على طريق السويس.. وبالتحديد بالقرب من مدينة الشروق، شرق محافظة القاهرة.. وقعت الحادثة التي أوجعت قلوب المصريين.. حبيبة الشماع المعروفة إعلاميًا ب«فتاة الشروق».. بدأت الحادثة بحجز حبيبة سيارة عن طريق تطبيق النقل الذكي «أوبر».. من محل إقامتها بمدينتي متجهة إلى إحدى صديقتها بمنطقة التجمع الخامس.. لإنهاء بعض الأعمال.. حبيبة الشماع 24 سنة، خريجة الجامعة البريطانية وتعمل مهندسة ديكور. دقائق معدودة.. وحضر السائق واستقلت حبيبة السيارة.. وبمجرد أن ركبت السيارة.. فوجئت بصوت الكاست العالي.. طلبت من السائق أن يخفض صوته إلا أنه رفض عدة مرات.. هكذا تحدثت والدة حبيبة عن اللحظات الأخيرة وآخر مكالمة بينهما قبل وقوع الحادث.. أثناء مناقشتها في النيابة العامة.. أكّدت أيضًا والدة حبيبة أنّها طلبت من ابنتها إلغاء الرحلة والنزول من السيارة.. وأنهت المكالمة مع ابنتها وهي في حالة قلق كبير.. إلا أن الأمر لم يستغرق كثيرًا.. وفوجئت بأن ابنتها في غيبوبة تامة إثر قفزها من السيارة. فما الذي حدث وجعل حبيبة تقفز من السيارة أثناء سيرها؟.. «أوبر حاول يخطفني».. هذه آخر كلمات حبيبة قبل دخولها في غيبوبة.. حبيبة تحدثت مع شاب شاهدها أثناء قفزها من السيارة.. فأسرع إليها وكان أول شاهد يصل لها.. ولم يستغرق الوقت سوى ثوان معدودة.. أخبرته بهذه الكلمات.. وقالها الشاهد أمام رجال المباحث وأكّد أمام النيابة العامة أن هذه آخر كلمات حبيبة قبل دخولها في غيبوبة. لم تنته القصة.. كانت حبيبة الشماع فتاة الشروق.. ترقد في غيبوبة داخل المستشفى.. وكان هناك فريق من مباحث مديرية أمن القاهرة، والنيابة العامة، يواصلون البحث والتحري والتحقيق لكشف ملابسات الواقعة، وتمكّنت القوات من ضبط السائق المتهم بعد 36 ساعة من هروبه، وبمواجهته بما أقرّه الشاهد.. نفى التهمة وقال إنه أغلق زجاجة السيارة وكان يرش معطر.. وأن الفتاة اعتقدت أنه مخدر.. وقفزت من السيارة.. وعند مناقشته لماذا لما يتوقف أثناء محاولة المجني عليها فتح باب السيارة.. لم يجيب.. فلماذا لم يتوقف عقب قفزها.. قال إنه هرب خوفًا من الفتك بيه.. وعند مناقشته عما إذا كان سبق أن تعاطى مواد مخدرة.. اعترف بتعاطيه المخدرات في أثناء استقلاله السيارة وقت الحادث وهو ما أكّده تحليل الطب الشرعي. هل سبق اتهام السائق في واقعة تحرش أو مضايقة العملاء في أثناء استقلالهم السيارة معه؟.. كان ذلك سؤال النيابة العامة للمستشار القانوني لشركة «أوبر».. وكانت الإجابة كالآتي: «أكّد أنّ السائق سبق اتهامه في واقعة تحرش بسيدة جسديًا.. وأن الشركة أغلقت حساب السائق المتهم من قبل لكثرة شكاوى المستخدمين ضده، إلا أنّ السائق المتهم أنشأ حسابًا آخر عن طريق استخدام رقم قومي آخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق». الشروع في خطفها بطريق الإكراه.. وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا.. وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر... والتزوير.. 4 اتهامات نسبتهم النيابة العامة للمتهم، واعلنته بقرار احالته للمحاكمة الجنائية امام محكمة الجنايات، ومن المقرر ان يحاكم المتهم خلال الشهر المقبل عن تلك التهم. كانت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية قد كشفت عن ملابسات الواقعة، وتمكّنت قوة من مباحث التجمع الخامس بمديرية أمن القاهرة، من ضبط السائق المشتبه فيه، سائق يعمل على سيارة ملاكي ضمن منظومة لأحد تطبيقات النقل الذكي، بعد تحديد خط سيره وهروبه، من مكان الحدث بطريق السويس، وألقي القبض عليه داخل منزله بإحدى المناطق في محافظة الجيزة.
