عميد الكلية التكنولوحية بالفيوم يتفقد لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني    الإفراج عن المحبوسين على طاولة الحوار الوطني    «العامة للنواب» توافق على الموازنة التفصيلية للمجلس للسنة المالية 2024/2025    «التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    محافظ سوهاج: تلقي أكثر من 16 ألف طلب تصالح على مخالفات البناء بالمحافظة    الدورة ال 77 لجمعية الصحة العالمية ترسخ إنجازات COP28 بشأن الصحة وتغير المناخ    «متبقيات المبيدات» ينظم برنامج تدريبي حول طرق سحب العينات الغذائية    أشرف عطية يتابع مشروع محور بديل خزان أسوان الحر    ترامب يحذر من أن عقوبة السجن قد تكون «نقطة تحول» لداعميه    مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة    الأهلي يكرم فريق «سيدات اليد»    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    مدة الدراسة عام.. تفاصيل البرنامج التدريبي لمدربي المنتخبات الوطنية    المشدد 10 سنوات لسائق لخطفه طفل والتعدى عليه بقليوب    تركي: انتظام أعمال تفويج حُجَّاج السياحة.. والجميع متكاتف لإنجاح الموسم    عاشرها جنسيا بعد موتها.. هكذا تخلص سفاح التجمع من ضحيته المتزوجة    عمر كمال يقرّر تأجيل أغنيته «أنا بطل السوق» بسبب محمود الليثي    سوسن بدر: «بتعلم من الشباب ولو وقفت عند جيلي هابقى قديمة» (فيديو)    الهويّة السرديّة: مقاربة نقدية في رواية موسم الهجرة إلى الشِّمال    قصور الثقافة تختتم مشاركتها بالمهرجان الدولي للطبول    نسرين طافش: كنت فنانة في حياتي السابقة.. وهذه وصيتي    سنن الأضاحي وشروط الأضحية السليمة.. تعرف عليها    موعد وقفة عرفات والأدعية المستحبة.. تعرف عليها    377 حالة.. مركز سموم بنها يعلن التقرير الشهري لحالات التسمم (تفاصيل)    في دقيقة واحدة.. طريقة تحضير كيكة المج في الميكروويف    اليوم العالمى لمواجهة الحر.. كيف تحمى نفسك من النوبات القلبية؟    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    اندلاع حريق بالقرب من مبنى الكنيست في القدس    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    كولر يوجه صدمة قوية لنجم الأهلي (خاص)    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    الأهلي يكرم فريق سيدات اليد    أحمد حلمي بمهرجان روتردام: الفنان يجب أن يتحمل مسؤولية تقديم الحقيقة للعالم    الهيئة الوطنية الصينية للفضاء تعلن هبوط المسبار تشانج آه-6 على القمر    العمل: 3537 فُرصة عمل جديدة في 48 شركة خاصة تنتظر الشباب    4 أعمال مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة.. احرص عليها    كيف تحرك مؤشرات البورصة مع بدأ تنفيذ صفة الاستحواذ الإماراتية على أسهم السويدي اليكتريك؟    أول تطبيق لتحذير النائب العام من تجاوز السرعة.. قرار ضد سائقي حافلتين مدرستين    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل مسن في روض الفرج    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    حج 2024| «الأزهر للفتوى» يوضح حكم الحج عن الغير والميت    كوريا الشمالية ترسل 600 بالون إضافي محملين بالقمامة عبر الحدود    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    تأجيل نظر طعن المتهمين بقتل شهيدة الشرف بالمنصورة    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    النواب يحيل 3 اتفاقيات للجان النوعية في بداية الجلسة العامة .. اعرف التفاصيل    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    وزير التعليم العالي يوجه بضرورة توفير الدعم للجامعات التكنولوجية    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    وزيرة التخطيط ل"النواب": الأزمات المتتالية خلقت وضعًا معقدًا.. ولابد من «توازنات»    رئيس التنمية الصناعية: 40% نموًا بإجمالي مساحات الأراضي المخصصة للقطاع الصناعي    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    عمرو السولية: هدفي الاستمرار في الأهلي حتى الاعتزال    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار بالكونجرس في حوار ل"الوطن": حذرنا "السيسي" من مصير "السادات"
مستشار الكونجرس: دعوة "السيسي" للقوة العربية المشتركة سبيل مواجهة أطماع إيران وداعش في الخليج
نشر في الوطن يوم 10 - 04 - 2015

"ثورة يونيو" أقوى 33 مرة من ثورة يناير.. و"واشنطن" مارست "ضغطا خفيفا" على الجيش المصرى ليتوافق مع "نظام مرسى"
علاقات مصر والكونجرس في أفضل حالاتها.. لكن سياسة "إدارة أوباما" الخارجية ليست في يدنا
الشركات الأمريكية تضغط حالياً لتقوم بالأعمال مع مصر.. ونجاح المؤتمر الاقتصادى مكافأة ل33 مليون مصرى رفضوا التطرف
إذا لم يتم احتواء الإرهاب في ليبيا سيهدد مصر وتونس وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا.. ودعوة السيسي لتدخل عسكرى في ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة هو الحل
"السيسي" مرن في مسائلة هجوم الإعلام الأمريكى عليه.. والمواطنون الأمريكيون رأيهم يتشكل من "الإعلام الجديد" وليس وسائل الإعلام الداعمة للإخوان وأوباما
قطر خسرت نفوذها في مصر وتونس ونصف ليبيا بعد "30 يونيو".. وأمريكا ستطالبها بوقف تحالفها مع الإخوان.. و"التطبيع المصري- التركى" مساءلة تقييمية.. وفي عالم السياسة كل شئ ممكن
الغرب "غير ناجح" في مكافحة مصادر تمويل داعش.. والقول بإن أمريكا تدعمهم "هلوسة".. ونحتاج لنصف مليون جندى على الأرض لفرض السيطرة عليهم
"القوى الراديكالية" تحدثت عن "مؤامرة الشرق الأوسط الجديد" لمواجهة تغيير الأفكار الديمقراطية.. وكونداليزا رايس كانت جزءاً من إدارة لم تكن لتدعم الإخوان أبداً
منع تسليح الجيش المصرى "قرار سياسي" لإيجاد مساحة للإخوان.. ودوائر الدفاع والكونجرس تؤيد عودة العلاقات العسكرية مع مصر كما كانت من قبل
لست متيقن من نية الإدارة الأمريكية من إعادة المعونة تدريجياً من عدمها.. والسيناريو الأسوأ بعدم استئنافها سيتغير مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية
سألناه عن انعكاس تقارب "القاهرة" مع "موسكو" و"بكين"، فرد: "العالم يتحرك في استراتيجية العلاقات المتوازنة فلماذا لا تفعل القاهرة هذا؟ فمن حقكم الحصول على ماتريدون ممن يقدم إليكم احتياجاتكم"
مواقف غامضة، وتحولات كثيرة تشهدها العلاقات "المصرية- الأمريكية" في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير دون أن تتضح أسبابها، إلا أن قطاعاً عريضًا من أبناء الشعب المصرى لديهم شعور يرتقى لليقين أن العلاقات بين الدولتين في أدنى مستوياتها على مدار تاريخها، وسط دعم للإدارة الأمريكية لتنظيم الإخوان المسلمين على الرغم من خروج الملايين من أبناء الشعب المصرى لإزاحتهم عن الحكم.
