نائب محافظ الجيزة يزور مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطموه للتهنئة بعيد القيامة المجيد    شاهد| قوات الاحتلال تطلق النار على شخصين حاولا الخروج من ركام منزل مدمر في طولكرم    الإصابة تبعد لاعب بايرن ميونخ عن مباراة ريال مدريد في إياب الأبطال    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    محافظة الجيزة : دعم قطاع هضبة الأهرام بمنظومة طلمبات لتحسين ضخ المياه    25 مليون طن، زيادة إنتاج الخضراوات في مصر خلال 2023    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024.. وقائمة العطلات الرسمية لعام 2024    بالصور.. محافظ الوادي الجديد يزور كنيسة السيدة العذراء بالخارجة    إصابة 9 أشخاص خلال مشاجرة بالأسلحة النارية بمدينة إدفو    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    لأول مرة، باليه أوبرا القاهرة يعرض "الجمال النائم"    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    استشاري تغذية يقدم نصائح مهمة ل أكل الفسيخ والرنجة في شم النسيم (فيديو)    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    أمريكا والسفاح !    السفير الفلسطيني بتونس: دولتنا عنوان الحق والصمود في العالم    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    صالون الأوبرا الثقافي يحتفل بيوم حرية الصحافة بمشاركة النقيب    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    بعد القضاء على البلهارسيا وفيروس سي.. مستشار الرئيس للصحة يزف بشرى للمصريين (فيديو)    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة: مرافعة مصر أمام «العدل الدولية» رائعة وحفظت ماء وجه الأمة العربية
نشر في الوطن يوم 29 - 02 - 2024

قال السفير بركات الفرا، السفير الفلسطينى السابق فى القاهرة، إن مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية أكثر من رائعة، وحفظت ماء وجه الأمة العربية أمام العالم.
وأضاف، فى حواره ل«الوطن»، أن «الوضع فى غزة مأساوى وحجم الدمار والجرائم لم تشهده الحرب العالمية، والغزاويون يعانون من انعدام الغذاء والمياه والأدوية، ولا يوجد غزاوى حالياً يستطيع معرفة أين كان يسكن بسبب حجم الدمار وطمس المعالم».
الاحتلال الإسرائيلى يرتكب جريمة إبادة جماعية.. و«العدل الدولية» ليست حرة 100% ويمكن ممارسة ضغوط عليها من أمريكا وشركائها.. وإسرائيل مشروع «أمريكى - غربى» لن يسمحوا له بالفشل
ونوه «الفرا» بأن «تل أبيب» تحاول تصفية القضية بالعدوان والتهجير القسرى، وأن الاحتلال يرتكب جريمة إبادة جماعية للشعب، و«العدل الدولية» ليست حرة 100% ويمكن ممارسة ضغوط عليها من أمريكا وشركائها، كما أن إسرائيل مشروع أمريكى غربى لن يسمحوا له بالفشل.
«نتنياهو» يرغب فى استمرار الحرب حفاظاً على حكومته وخوفاً من تهديدات اليمين المتطرف وأمريكا منحازة لصالح إسرائيل واستخدام الفيتو ضد جرائمها فى قطاع غزة «عار» عليها
«نتنياهو» يرغب فى استمرار الحرب حفاظاً على حكومته وخوفاً من تهديدات زعماء اليمين المتطرف. وأشار سفير فلسطين السابق إلى أن أحداث «7 أكتوبر» أظهرت إسرائيل «نمراً من ورق»، والغرب كان يراهن على أن الدولة العبرية قوة لا يمكن هزيمتها، لافتاً إلى أنه يتمنى تحقيق المصالحة الفلسطينية بين جميع الفصائل.
