزهر مؤسسة علمية عظيمة لكنه فاشل ومخترق ومتسلف". وفي الختام أحب أن أذكركم بمقولة رئيس المخابرات الامريكيّة لسابق جيمس وولسي, في عام 2006 والتي قال فيها " سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا " وبعدها بسنوات قليلة ظهرت أولي مشاهد وقطع الرؤوس مع التكبير والتهليل بالعراق ثم سوريا ثم ليبيا وسيناء, علي أيد ملثمين حشدوا حشودهم باستغلال نصوص من التراث حسبت على الدين, أذا اردنا وقف الإرهاب فلنبدأ بوقف التطرف الفكري أولاً.. كما تقول الحكمة الصينية " كل شيء يبدأ بفكرة".