يكشف الدكتور وليد فارس، مستشار لدى الكونجرس الأمريكى والبرلمان الأوروبى لشئون الشرق الأوسط، في حوار خاص ل"الوطن"، كواليس لقاءات الوفود الأمريكية لمصر مؤخراً، ومنها وفد البرلمان الأمريكى بالرئيس عبدالفتاح السيسي الذى قالوا له فيه إنهم يتخوفون عليه من مصير السادات، وكبار المسئولين بوزارة الدفاع، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، بحكم مشاركته في تلك اللقاءات.
علاقات مستشار الكونجرس الأمريكى متشعبة في الإدارة الأمريكية؛ فسبق أن نال ثقة المرشح الأمريكى السابق لرئاسة الجمهورية ميت رومنى ليكون مستشار الأمن القومى والسياسة الخارجية له، كما أنه الأمين العام للمجموعة النيابية الأطلسية لمكافحة الإرهاب، كما يعمل أيضاً كمستشار للعديد من منظمات المجتمع المدنى غير الحكومية التى تعمل مع الأمم المتحدة في مجال تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما يلتقى البعثات الدائمة في مجلس الأمن الدولي فى الأمم المتحدة بشكل متكرر.
"فارس" الذى ولد في العاصمة اللبنانية بيروت ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1990، يحاضر فى العديد من الجامعات الأمريكية والعالمية الكبرى في العلوم السياسية، والعلوم العسكرية الدفاعية والأمنية.
حاوره- طارق صبرى ومحمد مجدي:
* حضرت إلى القاهرة مؤخراً بصحبة وفد أمريكى التقى كبار المسئولين بالدولة المصرية.. ممن تكون الوفد.. وما اللقاءات التى شاركتم فيها؟
- ضم الوفد النائب العام الأمريكى الأسبق فى فترة حكم الرئيس بوش مايكل موكاسى، ونائبه لوزير الدفاع فى فترة حكم الرئيس رونالد ريجن وهى كاثلين ترويا مكفارلاند، وقائد سابق للقيادة المركزية للقوات المركزية في الشرق الأوسط في فترة حكم الرئيس باراك أوباما الأدميرال روبرت هاروارد، وتيرا دال، المدير التنفيذى لمعهد جلوبال الأمريكى للأمن، بالإضافة إلى مشاركتى فى الوفد، وكانت لنا الفرصة للقاء الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثانى، وعدد من كبار القادة فى القوات المسلحة في وزارة الدفاع، وعدد من الوزراء والمسئولين، كما التقينا بالرئيس عبدالفتاح السيسي ومستشاريه في قصر الاتحادية الرئاسي، كما تلقينا دعوة لإعطاء محاضرة في إحدي الجامعات الخاصة بالقاهرة، جامعة المستقبل.
في العموم، كانت كل اللقاءات ناجحة، وتعرفنا بشكل كبير على التحديات التى تواجه مصر حالياً ومستقبلياً، ونقلنا تلك المعرفة لأعضاء الكونجراس الأمريكى بالتبعية.
* ما أبرز النقاط التى ناقشتموها مع شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية؟
- انبهرنا بالفكر الإصلاحى لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وبشجاعته للمطالبة بالاعتدال، والأكثر من ذلك تصميمه على انعكاس ذلك في العمل على المناهج الجديدة التى ستدرس في مرحلة التعليم الثانوي في مصر، وكل ذلك يكمل دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإقامة ثورة دينية نحو الاعتدال وبعيداً عن الأفكار الرديكالية، والإمام الطيب يعتبر المرشد الروحى لنحو مليار شخص، ويمكن أن يلعب دوراً مؤثراً في المسيرة نحو الاعتدال والإصلاح، ولكن يحتاج لأن يسمع صوته في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا اقترحنا عليه زيارة الولايات المتحدة والتحدث للجماهير والحكومة والمشرعين، ومن زيارتنا للأزهر، أدركنا الدور العام الذى يلعبه "الطيب" ليس فقط في مصر، ولكن في العالم العربى والإسلامى على وجه العموم.
* ماذا عن لقاؤكم مع البابا تواضروس؟
- أجرينا حديثاً مطولاً مع بطريرك الكرازة المرقسية حول أوضاع المجتمع القبطى في مصر ومدى الاضطهاد الذى عانوا منه في ظل النظام الأسبق، ونقل البابا إلينا التحسن الكبير الذى يشعر به الأقباط في ظل حكم النظام الحالى، وتقاربهم مع إخوانهم وأخواتهم من المصريين، كما شعرنا أنه عليه أيضاً زيارة الولايات المتحدة ليلتقى قيادات الكنائس الأمريكية ويخبرهم عن الأوضاع في مصر وليحصل على دعمهم، ودور البابا في العالم وأمريكا سيكون مفيداً جداً لمصر، خاصة وأنه يسعى للتعددية، والعمل ضد الفكر المتطرف.
* وما أبرز ما دار بينكم وبين قيادات وزارة الدفاع المصرية؟
- شرفنا باستقبالنا من كبار العسكريين المصريين الذين تحدثوا معنا بصراحة وشاركونا حول التحديات التى تواجهها مصر في سيناء، وحدودها الغربية، وجميع أنحاء البلاد ضد المجموعات الإرهابية التى تتضمن تنظيمى داعش، والقاعدة؛ فمصر تحارب حالياً في جبهتين، الأولى ضد شبكة داعش في سيناء، والتى لابد من مواجهتها لأنها تهدد المنطقة بأسرها بما فيها قناة السويس والبحر الأحمر، أما الجبهة الثانية فضد التجمعات الجهادية والمتحالفين مع داعش في ليبيا، وخاصة في بنغازى ودرنة، حيث أن تلك التجمعات تهدد الليبين والعمال المصريين هناك، وحتى الدولة المصرية نفسها، وجنوب أوروبا، ولقد تحدثت مع أعضاء الكونجرس حول ضرورة دعم مصر حالياً في مواجهة الإرهاب، وقيادة حملة في شمال إفريقيا ضد الإرهاب.
* الفرصة سنحت أمامك للقاء الرئيس السيسي ومستشاريه.. ما الانطباع الذى خرجت منه من هذا اللقاء؟
- اجتماعنا القصير مع الرئيس السيسي عزز لدينا ما عرفناه عنه منذ يونيو 2013، فإنه حريص جداً على الإرادة الشعبية في بلاده، كما يحرص على دفع بلاده نحو النمو والاستقرار، لكنه يواجه تحدياً ضخماً يتمثل في الضغوط الإخوانية والدعم الإقليمى لها، وعرفنا من مستشاريه طبيعة التغييرات التى حدثت في مصر وضرورة أن يفهم المجتمع الدولى تلك التغييرات بشكل أفضل.
