قال نادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، إن ما حدث في 3 يوليو تصحيح مسار، وكان ضروريا لمنع المصريين من الاقتتال، مضيفًا أن "الإخوان" تسببوا للمرة الأولي في تاريخ مصر في العصر الحديث، في أن يقف المصريون أمام بعضهم. وأضاف بكار، خلال مشاركته في ندوة "مستقبل السلفية السياسية في العالم العربي" ببيروت، مساء أمس الأول، تعليقًا على كلمة لمحمد رفيقي نائب أمين حزب النهضة، بأن ما حدث في 3 يوليو كان "انقلاب": "البديل كان تقسيم مصر، كما هو الحال في ليبيا، نحن أدرى بظروفنا في مصر، ومرونة الحزب السياسية حافظت عليه وعلى قواعده". وتابع بكار "نجاح حزب النور يضايق بعض الزملاء المنتمين إلى جماعة (الإخوان)، كما أن نجاح الحزب على المدى البعيد سيثبت لهؤلاء الشباب والمنتمين ل(داعش)، أن الأفضل هو المقاربة والمرونة السياسية، واحتواء الآخر بدلا من الانخراط في المجموعات العنيفة". وتابع: "قوام تنظيم (داعش) مكون من بعض الشباب، تتراوح أعمارهم من 18 إلى 25 عاما، تنطلق سيكولوجيتهم من حب المغامرة، ومن خطاب شعارات ذو عناوين عريضة، فهؤلاء بالنسبة إلي أعداء، وأنا بالنسبة إليهم كافر". وأعرب بكار، عن استيائه من وصف "داعش" و"القاعدة"، بأنهما تنظيمان خرجا من بيئة سلفية، قائلا: "الليبرالية التي أخرجت أمريكان قصفوا هيروشيما بقنبلتين نوويتين، وتسببوا في مقتل مليون عراقي، هل يمكن أن يقال أن كل الليبراليين منطلقين من نفس المبدأ، وهل يمكن أن أقول أن كل الفكر اليساري الذي ينتسب إليه ستالين الذي قتل أكثر من 20 مليون فكر دموي، أنا لا أجرؤ على ذلك، نحن مسؤولون عن أنفسنا فقط كقيادة في حزب النور". وأوضح بكار، أن الحزب بين فكي الضغط الأيدلوجي التقليدي والرفض الأيدلوجي التقليدي، مشيرا إلى أن القرار السياسي يصعب تفسيره بالكليات، ويحتاج إلى عقل بعيد عن العاطفة، ونحن لن نضعف أمام ضغط أيديولوجي تقليدي، ونتنازل عن قرار سياسي عقلاني أخذناه. وأضاف بكار، أن الحزب تحول منذ يناير 2013، وحتى الآن، من محاولة جني مكاسب سياسية، إلى محاولة إدارة الخسائر الوطنية، وخسائر التيار الذي ينتمي إليه، وتقليلها قدر المستطاع. وأكد بكار، أن الحزب نجح في إدارة الخلافات بينه وبين التيارات الأخرى، ونجح حتى هذه اللحظة في الوصول إلى الحد الأدنى المشترك بينه وبين الأحزاب، مشيرا إلى أن الكثير وقع أسرى فخ الخطأ الإدراكي الشهير "الأبيض والأسود"، مؤكدا أن المنطقة الدافئة في الوسط، أصبح من يتحدثون فيها الآن قليلون. وأوضح بكار، "نعاني تطرفا دينيا وفكريا، هناك متطرفين يدعون لحرق الآخرين، وإخراجهم نهائيا من واقع الناس ومستقبلهم، ويلغون حقوقهم في الوجود، نحن بين شقي الرحى، بين نار (الدواعش)، وبين نار فصيل لا يرى إلا نفسه ولا يستطيع قبول الأخر". وأشار مساعد "النور" لشؤون الإعلام، إلى أن المعادلة الصفرية احتلت مساحة كبيرة من الوجدان الاجتماعي والسياسي المصري في الفترة الأخيرة. وعن موقف "النور" من المرأة، أكد بكار أن الحزب رشح في الانتخابات المقبلة، ما يقرب من 30 مرشحة، بينهن المنتميات للحزب والمحجبات وفيهن المسيحيات، وبعض زوجات قيادات الحزب، ما يعد إثباتا عمليا على أن الحزب لا مشاكل له مع المرأة. وعلق بكار على دعوات التظاهر لخلع الحجاب قائلًا: "نتاج العلمانية والليبرالية، أنا أرفض التعميم، لدينا في مصر عقلاء وشرفاء هم أول من واجهوا هذه الدعوات".