يتحكم في مصير الكثير من الدول لما يشكله من قوة عالمية، تسعى جميع الدول أن تنال مقعد فيه سواء دائم أو شبه دائم، مجلس الأمن الدولي الذي يعد من أحد أهم موازين القوى في العالم، كثفت مصر اتصالاتها مع جميع الدول الحاصلة على مقعد به خلال الفترة الماضية، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال خطابه أمام الأممالمتحدة، بحصول مصر علي مقعد مؤقت في مجلس الأمن، وذلك يوم 25 سبتمبر 2014، فيما يلتقي الرئيس السيسي نظيره الجنوب الإفريقي جاكوب زوما، في قصر الاتحادية، ويثار تساؤل حول طلب الرئيس من نظيره الجنوب الإفريقي دعم بلاده لمصر للحصول على مقعد في مجلس الأمن. الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، قال ل"الوطن"، إن مصر تتنافس مع جنوب إفريقيا ونيجيريا حول عضوية دائمة في مجلس الأمن، موضحًا أن حسم النقاش حول هذه النقطة في منتهى الأهمية لأنه يمكن أن يجنب مصر صراعات لا طائل لها، مؤكدًا أنه إذا لم يتم التوافق حول من سيحصل علي العضوية الدائمة والمؤقتة ستحدث الكثير من الصراعات في المنطقة. وأوضح نافعة، أن دولة جنوب إفريقيا ستحصل على عضوية دائمة في مجلس الأمن ممثلًا عن إفريقيا، وحتى الآن لم يتم الاتفاق حول عدد من القوانين في الأممالمتحدة، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس جنوب إفريقيا لمصر الآن يأتي في إطار دعمه لعضوية مصر شبه الدائمة في مجلس الأمن وهي مقاعد دورية يمكن شغلها كل فترة قصيرة، متابعًا أن التشاور الآن هو أفضل الحلول للاتفاق حول من سيتولى العضوية بشكل نهائي، لنجنب أنفسنا صراعات كثيرة نحن بغنى عنها. فيما قال إبراهيم الشهابي، المحلل السياسي ومدير مركز الجيل للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن جنوب إفريقيا ما يهمها هو الحصول على عضوية دائمة بمجلس الأمن ومصر ستدعمها في ذلك مقابل دعم جنوب إفريقيا لها في الحصول على عضوية شبه دائمة في مجلس الأمن. وأضاف الشهابي، ل"الوطن"، أن "مصر تعلم أن جنوب إفريقيا هي من ستفوز بالمقعد الدائم، ولذلك فهي تتفادى المشاحنات والخلافات لأنها تسعى لتوطيد علاقتها بإفريقيا لا لتكوين الخلافات والمشاكل بينهم، متابعًا أن جنوب إفريقيا قطعت شوطًا كبيرًا في علاقتها بدول "البريكس" وهي الدول صاحبة النمو الاقتصادي الأعلى في العالم مثل "روسيا، الصين، الهند، البرازيل"، في حين أن مصر ابتعدت عن إفريقيا ثلاثين عامًا كانت خلالها جنوب إفريقيا تُوطد علاقتها جيدًا بدول مجلس الأمن لتضمن دعمهم لها. وأشار الشهابي إلى أن مصر ينبغي عليها قبل أن تطلب العضوية بمجلس الأمن، أن تستقدم مقر الاتحاد الإفريقي في القاهرة لكي تسيطر وتقود إفريقيا مرة أخرى، وينبغي عليها أن تعلم أن موازين القوى اختلفت في القارة بأكملها.