لكن في إطار عام، أظهر المؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ الوضع الذى وصلت إليه مصر حالياً؛ فنتائج المؤتمر الاقتصادى الذى حضره العديد من بلدان العالم العربى، وإفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، والصين، وروسيا، وأوروبا، وشركات أمريكية، وكل ذلك مؤداه أن تجمع المجتمع الدولى حول مصر هو مكافأة ل"ال33 مليون مصرى" الذين رفضوا التطرف في مصر، ونقلوها إلى طريق آخر.
* لماذا حذر وفد الكونجرس الرئيس السيسي من مصير الرئيس السادات؟
- لم أكن حاضراً في هذا اللقاء مع أعضاء الكونجرس الذين زاروه قبل وفدنا، لكن أستطيع أن أقول لك إنه احساس عام لدى الكثير من أعضاء الكونجرس والمسئولين السابقين أن الرئيس السيسي من بين القادة الأكثر تهديداً في العالم؛ فهو أزاح نظام قوى جداً عن الحكم ولديه دعم إقليمى، واتصالات مع العديد من الجماعات الجهادية.
* ولماذا ذكر مصير الرئيس السادات بالذات؟
- الإشارة إلى الرئيس السادات بسبب مواجهة نفس النوع من الإرهاب الذى انتهى باغتياله، وهذا أدى إلى صدمة في أمريكا ومازلنا نتذكر هذا.
* وهل هناك معلومات استخباراتية وراء تحذيرهم هذا؟
- أنا لست على علم بمعلومات استخباراتية محددة، ولكن وفد الكونجرس قد يكون، ولكن الجماعات الإرهابية في سيناء، وليبيا، وفي المنطقة يرون أن الثورة المصرية، والرئيس السيسي عقبة في سبيل إقامة إماراتهم الإرهابية؛ لذا فربما يحاولون اغتياله.
* أعضاء الوفد التقوا بطلاب إحدى الجامعات بالقاهرة.. ما الرسالة التى حصلتم عليها منهم؟
- بالفعل تلقينا دعوة للقاء أساتذة وطلاب جامعة المستقبل في القاهرة، وكان حدثاً استثنائياً، حيث تمكنا من التحدث مباشرة للأساتذة والطلاب من جميع الخلفيات السياسية والأيدلوجية، حيث كانت مشاركتنا الأولى على الأراضى المصرية لقطاعات من المجتمع المدنى وخصوصاً الشباب؛ فكان ذلك أفضل لنا من أى اجتماع آخر لالتقاط جوهر ثورة 30 يونيو 2013، حيث كانت انتفاضة ل"الأغلبية الصامتة"، والتى لم يسبق لها أن عبرت عن رأيها مع مثل القوة السلمية التى أظهرتها في تلك الثورة، والتى كانت مفعمة بالحياة، وخلال الثورة الأولى في يناير 2011 كانت التظاهرات تبلغ مليون مواطن، لكن في ثورة يونيو 2013 رأينا ملايين التوقيعات ضد النظام، وشاهدنا 33 مليون شخص يمشون في الشوارع ضده.
لقائنا مع عينة من الأغلبية الصامتة أتاح لهم التعبير عن أنفسهم بحرية؛ فقضيتهم ليست مساندة الحكومة من عدمهم؛ فكثيرون منهم يفعلون وآخرون لا، لكن رغبتهم تنبع من رفضهم العميق الجهادية المتطرفة التى كانت تتبلور من نظام أصولى يقوده الإخوان في النظام السابق؛ فهولاء الطلاب لا يريدون سوى حياة حرة وسلمية لا شئ يختلف فيهم عن الشباب الذين يعيشون في أمريكا وأوروبا وأمريكا اللاتينية؛ فالثورة كانت ليعيشوا حياة طبيعية ليست سريالية عنيفة، أو عبر إقامة الخلافة الإسلامية بواسطة الإخوان والجهاديين.
* كيف تقيم العلاقات "المصرية- الأمريكية" في الأعوام الماضية؟
- العلاقات "الأمريكية -المصرية" تمر بتقلبات بين الصعود والهبوط منذ نهاية نظام مبارك، فقبل ذلك تأسست علاقات قوية مع الرئيس المصرى الراحل أنور السادات عقب حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، وكان هناك شراكة وتحالف طويل بين "القاهرة" و"واشنطن" بدأت منذ عام 1979 حتى "الربيع العربى"، وفي الفترة الطويلة لحكم الرئيس مبارك شهدت علاقة قائمة على معادلة متوازنة هى تحقيق الاستقرار الأمنى، والولايات المتحدة لم تتدخل كثيراً في الشأن الداخلى المصرى، لكن في الوقت ذاته حدثت تغييرات بطيئة في الثقافة السياسية للمصريين، خاصةً منذ نهاية عصر "الحرب الباردة، وعقب أحداث 11 سبتمبر، وبعد تزايد دور الانترنت و"السوشيال ميديا".
مصر هى قلب العالم العربى، وشهدت تغيرات كثيرة حدثت في المنطقة، لاسيما في لبنان عام 2005، وفي إيران عام 2009، فضلاً عن غزو العراق؛ فالشباب المصرى أراد التغيير والنظام الأسبق كان على أقل تقدير بطئ في التغيير إذا لم يكن مقاوم له.
وعندما زار الرئييس الأمريكى باراك أوباما مصر في عام 2009، وأدلى بخطابه الشهير في جامعة القاهرة، ظهر في بداية الأمر أنه يخاطب المجتمع المدنى في مصر، لكن مع مرور الوقت اتضح أن إدارته كانت تفضل "الإخوان المسلمين" عن أى حركة ديمقراطية أو شبابية أخرى في مصر، لكن "الإخوان" لم يكن باستطاعتهم وحدهم "تحريك الانتفاضة"؛ فاحتاج الأمر جهود الشباب والفنانين والليبراليين والفيس بوك والمدونين لإظهار الصورة التى رأيناها في "ميدان التحرير"، حينما تجمع عشرات الآلاف من المصريين من الذكور والإناث في "الميدان"، وكانوا تحت أنظار وسائل الإعلام الدولية والمجتمع الدولى فمنح ذلك هذا التجمع السلمى بعض الشرعية.
وهنا انتظرت الإدارة الأمريكية حتى تحرك "الإخوان المسلمين" بعد أيام من بدء الثورة الشعبية لتتحول لصالح الثورة وتطالب "مبارك" بالتنحى عن الحكم، وفي هذا الوقت واقترحت على الإدارة الأمريكية الوقوف إلى جانب المجتمع المدنى وليس "الإخوان المسلمين"، لكن لم يكن هذا هو ما تم بسبب أن جماعات الضغط الإخوانية في واشنطن كانت قوية جداً.
الإدارة الأمريكية ضغطت على الجيش المصرى للسماح ل"الإخوان" في لعب دور بالمرحلة الانتقالية، فالإخوان كانوا القوى الأكثر تنظيماً على الأرض كما كان لديهم تمويل ودعم من قطر وغيرها من الدول الإقليمية. بإختصار شديد الإدارة الأمريكية وقفت بجانب الإخوان بينما كان عليها أن تدعم المجتمع المدنى لينظم نفسه وينتج قوى سياسية جديدة.
