الاثنين 26 أكتوبر 1953 الحمد لله على فضله وتوفيقه، فهذا مجلس قيادة الثورة المباركة إن شاء الله يمتزج امتزاجاً بمكتب الإرشاد فى الجلسة من الخامسة والنصف مساءً إلى الثامنة والنصف مساءً بمنزل القائد العام السيد اللواء عبدالحكيم عامر، حفظه ورعاه الله. إنه فضل الله وحده «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ».. تقصر الألفاظ عن إيضاح المعانى والمشاعر. الأربعاء 28 أكتوبر 1953 لقاء كريم ومقابلة طيبة لحقت بالأخ الكريم السيد صلاح سالم، وزير الإرشاد القومى بمقر وزارته بسراى الجمهورية. الحمد لله حمداً جزيلاً على هذا الفضل وهذا التوفيق، فهذا قصر الظالمين قد احتله بفضل الله خيرة الشباب المخلصين العاملين. لقد لمس قلبى تجاوب ما يحس من عطف وحب عميق، فالخواطر نفس الخواطر والمشاعر نفس المشاعر، وتلك علائم الصدق وبوادر التوفيق إن شاء الله. الخميس 14 يناير 1954 قابلت السيد جمال عبدالناصر بمنزله من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 12 ظهراً، وكان موجوداً الأخ الأستاذ على فهمى طمان. جمال عبدالناصر قال لى سأزور أسر المعتقلين بنفسى، ولما قلت له إن قلبى اختلج لرؤية أخ يدخل المعتقل، فهممت بالنزول لعناقه إلا أن العربة لم تمكننى، ولم يكن زمامها بيدى، فتأثر تأثراً بالغاً وأصدر أمراً سريعاً، فأفرج عنه فى الحال. ذهبت لجمال عبدالناصر لأسلم نفسى، فأبى واستمع لرأيى.. قلت له جئتك بروح حسن البنا وبعض خلقه، قال وأقدمنا على قرار الحل كارهين. الأربعاء 15 سبتمبر 1954 حضر عندى بمكتبى بهندسة الوابورات الأستاذ الجوهرى، الذى كان يعمل مع الحاج صالح عشماوى بالدعوة وفاتحنى فى أمر دهشت له، إذ قال إن الدكتور محمد سالم يريد أن يلقانى ليتحدث إلىّ فى شأن إقامتى على رأس الإخوان، فلما رأى دهشتى من قوله وإنكارى له، قال إن الدكتور سالم سيتحدث إلى السيد رئيس الوزراء فى ذلك، ويرتبه معه، وقد تجمع عند الدكتور سالم عدد من الإخوان يريدون ذلك ويرجون ألا أرفض، فأجبته: أولاً: بأننى لا أريد هذا الأمر ولا أفكر فى رئاسة. ثانياً: لا ألقى الدكتور سالم، وهو صاحب موقف معروف. ثالثاً: ما دخله هو فى مثل هذه الأمور. وتصادف أن حضر فى وجوده عندى السيد اليوزباشى أحمد صالح، فأخبرته بما ذكر وحولته إليه فانشغلا معاً، وتفرغت لتلاوة قول الله تعالى «وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً». وفى المساء عقد مكتب الإرشاد والسيد الإخوانى أحمد زكى وأحمد عادل كمال واجتمع أعضاء المكتب بحضرات أعضاء الهيئة بالسطوح، وتحدث الأستاذ البراوى عن المكتب الإدارى والتعليمات التى أرسلها الأستاذ الهضيبى بإيقاف الأوامر التى أصدرها الأخ الدكتور خميس. الثلاثاء 21 سبتمبر 1954 فى الساعة العاشرة والربع مساءً تحدثت تليفونياً إلى سيادة الرئيس جمال عبدالناصر بمنزله، فردّ علىَّ سيادة الصاغ صلاح سالم، فأخبرته بطلبى أن أرى سيادته وسيادة الرئيس وطلبت تحديد موعد، فحدد سيادته الساعة 12 ظهر الغد الأربعاء بالإذاعة إن شاء الله.. واتفقنا أن أتحدث مرة أخرى الساعة 11، أو 11٫15 مساءً لأعرف رأى سيادة الرئيس.. ولما تحدثت فى الساعة 11٫15 تماماً مساء كان التليفون يضرب، ولا يرد أحد. فأرجأت ما أرجو إن شاء الله أن يكون فى صالح الدعوة والإسلام والجيش والوطن، والله المستعان.. وبه التوفيق. الخميس 23 سبتمبر 1954 ذهبت فى