لا يوجد غزاوى حالياً يعرف مكان منزله بسبب طمس المعالم
و«تل أبيب» تحاول تصفية القضية بالعدوان والتهجير القسرى
كيف ترى تطورات الأوضاع فى فلسطين؟
- الوضع مأساوى للغاية، فى ظل الدمار الواقع وغياب الغذاء وانقطاع مياه الشرب وعدم وجود أدوية، إضافة إلى التهجير الداخلى لمليون و400 ألف نسمة يعيشون الآن فى رفح الفلسطينية بالخيام، العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وحجم الدمار والجرائم لم تشهد مثله الحرب العالمية الأولى أو الثانية إطلاقاً، فالمبانى السكنية والحكومية والبنية التحتية دمرتها إسرائيل بالكامل، وأتحدى أى غزاوى الآن أن يستطيع معرفة أين كان يسكن، بسبب حجم الدمار وطمس المعالم، فالناس فى غزة ينتظرون متى يموتون، ولم يعد هناك مكان آمن إطلاقاً، وإسرائيل تنفذ هذه المجازر أمام العالم بأكمله الذى يشاهد ويسمع ما يحدث، ورغم أن العالم إنسانياً يقول لا للحرب، إلا أنهم فى الواقع لا يتعدى موقفهم مجرد الكلام، دون مواقف على الأرض.
الشعب المصرى يعتبر فلسطين قضيته الأولى.. ومصر خاضت الكثير من الحروب من أجل القضية ويكفى أن مصر لم تستبح مطلقاً الدم الفلسطينى ولا أحد يستطيع أن يزايد على الدور المصرى
توجد تحركات دولية آخرها المرافعة الشفهية التى قدمتها مصر أمام محكمة العدل الدولية.. كيف ترى تلك التحركات؟
- بصراحة مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية شىء أكثر من رائع، وهى على الأقل بلد عربى، وأكبر دولة عربية داعمة لفلسطين، ولا تدّخر جهداً فى سبيل القضية، وبلا مبالغة أو مجاملة، وبدون أدنى شك، مصر بمرافعتها أمام العدل الدولية حفظت ماء وجه الأمة العربية، لأن وجه الأمة العربية يعانى الخزى بسبب ما يحدث فى فلسطين، فالدول العربية 22 دولة بعضها يمول إسرائيل بالبضائع وبعضها تربطه علاقات قوية بها، فبلا شك عمل مصر رائع ومشكور، والشعب الفلسطينى يشكر من أعماق قلبه كل الجهود التى تقوم بها مصر، ويشكرون القيادة السياسية والرئيس السيسى على موقفه من الأحداث بصفة عامة.
هل المرافعة تُعد تحويلاً لدفة التعامل الدولى مع هذه الحرب كجبهة جديدة للدعم والمساندة؟
- بالطبع.. فالقضية دولية، والموقف المصرى أكد على تدويل قضية فلسطين بالكامل وليس قطاع غزة أو الضفة فقط، ونحن أمام احتلال يقوم بجريمة إبادة للشعب الفلسطينى، ولا أحد فى العالم الآن يمكن أن يكون غير معنى بما يحدث فى فلسطين، لأن شعوب العالم بأكملها خرجت فيها مظاهرات رافضة لما يحدث، ويطالبون بوقف إطلاق النار.
هناك قرار سابق للأمم المتحدة عام 2022 يطلب من محكمة العدل إصدار فتوى بشأن الاحتلال الإسرائيلى للأرض الفلسطينية.. لماذا لم تصدر الفتوى؟
- لأن محكمة العدل الدولية تمارَس عليها ضغوط من الولايات المتحدة وشركائها، الذين لهم دور فيما يجرى، وأمريكا شريك لإسرائيل فى هذه الحرب بالسلاح والمال والرجال، وبالتالى محكمة العدل الدولية ليست حرة 100%، ويمكن ممارسة ضغوط عليها، وهى تتأثر بهذه الضغوط.
وكيف ترى حكمها فى الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا؟
- أثبتت المحكمة أنها عادلة فى مناقشتها للدعوى التى أقامتها جنوب أفريقيا، وطالبت إسرائيل بطلبات يجب استيفاؤها خلال شهر، وكنا نتمنى أن تأخذ قراراً بوقف إطلاق النار، لكن المجتهدين فى القانون قالوا إن وقف إطلاق النار يكون بين دولتين، وهم لا يعتبرون «حماس» دولة، فهى حركة مقاومة، وللأسف محكمة العدل الدولية قرارها غير ملزم، لأنها لا تملك جيشاً أو قوة تنفذ القرار، لكن قراراتها على الأقل أمام العالم بأكمله تمثل سلطة أخلاقية، وتضع الأمر أمام دول العالم، وأخطر شىء أن المحكمة لم ترفض أن إسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وهذا مهم للغاية، فإسرائيل تتغنى بالهولوكست وهى تفعل أكثر من الهولوكست، وإدانة إسرائيل جعلت دول العالم الغربى تعلن، ولو على استحياء، تغيير موقفها، ووجدنا من يطالب بحل الدولتين، وفلسطين الآن عضو مراقب فى الأمم المتحدة، وهو قرار جعل العديد من دول العالم تعترف بالدولة الفلسطينية، لكن للأسف أمريكا لم تعترف بالدولة الفلسطينية، لأنه إذا أصبح هناك اعتراف رسمى وأصبحت فلسطين لها عضوية كاملة فى الأمم المتحدة، فهذا يجعلها تذهب لمجلس الأمن وتطالب بحل، وأمريكا تستخدم حق «الفيتو» ولاستصدار قرار من هذا القبيل لا بد أن تكون الدولة لها عضوية كاملة.