في الانتخابات الرئاسية الأمريكية "2011- 2012" نصحت المرشح الرئاسى ميت رومنى للتحذير بشأن أيدلوجية الإخوان وتخطيطهم لإقامة نظام متطرف في مصر، وذلك هوجمت من الغطاء الإخوانى المسمى بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، ليخططوا لإسقاطى من فريق عمله، حيث شنوا ضدى حملة واسعة في الإنترنت ووسائل الإعلام، ما أظهر قوة هذا "اللوبى الإخوانى" في أمريكا، ولكن لم يتحقق لهم ما أرادوا.
وفي هذا الوقت انتخب "مرسي" في صيف 2012 رئيساً للجمهورية في مصر، وخسرنا الانتخابات الأمريكية، ولو كان "رومنى" قد فاز لكنا وقفنا مع الشعب المصرى ضد القهر الإخوانى، ولكن مع فوز "أوباما" بفترة رئاسية ثانية استمرت شراكة "واشنطن" و"نظام الإخوان".
* كيف اختلفت رؤية الإدارة الأمريكية لكلاً من أنظمة المجلس العسكرى في المرحلة الانتقالية، والرئيس الأسبق محمد مرسي، وحتى الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسي؟
- الإدارة الأمريكية تحركت ضد الرئيس مبارك حينما كان "الإخوان" في ميدان التحرير، وفي الفترة الانتقالية وسط حكم المجلس العسكرى، وعندما سموا حكومة "واشنطن" حافظت على علاقتها الطبيعية مع الجيش، لكنها سعت لتقوية علاقتها مع "الإخوان"، وعندما انتخب "مرسي" رئيساً للجمهورية بلغت العلاقات بينهم لذروتها ومورس ضغط خفيف على الجيش المصرى ليتوافق مع "نظام مرسى".
وعندما بدأت تحركات المعارضين لمرسى في الازدياد، وقفت "واشنطن" مع نظام الإخوان، ولكن طلبت منهم التعامل مع الموقف بأفضل ما يمكن، ولكن حينما خرج 33 مليون شخص في تظاهراتهم كان هنا لحظة صمت ومراقبة للموقف، وليس مساندة أكبر مظاهرة في تاريخ البشرية ، وكان هذا هو الموقف حتى الإعلان الذى تم بواسطة "السيسي".
في وجهة نظرى، كان على الإدارة الأمريكية أن تقف مع الشعب وتطالب "مرسى" بالرحيل كما طالبت مبارك، فالأمر المنطقى هو ذلك نظراً لأن في ثورة يونيو كان هناك أناس أكثر 33 مرة في الشوارع مما خرجوا في ميدان التحرير، ولكن "الصمت الثقيل" يمكن تبريره.
ومع إعلان "السيسي" وقوفه بجانب الشعب المصرى، والدعوة لانتخابات جديدة، سمت الولايات المتحدة وحلفاؤها ما يحدث في مصر حينها ب"الانقلاب"، ومع عقد الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية ابتدت العلاقات تعود، ولكنها لم تعد بعد بنفس قوتها لتكون "دافئة" كما كانت تاريخية.
* وما سر تعليق صفقات الأسلحة لمصر في مرحلة ما بعد 30 يونيو؟
- كان ذلك مرتبطاً بالنظر إلى أن قرار إزالة مرسى تم عبر "الحسم العسكرى"، وهو ما يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة؛ لذلك توقفت شحنات الأسلحة عن مصر واتخذت عدة تدابير أخرى، وهنا أشير إلى أن كل تلك الأمور مرتبطة بالضغوط التى مورست من قبل "اللوبى الإخوانى"، لأنه عند إزاحة نفس الجيش للرئيس مبارك عن الحكم لم تتخذ تلك التدابير، بينما تمت بعد إزاحة "مرسي" عن الحكم.
* عقدت مصر العديد من صفقات السلاح مؤخراً منها مع روسيا وفرنسا والصين.. هل ستتغير استراتيجية الولايات المتحدة في التعامل مع هذا الملف بالنسبة لمصر؟
- لا أعتقد أن الأمر الدائر حالياً حول التسليح، ولكن عن العلاقات بين الدولتين؛ ففي السنوات الماضية واصلت مصر الحصول على بعض المساعدة التقنية من روسيا من أجل صيانة "الأسلحة السوفيتية"، كما حصلت على بعض الدعم من أوروبا؛ لذا كان الأمر طبيعياً ولم يخلق أزمة مع الولايات المتحدة، لكن معظم دوائر الدفاع والكونجرس ترغب في رؤية العلاقات العسكرية مع مصر تعود لما كانت عليه؛ فالأمر لا يتعلق حول شراء أسلحة من دول أخرى، ولكن تحسن العلاقات.
* كيف تقيم اتجاه الكونجرس نحو النظام المصرى الحالى واستعادة العلاقات بين البلدين؟
- الغالبية العظمى في الكونجرس تريد عودة العلاقات القوية بين البلدين كما كانت طوال السنوات السابقة إذا لم يكن في استطاعتنا دفعها لمزيد من القوة والمتانة، وهذا ليس تقييمى أنا فقط، ولكن يظهر هذا بوضوح في زيارة وفود الكونجرس لمصر في العامين الماضيين؛ فيمكننى أن أقول أن العلاقات بين "الكونجرس" ومصر في أفضل حالاتها، ولكن علينا أن نحسن العلاقات بين مصر والإدارة الأمريكية لأنها المسئولة عن صياغة السياسية الخارجية للولايات المتحدة.
* وكيف يرى أعضاء الكونجرس اتجاه مصر لإقامة علاقات مع أقطاب عالمية أخرى مثل نظامى "موسكو" و"بكين"؟
- كما ذكرت من قبل، المعظم يريد إقامة شراكة خاصة مع مصر؛ فالمعظم يفهمون لماذا تحصل مصر على ما تحتاجه من أى دولة تقدمه؛ فمصر الآن تتصرف كما تصرفت الهند من قبل، كما أنها تحارب الإرهاب، ولها دورها المؤثر في هذا الشأن عالمياً.
* اعتبر البعض اتجاه النظام المصرى شرقاً بأنه نوع من فشل إدارة نظام أوباما في التعامل مع الدولة المصرية.. ما رأيك بهذا الصدد؟
- لا أعتقد أنه فشل لتعامل الدولة الأمريكية مع الدولة المصرية؛ فهو قرار سياسي اتخذ للحفاظ على مساحة للإخوان المسلمين، وأعتقد أنه لو تخلت الإدارة الأمريكية عن شراكتها مع الإخوان سيكون هناك تغير سريع في العلاقات، وأعتقد أنها مسألة وقت قبل هو العلاقات القوية والمتينة بين "القاهرة" و"واشنطن".
* لكن الولايات المتحدة ما تزال تدعم جماعة الإخوان رغم اعتبارها من القضاء المصرى تنظيماً إرهابياً؟
- نعم، هذا هو أحد الخلافات بين "القاهرة" و"واشنطن"، ولن يتغير هذا قبل تغير سياسة واشنطن أو بعد تغير الإدارة الأمريكية بعد 16 شهراً، وهنا أشير إلى محاولات البعض في الكونجرس لإقامة تشريع يعتبر الإخوان جماعة إرهابية في أمريكا، لكن أعتقد أن الإدارة لن توقع على مثل هذا التشريع.
