هنا مطار القاهرة القديم فى واقعة تستدعى الضحك والسخرية فى ذات الوقت، ظهور حمار يتجول أمام الجميع ما أثار الدهشه والتساؤل"كيف تسلل هذا الحمار الى ذلك المكان ؟ أين مسئولو الرقابه والأمن داخل المطار؟ . أظنه منظر لا يليق أن يظهر ذلك المخلوق خاصة فى تلك المنطقه الهامة، ويبقى السؤال، إلى متى سنظل هاكذا نضرب بالدنيا عرض الحائط، لا نهتم بالأمور وإن صغرت، وأتعجب قائلا، أليس من الممكن أن يكون الحمار" مفخخاً " ويتسبب لنا فى كارثه كبرى " تؤثر علينا بالسلب، وتزيد من الامور تعقيداً، خاصة أننا نخوض حروب شرسة مع أعداء الداخل من كارهي الأوطان والمتربصين، بالإضافة إلى المؤامرات الخارجية والتى ترغب فى تهويد هذا البلد وإفشاله. وكلنا نعلم أن مصر تمر بمرحلة فارقة فى تاريخها السياسي والاجتماعي والمعيشي، ولدينا العديد من المعوقات على كافة المستويات، وأن الخروج من عنق الزجاجة ليس أمراً سهلا، والوضع العام لا يحتمل، بل يتطلب منا تضافرالجهود والتكاتف من أجل الصمود لتمر تلك الفتره الزمنية الحساسة فى تاريخ الوطن، والأمانه تقتضي القول أن المعيار الأمني داخل الوطن لا يزال "هزيلاً"، ولنا فيما سبق ذكره عن واقعة تجول حماراً، بالمطار المثال المؤسف، والتي تؤكد وجود ثقوب بالغة الجرح فى المنظومة الأمنية للوطن. هذا جانباً ومن ناحية أخرى، يجب التطرق لأمور أخرى أصابت مجتمعنا بالعديد من الخيبات والإخفاقات، منها على سبيل الحصر، حال المواطن من غلاء، وفقر ويأس، السلوك وغياب الوعي التربوي سواء من الأسرة أو المؤسسات التعليمية، والاعلام!. وسأقف هنا قليلاً عند هذا المصطلح "الإعلام" بكافه أنماطه مرئى ومسموع ومقروء، وسأختصر الرد فى عباره واحدة، إذا أردت أن تهدم دولة أوتغيب شعباً عن الحقائق فعليك بالاعلام .ولما لا ,وهو الذى إتخذ بعض رجاله من التهليل والتطبيل والتملق مذهباً، "إعلام الخديعة"، والذى طال تأثيره الكثير من أصحاب العقول المستنيرة داخل الوطن قبل الجهلاء. وأشعر بالخزي والضيق حينما يحدثنى شخصاً ما على قدر كبير من الوعى والمستوى الثقافى عن الاعلامى فلان الذى قال كذا، أصاب بالصدمة مما ذكر، وأشعر أننا فى زمن الرويبضة بالفعل، وينتهى النقاش إلى نتيجة واحدة فقط هي "الاختلاف" . وبهذا إستطاع الاعلام الخادع أن ينخر ويعمق ثقبه القبيح داخل عقول وقلوب العامه من الناس لذا وجب الانتباه سريعاً للحد من ذلك، حافظاً على مقدرات أوطننا من العبث، إلا أننى أرى ثقباً أعمق جرحاً مما سبق الحديث عنه وهو ما الت أليه أحوالنا بأوطاننا، لقد فقدنا أشياء كثيرة وسط زخم الايام كانت تحمل الجمال والبسمات والرضا على ملامحنا. لقد فقدنا الايمان والترابط والتقاليد "فقدنا الحب" بكل أشكاله، وتاهت أجمل سنوات عمرنا دون شعور حقيقى منا أو إنتباه، وغابت الذكريات، وتملكت ثقوب الحنين والانين كل جوارحنا، وغرست سيفها بعمق وإتقان بالقلب المثقل بالغياب الدائم، القلب الباحث عن عدالة حقيقية وأسس تضمن له البقاء لينبض دون ألم. قديماً كان الطيبين من الناس بكافة أرجاء وربوع الوطن، يحرصون على التقارب والصلة، رغم بساطة الحياة وفقرالحال وقتها إلا أن الحب والعدل كان الكنز الحقيقي الذى يضمن لهم حياة مشرقة كسطوع الشمس، من منا لا يحلم بأن يعود للماضي ولو لساعات قليلة، بكل ما فيه من لحظات وأمنيات طالما نرجو وجودها الآن. . ورغم ذلك يمكن أن يتعافى قلب الوطن الجريح من ثقبه " بالامل والحب والتراحم والتكافل والعمل والايمان واليقين بأن غداً سايكون جميلا حاملا لنا البهجة والسعاده يوما ما