كيف تكون هناك دولة قديمة ويجرى الاعتراف بالدولة الجديدة ولا نعترف بالأصلية؟
- قرار التقسيم رقم 181 سنة 1947 كان يقضى بدولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، ونتيجة الأحداث التى حدثت وحرب 1948 وما تلاها، رفض العرب قرار التقسيم، وإسرائيل تقبلت القرار، وترتب عليه أنهم أقاموا دولتهم، واعترفت بها أمريكا وروسيا فى البداية، ومن بعدهما الدول الأوروبية، لأن إسرائيل عبارة عن مشروع أوروبى، ومن يلاحظ الأحداث منذ 7 أكتوبر سيجد أن الإدارة الأمريكية بالكامل زارت إسرائيل ودعمتها، وأوروبا لا تبتعد عن الموقف الأمريكى، لأن إسرائيل هى مشروعهم ولن يسمحوا لهذا المشروع بأن يفشل، وأحداث 7 أكتوبر جعلت إسرائيل تبدو وكأنها نمر من ورق، فلا يوجد عقل يقول إن هذا الجيش الذى يدّعى أنه رابع قوة فى العالم، ولديه الأجهزة الأمنية الأقوى فى العالم، ونظام التجسس الذى تمتلكه من أقوى أجهزة التجسس، يفشل فى صد هجوم 7 أكتوبر، والغرب كان يعتقد إن إسرائيل قوة لا يمكن هزيمتها، فهى الدولة الأقوى والتى تحمى مصالحهم فى المنطقة، خاصة الأمريكية، وتبين أن هذا الكلام ليس فى محله وغير صحيح، وإسرائيل نفذت ما تنفذه من جرائم ودمار فى قطاع غزة بحجة أنها تدافع عن نفسها، فأى دفاع عن النفس هذا الذى يسمح لإسرائيل بأن تفعل ما فعلته؟ القانون الدولى شرعن المقاومة، وأى دولة تقع تحت الاحتلال لها الحق فى استخدام الوسائل المتاحة لإنهاء الاحتلال، وبالتالى المقاومة حق لنا.
البعض يرى أن إسرائيل كانت تعلم بعملية «طوفان الأقصى»، ولم تمنعها لتكون مبرراً لها فيما تفعله الآن؟
- أنا لست مع الرأى الذى يقول إنها كانت على علم بالهجوم، لأنه يجافى المنطق، فإسرائيل تمت إهانتها أمام العالم أجمع بسب ما حدث، فهل تدمير غزة سيمحو إهانتها أمام العالم؟ لا، سيظل إلى أبد الآبدين، وحتى لو استشهد كثير من الفلسطينيين لن يمحو ذلك أثر هجوم 7 أكتوبر.
كيف ترى موقف نتنياهو وحكومته من هذه الحرب؟
- موقف نتنياهو من الحرب فى غزة هو رفض وقف إطلاق النار، وهو يرغب فى استمرار الحرب، ومعه أقذر اثنين فى العالم وهما بتسلئيل سموتريش، وزير المالية الإسرائيلى، وإيتمار بن غفير، وزير الأمن القومى، وهما إرهابيان، ويهددان نتنياهو إذا قبل صفقة لا تتناسب مع طموحاتهما، أو وقف إطلاق النار أو تراجع فى الحرب، سيقلبان عليه الحكومة، وبالتالى هو يرضخ لسياستهما، ولك أن تتخيل أنه إلى جانب الدمار والحرب، يتحفظ الاحتلال على أموال الشعب الفلسطينى المتوقفة لديه، فهل غزة بالكامل «حماس» حتى يمنع كل هذه الأموال.