* وكيف تفسر زيارة وفد الإخوان لوزارة الخارجية الأمريكية في الفترة الماضية؟
- مرة أخرى، هذه مسألة سياسية؛ فالإدارة الأمريكية لا تعتبر "الإخوان" تنظيماً إرهابياً؛ لذا يمكنها استقبال مثل هذا الوفد قانونياً، لكن في الحقيقة مثل تلك الزيارات المعلنة تؤدى لزيادة التوتر بين البلدين.
وبالمناسبة، هناك كثيراً من أعضاء الكونجراس انتقدوا تلك الزيارة في وسائل الإعلام، وأنا أتفهم مشاعر الإحباط المصرية، وحتى أثناء زيارتى لمصر سألنى قادة المجتمع المدنى المصرى "لماذا تلتقى الإدارة الأمريكية بالإخوان؟"؛ فرددت أننا بحاجة لتغير سياسة واشنطن لحل هذا الأمر؛ فالأمريكيين بحاجة ليعرفوا عن مشاعر المصريين عن هذا الأمر.
* يعتبر البعض دعم الإدارة الأمريكية لتنظيم الإخوان نوع من تطبيق مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى أعلنته وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس.. فما ردك؟
- هنا لابد أن أوضح شيئاً للقارئ المصرى؛ ففي وجهة نظرى لا يوجد "مؤامرة لشرق أوسط جديد"، وأنا أرى كثير من الارتباك بهذا الشأن؛ لذا سأكون مفيداً وأوضح لكم ما أثير عن هذا الأمر؛ ففي البداية نوقش هذا المصطلح في فترة "إدارة بوش" كجزء من مجهود نشر الديمقراطية، الديمقراطية الحقة، ضد الجهاديين والسلفيين و"الخمائنيين"، والمشروع فشل حتى الآن، لكن القوى الراديكالية عملت ضد تغيير الأفكار الديمقراطية، ومن هنا تحدثت عن "مؤامر الشرق الأوسط الجديد".
فلا وجود لمثل تلك المؤامرة، ولكن كان هناك وجود لسياسات أمريكية سواء نجحت أم لا، كما أن "الدكتورة رايس" كانت جزءاً من إدارة أمريكية لم تكن لتدعم "الإخوان" أبداً، لكنهم كانوا يحاربون ضد هذه الأيدلوجيات، وحتى نظرية المؤامرة ذاتها تم الحديث عنها من قبل الإخوان عبر حديثهم على قناة "الجزيرة"، والآن مع "إدارة أوباما"، ليس خفياً وجود علاقة شراكة مع "الإخوان"؛ لذا فهى سياسة، وكسرتها الثورة المصرية الثانية.
* كيف ترى الوضع بالنسبة للأراضى الليبية ودعوة الرئيس السيسي لتدخل عسكرى دولى هناك؟
- ليبيا أصبحت أحد أخطر الأماكن في العالم مع وجود أكثر من نصف البلاد تحت حكم المليشيات الجهادية التى يتصل بعضها مع تنظيم القاعدة، وكثيراً منها مع داعش؛ فإذا لم يتم احتواء الموقف، فإن قوى الإرهاب ستشن حملات على مصر وتونس، وتشق طريقها حتى تشاد والنيجر وموريتانيا حتى تصل لمالى لتلتقي وتتواصل مع "بوكو حرام"، بالإضافة إلى ذلك فإن الأوروبيين قلقون جداً من استخدام سواحل ليبيا لإحداث هجمات في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وفي عمق أوروبا.
ومشكلة الإرهاب في ليبيا لم تعد بعد مشكلة محلية، ولا إقليمية؛ فهى مشكلة عالمية، وبالتأكيد يجب الاستجابة لدعوة الرئيس السيسي في شن حملة دولية هناك تشابه الحملة في العراق وسوريا على داعش، ويجب أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة؛ فإفريقيا الآن تحت التهديد.
* لماذا تحارب أمريكا داعش في سوريا والعراق ولا تحاربها أو تدعم الحرب عليها في ليبيا؟
- أعتقد أنه على الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى، وحلف شمال الأطلسى "الناتو"، ومجلس الأمن البدء بحملة عسكرية في ليبيا لإنقاذ المواطنين الليبيين من إرهاب داعش، وأعتقد أنه كان يجب معالجة ذبح 21 مصرياً من الأقباط في ليبيا بواسطة مجلس الأمن؛ فأنا ساعدت عدد من المنظمات غير الحكومية الأسبوع الماضى في تحويل مذكرة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة يطالب بالتحرك لمواجهة الجرائم ضد الإنسانية في ليبيا؛ ففي ليبيا هناك برلمان منتخب في طُبرق حالياً وبقايا القوات المسلحة تحت قيادة اللواء خليفة حفتر، وعلى المجتمع الدولى دعم البرلمان وتلك القوات لتحرير البلاد، وبالطبع يجب أن ندعم وجود حوار بهذا الصدد.
* وهل يتفق رأيك بهذا الصدد بشأن اليمن أيضاً؟
- الوضع في اليمن كارثي، حيث أن نصف البلاد تم غزوها من قبل المليشيات الحوثية الموالية لإيران، والمعروفة باسم "أنصار الله"، والنصف الآخر يتواجد بشكل كبير فيه تنظيم القاعدة مع نشوء قوة لداعش هناك، فيما انتقل الرئيس اليمنى إلى عدن.
وفي تطور خطير قامت طائرات يقودها طيارين إيرانيين من قصف قصره الرئاسي والمؤسسات الدستورية الأخرى هناك، وهذ أمر خطير جداً، فلو وصلت إيران إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب سيكون الاقتصاد العالمى تحت ضغط، وخطر، كما أنه لو تمكنت القاعدة وداعش من الوصول لحدود عمان مع السعودية نحن نتحدث عن تهديد لدول الخليج العربى بأكمله؛ فإيران وداعش الآن على بعد مئات الكيلو مترات من مكة والمدينة، وهذا الأمر يمكن أن يؤدى إلى تدهور ضخم في الجغرافيا السياسية للمنطقة.
أؤكد أننا بحاجة إلى استراتيجية عربية جديدة لاحتواء الموقف في اليمن، وأعتقد أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنشاء قوة عربية مشتركة هى الخيار الوحيد في هذا التوقيت، لكن الوقت يمر سريعاً، وهنا أشير إلى أننى اقترحت هذا الأمر منذ عامين على قناة "العربية"، وهناك أعضاء بالكونجرس أيدونى حينها.
