وقف على ضفاف النيل متعجبًا، كيف يجري هذا النهر من أقاصي إفريقيا، ليشق صحراء مصر ويقسمها إلى "شرقية" و"غربية"، يتوسطها شريان يكون هبة الحياة لهذا البلد، شاهدًا على أقدم وأعرق الحضارات في تاريخ البشرية. كان هذا المشهد قبل ميلاد السيد المسيح بنحو 500 عام، عندما وقف هيرودوت، المؤرخ الإغريقي، على ضفاف النيل، ليطلق كلمته الخالدة، التي لازالت تتردد حتى الآن "مصر هبة النيل"، لكن المؤرخ الإغريقي، لم يتوقع أن يتحول النيل في مصر إلى سلة نفايات، فبدلًا من أن يكون شريان الحياة في مصر، أصبح أحد أسباب الموت، بعد حوادث التسمم والتلوث التي لحقت به. إما مقطوعة أو ملوثة، تلك هي مشكلات مياه النيل في مصر، خصوصًا خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت انقطاعًا غير مسبوقًا للمياه، أبرزها عندما انقطعت مياه الشرب بشبرا الخيمة لمدة 8 ساعات، للمرة الثالثة، في أقل من أسبوع، دون التنبيه على المواطنين من جانب شركة المياه بوجود انقطاع للمياه من جانب آخر، وذلك في ديسمبر عام 2013. العديد من المناطق في القاهرة والمحافظات اعتادت على تكرار أزمة انقطاع المياه، وشهدت منطقة فيصل في الجيزة انقطاعًا للمياه تجاوز ال12 ساعة، فيما كانت أعمال الصيانة هي السبب في انقطاع المياه عن مناطق "أحمد عصمت ومتفرعاته – شارع إبراهيم عبد الرازق ومتفرعاته – جنينة الشريف – ميدان الألف مسكن ومتفرعاته – شارع التقوى ومتفرعاته – شارع العشرين ومتفرعاته"، لأكثر من 14 ساعة في يناير 2013. محافظة الإسكندرية شهدت، اليوم، أزمة بسبب انقطاع المياه عن 7 مناطق، بعد توقف محطة شرب لتسرب الغاز بالترعة المغذية، وهي مناطق الزهور والنزهة ونادي الصيد والدخيلة والبيطاش والكيلو 21 حتى الكيلو 26 على الطريق الساحلي والطريق الصحراوي حتى الكيلو 34 صحراوي وشوارع أخرى من مناطق بالمحافظة. "غرق مركب يحمل 500 طن من الفوسفات في مياه النيل"، لازال هو الحدث الأكثر خطورة، والذي حاصرته العديد من الشائعات التي نفاها المسؤولين، حول تلوث مياه النيل وتسممها وعدم صلاحيتها للشرب، فيما تأتي حادثة غرق ناقلة نهرية في منطقة أسوانجنوب مصر في سبتمبر 2010، ما أدى إلى تسرب أكثر من مائة طن من زيت الغاز "الديزل أو السولار" النفطية وتهديد سلامة مياه الشرب في المنطقة، كإحدى حلقات تلوث مياه النيل. في أكتوبر 2012، اكتشف المواطنون والصيادون في مدينة إدفو بمحافظة أسوان، ظهور بقعة زيت بطول 6 كيلو، بسبب مخلفات المصانع في المنطقة، فيما أكد وزير الموارد المائية وقتها الدكتور محمد بهاء الدين، بعد أسبوع من ظهور البقعة أنه تم التخلص من بقعة الزيت، ولم يعثر على أي أثر للبقعة على امتداد مجرى النيل حتى مدينة إسنا، كما أن جميع محطات الشرب بمحافظة الأقصر تعمل بكامل طاقتها دون توقف. وبالقرب من بحيرة ناصر في محافظة أسوان، في ظهر يوم الأحد 7 أبريل عام 2013، ظهرت بقعة زيتية، من جهة السد العالي، فيما كشفت المعاينة الأولية أن المتسبب فيها أحد المراكب النيلية التي تعمل خلف السد العالي "إيزيس" وذلك أمام البانتون الخاص بخدمة قسم السد العالي. ومنذ عدة أيام أعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى انفجار في أحد خطوط الغاز والبترول، التى تمر بعرض إحدى الترع المغذية لعدد 6 محطات لمياه الشرب التابعة لشركتى مياه الإسكندرية والبحيرة، ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من المواد البترولية.