كيف ترى ما قامت به المقاومة فى 7 أكتوبر؟
- المشهد الذى حدث فى 7 أكتوبر يُثلج الصدور ولم يكن متوقعاً بالمرة، وكل الفرَق والمقاومة المسئولة عن قطاع غزة قامت بإنجاز، ولا أعلم كيف قامت به بهذه البراعة.
هل يُعد استخدام أمريكا حق الفيتو ورفض إدانة إسرائيل إعلاناً رسمياً بأن الدولة التى كانت تقود العالم أصبحت خطراً حقيقياً على النظام العالمى؟
- الولايات المتحدة التى من المفترض أنها تحافظ على السلم والأمن الدوليين، أصبحت فى قبضة إسرائيل وتنفذ ما تريده تل أبيب، وهذا عار على أمريكا، أن تكون الدولة التى تطالب بحقوق الإنسان والحرية والسلام وتظهر بهذا المظهر، فعلى الرغم من المأساة فى قطاع غزة والقتل غير المبرر وكل أشكال الدمار، نجد أمريكا تعترض أى قرار فى مجلس الأمن لصالح فلسطين، وتستخدم الفيتو.
كيف تنظرون إلى الدور الأمريكى فى حل القضية، خاصة أنه السبيل الوحيد للضغط على حكومة الاحتلال؟
- أرى أن أمريكا دولة منحازة وتعمل لصالح إسرائيل، وهى الآن استشعرت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحفاظ على إسرائيل ووجودها وأمنها يتطلب إقامة دولة فلسطينية جارة لإسرائيل، ودون ذلك سيظل الحال على ما هو عليه، ولن تستقيم الأمور أو يكون هناك أمن واستقرار دون إعطاء الشعب الفلسطينى الحد الأدنى من حقوقه، وهو إقامة دولته، ونطالب بحل عادل لمشكلة اللاجئين، وإقامة دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهى بالمناسبة مساحة لا تمثل سوى 22% من مساحة فلسطين التاريخية، وبذلك نكون تنازلنا عن 78% لإسرائيل، ومع ذلك إسرائيل تقول لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية، ونتنياهو أعلن هذا بشكل واضح.
هل يمكن أن تقام دولة فلسطينية على حدود 1967؟
- أكيد.. عاجلاً أو آجلاً ستقوم دولة فلسطينية، لأنه لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه، والشعب يقدم ما يمكن تقديمه من تضحيات على أساس الحصول على الحد الأدنى من حقوقه وإقامة دولته، ويريد أن يشعر بالاستقلال مثل باقى شعوب العالم، فالشعب الوحيد المحتل حتى الآن فى العالم هو الشعب الفلسطينى، وبالتالى لا يمكن أن يستقيم الحال فى الشرق الأوسط ككل، ولا فى العالم، دون ذلك، حتى لو تأخر تحقيقه.
ألا ترى أن ما يجرى من إسرائيل تجاه غزة يُعد تصفية للقضية؟
- إسرائيل تحاول -بكل تأكيد- تصفية القضية الفلسطينية، وتعمل على التهجير القسرى لأهل غزة إلى سيناء، أو إلى أى دول أوروبية، وهذا ما يحلمون به ويتمنونه، لكن الرئيس السيسى أعلن صراحة، وأكثر من مرة، أنه لن يقبل بالتهجير القسرى، ولن يسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالى الشعب الفلسطينى لن يخضع لسياسة التهجير القسرى، وسيظل على موقفه ويقدم التضحيات.
لكن هل يتسبب القصف والدمار وقلة الغذاء فى توليد تهجير طوعى لدول العالم؟
- غزة بها 2 مليون ونصف، فمن سيقبل هذا العدد من دول العالم، لو فرضنا الموافقة على التهجير الطوعى، فلا يوجد دولة تستطيع أن تقبل هذا العدد، والعالم أيضاً الآن يرفض هذا التهجير.