* ترددت في بعض الصحف أنباء عن وجود ضغوط من النظام الأمريكى على الدول العربية لوقف دعم مصر.. ما صحة تلك الأنباء؟
- لم أرى دليلاً على محادثات تمت صراحة بين الولايات المتحدة والدول العربية لإيقاف دعمها لمصر، ما قد يكون قد حدث أنها تواصلت مع بعض الدول لإبلاغهم بإيقافها للمساعدات لمصر عقب صيف 2013 بسبب ما أسمته ب"الانقلاب" حينها، وقد يكون تم التفكير في أن تحذو الدول العربية حذوها، لكن ما حدث هو أن السعودية والإمارات أزادوا دعمهم لمصر، ثم عقب مؤتمر شرم الشيخ حصلت مصر على دعم ب19 مليار دولار من المنطقة والعالم، كما أن الشركات الأمريكية تضغط حالياً لتقوم بأعمال بالتعاون مع مصر، كما أن وزير الخارجية جون كيرى يشير إلى ضرورة أن تكون مصر جزء من آلية إحداث انتعاش اقتصادي، ولكن الأمور لم تسر حتى الآن كما من المفترض أن يحدث، ولا أظنه أمر منطقى أن تطالب أمريكا دول الخليج بوقف دعمها لمصر، فليس واقعى أن يتم ذلك الآن، خاصةً أن مصر تمضى قدماً.
* وكيف تقيم مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى الذى تم بمدينة شرم الشيخ بمشاركة دولية واسعة؟
- كان نجاحاً مدهشاً لمصر؛ فالتحضير للمؤتمر كان يتم أثناء تواجدنا في مصر، وكنا معجبين من تواجد عدد كبير من الشركات في هذا الحدث، والتى قدمت من أوروبا، وإفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، ثم سعدنا لتواجد عدد كبير من الشركات وقادة دول الخليج العربى، كما رأينا أيضاً مشاركة الشركات الأمريكية التى تعد علامة جيدة على المستقبل، وفي وجهة نظرى، المجتمع الدولى أعطى مكافأة لمصر على عودتها، لكن الرسالة الخفية في نجاح المؤتمر هو مكافأة الشعب المصرى وال33 مليون مواطن الذين تظاهروا للديمقراطية.
وفي نظر القوى الاقتصادية العالمية ليس الوضع الأمنى الذى يحدد التزماتها، ولكن تتحدد وفقاً لنظرتهم للشعب المصرى، فالتأمين الحقيقي للبلاد كان من ال33 مليون مواطن، والأغلبية الساحقة التى يمثلونها في مصر؛ فالعالم يريد أن يستثمر في مصر، وأنا عن نفسي رأيت الشعب المصرى وتحدثت معهم، وأعلم أن مصر لديها مستقبل لامع نظراً لشعبها الطيب، وكما أننى أعتقد أن أمريكا تعود للسوق المصرى تدريجياً؛ فإنه عندما تنتقل قوى الاقتصاد الدولى لدولة ما، فإن أمريكا ستكون هناك أيضاً.
* مُثلت أمريكا بوزير خارجيتها خلال المؤتمر ولم ترسل وزراء معنين بالاستثمار والتجارة والصناعة.. كيف ترى هذا التمثيل؟
- هذا يدل على وجود مسألة سياسية ما تزال عالقة بين الإدارة الأمريكية والحكومة المصرية التى تستوجب علاجها، وبإرسال جون كيري هى علامة على أن واشنطن لا يمكنها تجاهل الحدث، ولكن أيضاً التطبيع بين الدولتين لم يكتمل، إلا أن أمريكا تحتاج لتتواجد أينما وجد الاقتصاد الدولي.
الرئيس أوباما أنهى للتو حظراً على بلد اعتبر مصدراً للتهديد منذ عقود وهي كوبا، وإدارته رفعت العقوبات الاقتصادية على إيران، وهى دولة داعمة للإرهاب، لكن مصر دولة حليفة وليست بالدولة الصغيرة؛ لذا فإن الضغط السياسي له حدود لأن أمريكا ومصر جزءاً من نفس الشبكة الاقتصادية العالمية، والشركات ستضطر لإعادة العلاقات بين البلدين لطبيعتها.
* علقت الإدارة الأمريكية المعونة التى كانت تعطيها لمصر من قبل.. فما مستقبلها في المرحلة المقبلة؟
- لست متأكداً من نية الإدارة الأمريكية تفعيلها يهذا الصدد، قد يتم استئنافها تدريجياً وقد لا يتم ذلك، فالأمر يعتمد على السياسة التى تتبعها، ولكن السيناريو الأسوأ هو الانتظار لموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في أمريكا بعد عام ونصف، وعقب ذلك سنرى من الذى سيتم انتخابه، وما هى سياسته.
* وهل سترضى الولايات المتحدة بإقامة علاقات متوازنة مع كافة الدول بعيداً عن كونها القطب الأوحد في العالم؟
- هذا الأمر متروك لمصر لتقرره، بالإضافة إلى أنك قد تكون شريكاً جيداً ولديك علاقات جيدة مع الآخرين، فعلى سبيل المثال قطر وتركيا والهند والسعودية والإمارات العربية المتحدة تعتمد تلك السياسات أيضا، حتى ألمانيا وفرنسا يفعلون ذلك أيضاً، فلماذا لا تفعله مصر؟!؛ فالعالم يتحرك في هذا الاتجاه على أية حال، وحتى إذا عادت العلاقات "الأمريكية -المصرية" كما كانت من قبل؛ فإنه في ظل البيئة الدولية الجديدة، كل دولة يجب أن تواصل اهتمامتها بتأسيس علاقات جيدة مع غيرها من دول العالم دون الأنظمة الإرهابية بكل تأكيد.
* وكيف تقيم وضع الإرهاب في شمال سيناء حالياً وتعامل القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية معهم؟
- في رأيى أن مصر تواجه تهديداً خطيراً جداً في سيناء، وكما قولت من قبل إن تهديد داعش خطير لكلاً من السعودية، والأردن، والبحر الأحمر، وإذا لم يتم احتواء سيكون على الدول المطلة على البحر المتوسط أيضاً، فالشرطة المدنية والقوات المسلحة في سيناء يحاربون تنظيم داعش، ويحتاجون دعم العرب والمجتمع الدولى بما فيهم أمريكا.
* نشرت بعض الصحف الأمريكية موضوعات بعضهم يصف الرئيس السيسي ب"القائد البطل".. وأخرى تهاجمه بشدة، فكيف تراه؟ وما تقييمك لحجم شعبيته في مصر وأمريكا؟
- دعونا نبدأ بالحقائق المثبتة قبل تقييمى الشخصي، ولننظر لما تقوله الأرقام؛ فعندما وقع نحو 22 مليون مصرى في شهرى مايو ويونيو 2013 ضد النظام حينها، عندما كان وزيراً للدفاع في عهد مرسى وكان يستطيع الوقوف بجانب "مرسي" لم يفعل هذا وسمح به، وعندما تظاهر 33 مليون مواطن وهددهم مرسى ب"الجهاد العنيف"، لم يستخدم "السيسي" القوات المسلحة لسحق الشعب، فإنه بالفعل وقف مع الشعب وإرادته، وهذا ما جمع أعداد ضخمة من المصريين خلقه، وكان المصريين بحاجة إلى قائد يحميهم ويساعدهم على إزاحة نظام الإخوان، ثم دعا لمظاهرة شارك فيها نحو 30 مليون مواطن أو أكثر، ونحن هنا لا نتحدث عن مائة ألف مواطن أو مليون، ولكن نتحدث عن أرقام خيالية، وهذا ما أخبرنى أن المواطنون الذين وثقوا فيه ضغطوا عليه للترشح ليقودهم، ثم أتى الرقم الآخر حينما صوت له نحو 20 مليون مصري في الانتخابات.
