حصلت «الوطن» على نص أخطر وثيقة جهادية وجّهها تنظيم «داعش» الإرهابى إلى التنظيمات الإرهابية فى مصر، خاصة «أنصار بيت المقدس»، الذى وجّهها بدوره إلى الجماعات الجهادية الأخرى مثل «أجناد مصر» و«المقاومة الشعبية»، إضافة إلى الخلايا النائمة، وتهدف إلى تعليم استراتيجية ما يسمى «الذئاب المنفردة» لعناصر هذه التنظيمات، وتطبيق أسلوبها أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية. وتحمل الوثيقة التى نشرها تنظيم «داعش» الإرهابى على مواقعه، أمس، اسم «الذئاب المنفردة جند الله الأخفياء الأنقياء»، وتداولها الجهاديون إلكترونياً بصورة سرية، وكذلك قيادات التنظيمات المتطرفة فى مصر، لنشرها والعمل من خلالها بطريقة «لا مركزية»، تتم أحياناً عبر البريد الإلكترونى المشفّر، أو من خلال المجموعات الجهادية السرية التى يجيد عناصرها التعامل مع برامج المحادثات مثل «تليجرام». و«الوطن» تنفرد بنشر نص الوثيقة التى ركزت على الأوضاع فى مصر، وطالبت بتسريع وتيرة العمليات بها، ودعت عناصر التنظيمات الإرهابية إلى تنفيذ عملية واحدة أو اثنتين شهرياً بكل محافظة من محافظات الجمهورية: «الذئاب المنفردة جند الله الأخفياء الأنقياء» كيف تثخن الذئاب الذئاب المنفردة غالب عملها فردى لرجال شديدى البأس لا لقوة عضلية أو خبرة ضخمة فى العمل الجهادى، ولكن بأسهم ينبع من إيمانهم أنه لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، وإن بأسهم ينبع من أنهم طلقوا دنياهم طلاقاً بائناً دون رجوع، لا يهابون إلا خالقهم، ويتربصون بالموت ويبحثون عنه، وكثيراً ما يهرب منهم وهم يطاردونه حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً، إذن فهؤلاء الرجال لا تردد عندهم، فقد حسموا أمرهم ومضوا فى طريقهم لا يلتفتون حتى يلقوا ربهم وقد أعذروا إليه بجهادهم وذبِّهم عن أهل الإسلام والملة. فائدة صغار الحطب هى ما يُشعل النيران الضخمة والكبيرة، ولا طريق أبداً لحدوث تغيير كبير إلا بظروف صغيرة تجتمع معاً لتصنع حدثاً ضخماً، وهكذا الأمر فى الجهاد، لا تغير كبيراً إلا بجهاد أفراد على مدى طويل مستمر يصنع فرقاً كبيراً فى نهاية المطاف. إذن، لا تستهن بذئب يقتل مرتداً ثم يُقتل وتقول عنه إنه لم يفعل ما يستحق أن يموت من أجله، أما بخصوص الأخ فقد فاز ورب الكعبة، وأما المرتد فقد أرسله إلى جهنم، وأما رفاق المرتد فهم فى جحيم مستمر لا موت ولا عيش، فكل منهم ينتظر الموت فى كل دقيقة فإن حسن خلقه حتى لا يزيد أعداءه فهو نفع لأهل الإسلام، وإن ساء خلقه وزاد فى كفره رزقه الله ذئباً آخر يقطف رأسه، فقد تجرأ مما رأى من عملية أخيه الأول، وتدور الدائرة وتظل هكذا دون توقف، بل تزيد وتكبر مثل كرة الثلج التى تدمر كل ما يقف أمامها ولو بعد حين، ولكنكم قوم تستعجلون. الإيمان عُدة لا عُدة عندى ولا مال ولا صحبة، ماذا أفعل وأريد أن أُثخن فى أعداء الله؟ اعلم، يا أخا الإسلام، أن أول عُدة المجاهد هى إيمانه بالله وشدة عزمه على أن يواصل الطريق، فكثير يجهز ويعد ولكنه عند التنفيذ لا يقدر ويتراجع، وهذا عائد إلى اعتماده على حوله وقوته وظنه أنه بغضبه وبأسه قد يفعل شيئاً، وهذا لا يستقيم مع كامل الإيمان والتسليم لله عز وجل، فمن سار فى الدرب لجأ إلى ربه وتذلل إليه وسأله التدبير والثبات، وأمر العُدة لا يقارن بشىء فى مقابل عُدتك الإيمانية، فعدة القتل قد تكون شوكة طعام مسننة تغرزها فى رقبة مرتد وتلوذ بالفرار، فليس أمر العدة هو الأمر العظيم مقارنة بما تحمله فى جنبات روحك من إيمان وثقة بموعود الله ونصره. الصحبة كثير لا يقوى على العمل إلا بصحبة إخوة من المنهج يعينونه على الدرب وصعوباته، ويشدون من عزمه، فعلى من أراد إيجاد الصحبة أن يترك هذا العالم ويلجأ إلى الواقع، وسيجد الأنصار الآن فى كل مكان وفى كل درب، ولكن الحصيف الذكى هو من جدّ فى بحثه وجعله أمر حياة أو موت، فلو أنك تبحث أمراً من أمور رزقك لجعلت الأمر نصب عينيك ولم تتراجع حتى تصل لما تريد. وأما من لم يجد الصحبة فلديه فى الإنترنت مصادر كثيرة تعينه فى دربه.