أطالب من يعلن تأييد حل الدولتين بأن يعترف بالدولة الفلسطينية أولاً.. وأمين الأمم المتحدة كبير الموظفين فى العالم ليس صاحب القرار
ومن يجبر إسرائيل على قبول حل الدولتين؟
- أمريكا.. وستفعل لأن مصلحة إسرائيل فى ذلك، وليس من أجل الفلسطينيين والعرب، لأنه أولاً وأخيراً مصلحة إسرائيل واندماجها فى المنطقة هو أهم شىء لأمريكا، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من إقامة دولة فلسطينية، والحقيقى أن دول العالم الأوروبى التى تتحدث عن حل الدولتين، لا تتعدى تصريحاتها الحديث فقط، ولا يوجد شىء على أرض الواقع، لذلك أطالب من يعلن تأييد حل الدولتين بأن يعترف بالدولة الفلسطينية أولاً، بحيث تصبح عضواً كامل العضوية فى الأمم المتحدة، وبعد هذا الاعتراف يبدأ تمهيد الأمر فى مجلس الأمن، وبالفعل يكون لدينا موقف دولى صادق يمكن البناء عليه، والباقى يتم بالمفاوضات، وأطالب الشعب الفلسطينى بالصمود والاستمرار فى موقفه.
كيف ترى موقف الأمين العام للأمم المتحدة الداعم للشعب الفلسطينى؟
- موقفه جيد جداً، ويُشكر عليه، لأنه يرى حجم الظلم الذى يتعرّض له الشعب الفلسطينى، ويرى الإجرام الإسرائيلى.
لكنه لم يفعل شيئاً على الأرض.. أليس كذلك؟
- الأمين العام للأمم المتحدة ليس مسئولاً عن اتخاذ قرار، فهو موظف كبير أو كبير الموظفين فى العالم لا أكثر ولا أقل، والدول هى صاحبة القرار، وهى المسئولة، هو مثله مثل أمين عام الجامعة العربية الذى لا يتخذ قراراً أيضاً، وإنما الدول هى التى تتخذ القرارات.
تم فرض قرارات مجلس الأمن على العديد من الدول.. كيف ترى هذه الازدواجية فى المعايير وعدم صدور قرارات ضد إسرائيل؟
- هناك ازدواجية، فأى قرار من أجل تنفيذه لا بد أن يكون تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، وأى قرارات ضد إسرائيل لا تكون تحت الفصل السابع، والقرارات دائماً ما تنفذ على الضعيف، فالعالم يحكمه قانون الغاب بلا شك، وإلا فلماذا لا يصدر قرار ضد إسرائيل، هناك ازدواجية فى المعايير، والباطل هو السائد فى الصراع مع إسرائيل، والحق مهدور.
الجامعة العربية قراراتها غير ملزمة فى التنفيذ والدولة التى لا تنفذ القرار لا تتعرّض لأى نوع من العقوبات.. ويجب تعديل الميثاق
تحدثت عن الجامعة العربية.. كيف ترى دورها الآن فى القضية الفلسطينية؟
- لقد عايشت الجامعة العربية لمدة 6 سنوات، وكنت مندوب فلسطين الدائم فيها، وأستطيع القول إن الجامعة العربية تأخذ قرارات كما تشاء لكن بلا جدوى على الأرض، قرارات بلا تنفيذ، فالغالبية العظمى من القرارات لا تنفذ، لأن الذى ينفذ هى الدول، ولا يوجد ما يُلزم هذه الدول بالتنفيذ، فمشكلة الجامعة العربية أن قراراتها غير ملزمة التنفيذ، والدولة التى لا تنفذ القرار لا تتعرّض لأى نوع من العقوبات، وهذا ما يجب أن يتغير فى النظام الأساسى للجامعة، كانت هناك محاولات لتغيير الميثاق، لكن للأسف لم تتم، وظل الحال على حاله، والجامعة تعانى من مشكلة أخرى وهى أن التوظيف فيها يتم بنظام الكوتة بنسبة مساهمة كل دولة والتى يكون لها عدد موظفين فى الجامعة، وهو ما تسبّب فى ضغط مادى كبير، أفقدها إمكانية وجود موظفين على درجة عالية من الكفاءة يمكن أن تختارهم أو تستعين بخبراتهم، والجامعة بها كفاءات كبيرة، لكن الغالبية دون المستوى المطلوب، وبالتالى لا تجد أى دور للجامعة فى حل أى مشكلة، فلا بد من تعديل ذلك، إضافة إلى ضرورة تغيير الميثاق وأن تكون قراراتها ملزمة، والدولة التى لا تنفذ القرار تخضع لنوع من العقوبات المتدرجة تنتهى بتعليق العضوية، فاتخاذ قرارات بلا قيمة لا يؤثر، وعلينا خلع عباءة الدول التى نمثلها خارج غرفة الاجتماعات ونبحث عن مصلحة العرب والقواسم المشتركة، إن وضع الجامعة العربية حالياً لا تُحسد عليه.