كل تلك الأرقام الضخمة جداً كانت من ربيع 2013 حتى شتاء 2014، مما يوحى بأن السيسي له شعبية كبيرة جداً بمصر، ولكن من خبرتى وحديثي مع المواطنين من طبقات مختلفة بالمجتمع المدنى فإن المواطنين لا يتبعون بشكل أعمى ولكن يفكرون بهدوء؛ فالرئيس السيسي زعيم شعبي بمعنى أنه يتحدث بوضوح وصراحة للمواطنين ليشرح لهم قراره وتبعاتهثم يتخذه، وليس مثل القادة الشعبويين العرب في السابق الذين يملئون الدنيا خطابات حماسية، ومن ثم لا نجد شيئاً يتحقق على أرض الواقع.
فالرئيس السيسي يتحول بطريقة قيادته للدولة المصرية ليصبح على نمط القيادة الأوروبية ودول البحر المتوسط، كما أنه يعلم أن ما عهد به 33 مليون مواطن، في إشارة منه لثورة 30 يونيو، ليست لعبة؛ لذا فإن يعمل لكسب ثقة مزيد من المواطنين عبر التصرف وشرح ما الذى يقوم به للمصريين؛ فأنا في التاريخ العربى الحديث لم أرى قائد عربى مثله، وفي عصر "السوشيال ميديا"، يفهم الرئيس السيسي أنه يحتاج التواصل مع المواطنين، ولا يترك المواطنين لا يعلمون بما يجرى، كما أنه في مصر أيضاً قائدين روحيين كبار مثل شيخ الأزهر، وبابا الإسكندرية الذين يعملون لصالح رسالة واحدة لأجل بلادهم، لكن بطبيعة الحال الاتجاه نحو الليبرالية الديمقراطية صعبة، لكن على الأقل هناك اتجاه لذلك على الرغم من التحديات الأمنية.
* ماذا عن هجوم وسائل إعلامية أمريكية للرئيس السيسي؟
- وسائل الإعلام المؤيدة للإخوان والقريبة من الإدارة الأمريكية الحالية تواصل التجريح في الرئيس السيسي، فيما أن وسائل الإعلام القريبة من جبهة المعارضة في الكونجرس متفائلة بشكل حذر بالنسبة للرئيس السيسي، لكن كلتا الوسيلتين ليس لديهم تأثير حقيقي في الرأى العام الأمريكى بالقوة التى قد تراها؛ ففى أمريكا الرأى العام يتكون ويظهر من "السويشيال ميديا"، والمدونات، والبرامج الحوارية الإذاعية؛ فالملايين يمثل لهم "الإعلام الجديد" مصدر معلوماتهم، والواضح أن الرئيس السيسي أصبح بطلاً بالنسبة لكثيرين منهم، وانت يمكنك أن ترى هذا إذا دخلت على مواقع "تويتر"، و"يوتيوب"، و"فيس بوك".
* ترددت أنباء عن تراجع شعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما؛ فما رأيك ولماذا؟
- هذه التقارير ليست بالجديدة، فاستطلاعات الرأى تظهر انخفاض شعبيته منذ العام الماضى، وهو ما ظهر جلياً في انتخابات نوفمبر الماضى حيث النجاح الكبير لمعارضة الجمهوريين في غرفتى الكونجرس، أما عن الأسباب فهي معقدة ومتشابكة، من بعض الفشل في الاقتصاد الأمريكى العملاق؛ فأنا أعى أنه اقتصاد عملاق ولا يوجد حلول سحرية له، لكنه أمر مؤثر أيضاً، وأيضاً الوعود الكبيرة التى قطعها الرئيس أوباما على نفسه في الانتخابات الأخيرة، فيما أن النتائج لم تكن مطابقة للوعود، كما أن الشعب الأمريكى أرهق من عدم الوصول إلى حيث يريدون؛ فالأمريكيون يريدون حلول سريعة لقضاياهم؛ لذا فإن الصبر والوفاق الوطنى ضرورى، لكن الإدارة فرضت حلولاً دون توافق، كما أن الصراعات في العالم تتجه نحو الأسوء مثل في الشرق الأوسط، وروسيا وأوكرانيا، وكلها أمور تؤثر على مستوى شعبية الرئيس الأمريكى الحالى.
* قال وزير التموين المصرى في تصريحات صحفية، عقب لقاء قيادات مصرية برئاسة السيسي ووفد أمريكى برئاسة أوباما، إن الرئيس الأمريكى قال ل«السيسى» إنت رئيس تاريخى وشعبيتك أكبر من شعبيتى؛ فما تعليقك؟
- لم أسمع بذلك.
* تربط بعض التقارير بين نشأة "داعش" ودعم أمريكى لها، فما هى المعلومات المتوفرة لديك بهذا الصدد؟
- هذه هى نظرية المؤامرة التى تحدثنا عنها من قبل؛ فبعد أن واجهت أمريكا داعش وقصفتها لا يمكن القول بإنها تدعمها، هناك بعض الأصوات في وسائل الإعلام العربية تنشر هذه "الهلوسة" لأغراض سياسية.
وما يمكن قوله بدقة، إن الإدارة عندما عاونت الإسلاميين المسلحين في سوريا مبكراً، وكانت هذه المليشيات المسلحة فيها عناصر جُندت من بلدان أخرى مثل ليبيا وتونس، ثم بعد ذلك انشق وكونت تنظيم "داعش" أو انضمت إليها، وما قولناه هنا يمكننا قوله على السعودية والإمارات، لكن ما قولناه ليس معناه إن أمريكا وهذه الدول الخليجية دعموا العناصر الجهادية ليصبحوا "داعش"، وكان تسليح وتدريب الجهاديين خطأ من البداية؛ فالمساعدة لابد أن تذهب للمجتمع المدنى المعتدل في سوريا والعراق، وهذا هو رأيى بكل وضوح.
* يرى البعض أن الغرب غير جاد بمكافحة مصادر التمويل ل"داعش".. فما رأيك؟
- أعتقد أن الغرب غير ناجح على الرغم من رغبته أن يكون جاداً في هذا الصدد.
* إذاً كيف تبيع "داعش" النفط.. ولمن تبيعه؟
- إذا كنت تتحدث عن غلق الحدود لمنع البيع فإنك تتحدث عن حاجتنا لنصف مليون جندى للقيام بذلك، ولا يمكنك أن تغلق الحدود من الجو، فعمليات البيع الصغيرة التى تتم مثل عمليات القرصنة في الصومال؛ فإذا لم تكن تملك السيطرة على الأرض، فلا يمكنك أن توقف كل شئ.
* اتهمت تقارير صحفية لصحف مثل "نيويورك تايمز" وقناة "سي إن إن" دولة قطر بتمويل الإرهاب.. كيف ترى هذه التقارير؟
- الاتهامات ضد قطر صدرت من أماكن عديدة بسبب ماضيها في دعم الإخوان المسلمين، والمجموعات الجهادية في سوريا وليبيا.