التاسعة صباحاً إلى السيد الرئيس جمال عبدالناصر بمنزله، ومررت قبل ذهابى على الأخ الدكتور محمد خميس بالمركز العام. ولما قابلت سيادته تحدثت إليه فى شأن التلطف فى الإجراءات التى تتخذ حيال الإخوان، فقال سيادته إنه لن يتخذ إجراءً عاماً، ولكن كل ذنب رهينة للعقاب. عقد مساءً اجتماع الهيئة التأسيسية فى الساعة الثامنة مساءً واستمر حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الثانى الجمعة. الثلاثاء 28 سبتمبر 1954 قابلت اليوم سيادة الصاغ صلاح سالم، وزير الإرشاد القومى بوزارة الإرشاد فى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر واستمر الاجتماع حتى الساعة 4٫30 بعد الظهر، وكان الحديث حول تحسين الحال بين الإخوان والجيش، والأخذ بالوسائل المؤدية لذلك. أنهيت إلى الأخ الدكتور خميس وحده خبر هذا اللقاء، فوافق عليه وأشار بحلول لإنهاء الموقف تدور كلها حول التخفيف على الإخوان. الأربعاء 29 سبتمبر 1954 استأنفت اليوم مقابلة السيد وزير الإرشاد بالإذاعة فى الساعة الواحدة بعد الظهر ومكثنا حتى الساعة الثانية والنصف. ووصلنا فى الحديث إلى نقاط لم نصل إليها أمس، وجر الحديث مناسبة البرقية التى بعثنا بها اليوم إلى السيد رئيس الوزراء باسم الإخوان المسلمين، وتوقيع الدكتور خميس بتأييد الحكومة فى موقفها من العدوان الإسرائيلى على ميناء السويس، والتأكيد لسيادته أن الأمة والحكومة فى موقف واحد لكل ما يدفع عن مصر، ويحفظ مصلحة الوطن. الجمعة 1 أكتوبر 1954 فى الساعة السادسة من مساء اليوم، لقيت السيد الرئيس جمال عبدالناصر بمنزله ومكثت مع سيادته إلى الساعة السابعة، وتحدثنا فى الموقف وشرحت لسيادته الأضرار الواقعة على الإخوان، فذكر سيادته أنه لا يريدها ولا يرغب فى شىء منها، ولكن الإخوان أنفسهم هم الذين يجرون الأضرار بأعمالهم. السبت 30 أكتوبر 1954 تحدثت اليوم إلى السيد الصاغ صلاح سالم بوزارة الإرشاد القومى وتفضل سيادته فرغب أن يرانى، فذهبت لمقابلة سيادته فى الساعة الثانية بعد الظهر بوزارة الإرشاد. كانت مقابلة حساسة عاطفية تغلبت فيها العاطفة على القول، ورجونا الله تبارك وتعالى أن يصلح الأمر ويسعد البلاد. قابلت اليوم فضيلة السيد وزير الأوقاف بمكتب فضيلته بالوزارة، وبينما أحدث فضيلته عن رغبتى الملحة فى رؤية سيادة الرئيس والسلام عليه.. إذ تحدث سيادة الرئيس تليفونياً وأنهى إليه فضيلة الأستاذ الباقورى رغبتى، فرحب بها سيادته وتحدث إلىَّ تليفونياً، وكان كالعهد به دائماً كريماً فاضلاً متواضعاً. أسأل الله أن يرعاه بعنايته ويوفقه لما نرجوه له من خدمة البلاد وإنصاف العباد ورفع لواء الإسلام، وأذن سيادته أن ألقاه إن شاء الله بمنزله الكريم صباح الجمعة المقبل. الجمعة 5 نوفمبر 1954 ذهبت اليوم مع فضيلة السيد الوالد الجليل فى الساعة العاشرة والنصف صباحاً لزيارة السيد الرئيس المحبوب جمال عبدالناصر بمنزله، فلقيناه، وحضرة السيد والده الكريم، وسيادة القائد العام اللواء عبدالحكيم عامر، وكان لقاءً عاطفياً كريماً شعرت فيه القلوب بالعاطفة الكريمة لوجه الله تبارك وتعالى ومصلحة البلاد، وارتفعت فيه الدعوات ضارعة إلى الله تبارك وتعالى أن يحفظ سيادة الرئيس ويرعاه ذخراً للإسلام والأوطان. وأهدى فضيلة السيد الوالد كتابه «بدائع المنن والوظيفة الزروقية» وعدنا فصلينا الجمعة بمسجد عزبان بالعتبة الخضراء.