موقف العرب من القضية عظيم نظرياً.. وأتمنى تحقيق المصالحة الفلسطينية.. والخضوع لإرادات خارجية ليس فى صالح القضية
وماذا عن موقف الدول العربية تجاه القضية؟
- موقفها نظرياً عظيم جداً، وفعلياً لا يوجد موقف قوى، فهم لا يسخّرون إمكانياتهم وقدراتهم لصالح القضية، والأكثر دعماً لنا منذ 1948 حتى الآن مصر التى تُعتبر منشغلة بالقضية منذ نشأتها، والشعب المصرى يعتبر فلسطين قضيته، ومصر خاضت الكثير من الحروب من أجل القضية بداية من حروب «48 و56 و67 و73» كلها بشكل أو بآخر لها علاقة بفلسطين، ويكفى أن مصر لم تستبح مطلقاً الدم الفلسطينى، ولا أحد يستطيع أن يزايد على الدور المصرى، حتى إن وزارة الخارجية المصرية العريقة تسخّر إمكانياتها لخدمة القضية طول الوقت.
هل يمكن أن نجد مصالحة لتوحيد الجهة التى تمثل الشعب الفلسطينى؟
- أتمنى ذلك، ولا بد أن يحدث، والسؤال هو متى وكيف؟، لا أعلم، وقد اجتمعنا أكثر من مرة، والقضية ليست قضية اجتماعات، إنما قضية قناعات، ما دام هذا الانقسام موجوداً فإن الخاسر الرئيسى هو الشعب الفلسطينى وقضيته، وبذلك لن نستطيع أن نجلب تعاطف أحد. وعلينا أن نتحدث بصراحة، أعضاء حركتى حماس والجهاد يقولون إن تحرير فلسطين يكون من البحر إلى النهر، وهم يعلمون أنه هدف كل فلسطينى، لكن على الأرض صعب تحقيقه، والسؤال هو: كيف سأحرر فلسطين من البحر إلى النهر وبأى قوة؟ ومن المؤكد جميعنا نتمنى ذلك، لكن على الأقل علينا أن نسعى لهذا على مراحل، ونحرك القضية للأمام من خلال أن نحرر ما نستطيع تحريره، ثم نُكمل وهكذا، كما أن الخضوع لإرادات خارجية ليس فى صالح القضية.
«اليوم التالى» للحرب
أتمنى أن يأتى اليوم التالى أولاً، فلا بد من وقف إطلاق النار والكف عن الجرائم حتى نبدأ فى علاج المأساة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، وبعدها نفكر فى اليوم التالى، ويجب أن تكون السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير هى التى تتولى زمام الأمور، بخلاف ذلك لن تستقيم الأمور ولا يمكن أن يكون هناك حل بديل عن ذلك، فهى الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى، والعالم يعترف بذلك، وأرى دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية قريبة، ولن تستقيم الأمور ولن يكون هناك استقرار أو أمن أو سلام إلا بذلك.
حركة وطنية
«حماس» حركة وطنية فلسطينية لا جدال فى ذلك، رغم اختلافى معها سياسياً، و«حماس» فى قطاع غزة الآن ليست مثلما كانت فى السابق، ولا يمكن أن تنفرد بقطاع غزة، فأقصى عدد لمن ينضمون لها فى غزة لا يتعدى 10% فقط من السكان، والمرتبطون بحماس هم من لهم مصالح، والمؤمنون بالفكرة قليلون، وهناك مشكلة أخرى أن حماس تتأثر بالموقف الدولى لجماعة الإخوان، وتتأثر بإيران وغيرها من الدول، والجميع يعلم ذلك، وكل ذلك التأثير عمّق جذور الانقسام فى المصالحة الفلسطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.