* كيف ترى دور قطر في الشرق الأوسط حالياً؟
- لا أسرار هنا؛ فقطر دعمت الإخوان والفصائل الإسلامية، وبعد قيام الثورة المصرية الثانية، خسرت قطر نفوذها في مصر وتونس ونصف ليبيا، كما أن السعودية والإمارات والبحرين فرضت عزلة عليها العام الماضى بسبب الإخوان، والآن نسمع السعودية تحاول أن تعيد قطر إلى دول الخليج، ونسمع أيضاً عن إيران تحاول الاقتراب منها، والقرار هنا بيد قطر، وهو متعلق بالإخوان.
* كيف تقرأ الكونجرس زيارة أمير قطر إلى أمريكا؟
- تلك الزيارة تم إعدادها بواسطة الإدارة، وقليلاً تم مع الكونجرس، ولم تكن هناك ردود فعل كبيرة لتلك الزيارة لدينا، ولكن بعض الأعضاء القلقين من الإخوان المسلمين يأملون أن الإدارة الأمريكية تحث الأمير على إنهاء التحالف مع الإخوان.
* هاجم البعض وجود قاعدة عسكرية أمريكية بقطر.. ما دور تلك القاعدة.. وما هدف الإدارة الأمريكية من تواجدها؟
- هؤلاء ينسون أن تواجد القاعدة أقدم كثيراً من السياسات القطرية التى تمثل إشكالية للعديد من البلدان العربية؛ فالقاعدة العسكرية الكلاسيكية في قطر هدفها حماية تدفق النفط والاستقرار بالمنطقة، وهى شبيهة بالقواعد الموجودة بالإمارات والكويت؛ فهى لا تلعب دوراً في السياسة، ولكن ربما أن قطر تشعر بمزيد من الأمان بتواجد تلك القاعدة، هو أمر ممكن.
* في رأيك.. هل تؤثر القاعدة في سياسة القيادة القطرية والقادة العرب؟
- على عكس نظيرة المؤامرة، لا أعتقد وجود ارتباط مباشر بين القاعدة العسكرية وسياسات قطر ودول الخليج؛ فأنا أتذكر أنه في فترة إدارة بوش كانت القاعدة في قطر متواجدة، وكانت الجزيرة تستخدم في دعم الجهاديين علناً ضد الولايات المتحدة، ولم يكن هناك أى دور للقاعدة العسكرية ضدها.
* يتهم البعض السلطة القطرية بالسماح لأجهزة استخبارات أجنبية بالتدخل فيما تبثه قناة الجزيرة.. وهو ما يدلل له البعض فيما تبثه من محتويات بتقنيات عالية الجودة.. وتفردها بأحداث إرهابية سواء في مصر أو سوريا أو غيرها من الدول، فما رأيك؟
- ليست لدى معلومات محددة في دعم استخبارات في هذا، ولكن ما نعلمه أن قناة الجزيرة لديها حالة توتر مع عدة دولة عربية بسبب دعم قطر للإخوان، ومن الواضح أن القناة لها خط يتصادم مع عدة حكومات وفصائل في المنطقة.
* ننتقل إلى تركيا.. يهاجم الرئيس التركى رجب أردوغان النظام المصرى باستمرار بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى من منصبه.. فما السبب الرئيسي في رأيك؟
- هذا أمر بسيط لتفهمه، الرئيس مرسى والإخوان كانوا حلفاء استراتيجيين سياسيين لحزب العدالة والتنمية التركى الحاكم، ومن الطبيعى أن يدعموا حلفائهم، فالمسائلة هنا مسائلة اختيار، هل سيؤدون التوتر مع مصر بسبب مرسي، أم سيبدأوا مرحلة جديدة من "التطبيع"، وفى عالم السياسة كل شئ ممكن، ولكنها مسائلة تقييم.
* وما هى الحلول التى يجب على العالم اتخاذها للقضاء على خطر الإرهاب؟
- أولاً: نحن نحتاج لسياسة جديدة لتوحيد جهود جميع الدول لمكافحة الإرهاب لا التورط فيه، وهنا لاحظ أن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تعرضت لهجمات من القاعدة وداعش والجماعات الجهادية؛ فلتكن البداية من الأمم المتحدة ولنقف جميعاً ضد هؤلاء المتطرفين كما كان الحال في الحرب العالمية الثانية.
ثانياً: لابد من دعم الدول التى تقاتل الإرهاب على الأرض مثل مصر والأردن وتونس وغيرها من الدول.
ثالثاً: لابد من شن حرب أفكار ضد الفكر المتطرف، وستكون تلك الحرب حرباً لأجيال، ولكن يمكن كسبها إذا شاركت كل دولة في تعبئة شعبها كما حدث في مصر، وهنا يمكن مشاركة 2 مليار شخص في تلك الحملة.
* متى سيتوقف الهجوم على نظام الرئيس السيسي؟
- هذا هو عالم السياسة، والرئيس السيسي مرن في هذا الأمر؛ فهو لديه شعبية عظيمة تقف بجانبه، كذلك معه عدد من الدول العربية، وعدد من المشرعين والأصدقاء في أمريكا؛ فما الذى حققه الهجوم السياسي ضده؟؛ فهناك وحدة وطنية كبيرة في مصر، وتضامن اقتصادي، وأنا أعتقد أن أمريكا ومصر سيتحدان معاً تدريجياً لمواجهة التهديدات المشتركة.
* في النهاية.. ما الفروق التى تراها في مصر خلال فترة حكم "السيسي" عن فترة حكم "مرسي".. وما سببها؟
- ربما يكون لدى رأيى الشخصى، لكن الأهم هو رأى المصريين؛ فأنا رأيت "نيل من الشعب" عبر الكبارى فوق النهر، وكان هناك نهرى نيل حينها أولهما المواطنين والثانى هو النهر المائى؛ فالرئيس السيسي اختير بواسعة "نهر ال30 مليون مواطن"، وهو يواجه تحديات، وهناك الكثير من الانتقادات الموجهة إلى نظامه، لكن لا أعتقد أن مصر عائدة لأياً من العصور الماضية، وفي الحقيقة بعدما تحدثت مع القادة والأشخاص العاديين والشباب والمرأة أن مصر مقبلة على مستقبل لم تختبره من قبل؛ فأنا أرى السعادة في وجوه الناس، وهم يخبرونك أنهم يشعرون بالأمن والثقة في المستقبل.
أنا شخصياً أعتقد أن مصر حققت شيئاً كبيراً ليس لها وحدها، ولكن للمنطقة والعالم أجمع، وأنا أرى جيلاً جديداً، وتسوية الخلافات، وعزلة التطرف، والانتعاش والنهضة الاقتصادية المقبلة؛ فالرئيس السيسي بدأ اتجاه جديد للدولة المصرية، وخلق حالة جديدة عكس الاتجاه الآخر الذى كان يأخذ "مرسي" البلاد إليه، فأخبرنا المصريون أن السيسي يأخذنا إلى حيث نريد الذهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.