قالت صحيفة "الرياض" السعودية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، استطاع العبور بالبلاد من عنق الزجاجة، بعد ختام القمة العربية للدورة ال26 في شرم الشيخ. ولفتت الصحيفة، إلى النجاحات المتوالية للرئيس السيسي، منذ توليه سدة الحكم، كمشروع قناة السويس الجديدة، والحضور الخارجي، ونزعه فتيل سد النهضة الإثيوبي بزيارته الأخيرة لأديس أبابا، والتزام مصر بالأمن الإقليمي. وبدأت الصحيفة افتتاحيتها، في تقريرها اليوم، بعنوان "السيسي بين السد والقناة"، قائلة إن الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي اعتلى سدة الحكم في ظرف دولي خطير، يعيش أفضل أيامه، إذ يبدو أنه عبر ببلاده من عنق الزجاجة، في وقت ظن الكثير أن مصر دخلت نفقا مظلما، إلا أن الجبهة الداخلية المصرية، أثبتت مناعتها وقوة حصانتها، استنادا للإرث السياسي المبني على عمل حزبي، وليس مشروعات طائفية أو دينية أو إثنية". وتابعت الصحيفة، "المملكة ودول الخليج، راهنوا على قدرة الرئيس السيسي، على إخراج بلاده من أزمة سياسة دولية وداخلية حرجة، وبالفعل استطاع أن يكون على الموعد ومستوى الاستحقاق، بعد مضي نحو أصعب الملفات وأكثرها تعقيدا، وهما الملف الاقتصادي وسد النهضة". وأضافت، أنه منذ توليه الرئاسة، أدرك أن الرهان على نجاحه يتعلق بقدرته على إنعاش الاقتصاد المصري المتداعي، إذ كان لابد من كسب الثقة لدى المجتمع الاقتصادي الدولي، فالأسواق العربية أصبحت قلقة بسبب التداعيات السياسية، وكان لمشروع قناة السويس أثر كبير لدى المصريين، الذين كانوا في أمس الحاجة إلى استعادة الثقة في بلادهم، بخاصة أن لدى المصريين الرغبة في النهوض ببلادهم، خشية أن تذهب إلى ما ذهبت إليه مشروعات "الربيع العربي" في سوريا والجارة ليبيا، لذا فإن المكاسب المعنوية لمشروع القناة، لا تقل أهمية عن المكاسب الاقتصادية. وأكدت الصحيفة السعودية، أن الأهم من ذلك، هو أن القاهرة بدأت تسجل حضورا على المستوى الخارجي، كقوة إقليمية على المستوى العربي والإفريقي، خصوصا أن مصر نسيت خلال عقود من حكم مبارك، أنها تنتمي للقارة السمراء، لذا كانت الزيارات الأولى للرئيس السيسي خارجيا، إلى الجزائر ثم غينيا، إيمانا منه بالعمق الذي تمثله دول القارة لبلاده. وأشارت "الرياض" السعودية، إلى أن مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي فاقت نجاحاته ما كان يأمله عبدالفتاح السيسي نفسه، استطاع أن يجلب لمصر استثمارات بنحو 151 مليار دولار، لم تحصل عليها حتى في أيام مبارك، التي كان الاستقرار الداخلي سمة واضحة فيها. وأردفت الصحيفة، أن هذا النجاح دفع الرئيس السيسي، للذهاب إلى أديس أبابا بثقة كبيرة، ليعزز مكاسبه الداخلية والخارجية، وينجح مرحليا في الاتفاق على بنود من شأنها نزع فتيل أزمة سد النهضة الإثيوبي، الذي يعد أكثر الملفات الخطرة التي تؤرّق أجيال مصر المقبلة. وأشارت إلى أن تلك الإنجازات، تأتي في ظل التزام مصر بالأمن الإقليمي، الذي تراهن عليه كثيرا في استتباب أمنها الداخلي، الذي تدفع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة من أجل زعزعته، من خلال الهجوم على الأمن المصري أو زرع القنابل. وأوضحت أن مصر نفذت في الفترة القليلة الماضية، عمليات عسكرية خارج حدودها، في ليبيا ضد متطرفي "داعش"، وفي اليمن حيث معاقل "الحوثيين" المدعومين من إيران، تأكيدا لالتزامها الداخلي والخارجي بأمن المنطقة. وأردفت أن الرئيس السيسي اليوم، في حاجة إلى العودة للرهان الداخلي، إذ ينتظر أن تنطلق الانتخابات البرلمانية، أحد أهم الاستحقاقات المقبلة التي على إثرها، ستتحدد وجهة البلاد التي سلكت طريق الاستقرار للتو، ومن خلالها سيبرهن الرئيس للداخل والخارج، التزامه بخارطة الطريق التي أعلنها، كما أن إطلاق الحياة السياسية في مصر، سيكسب الجبهة الداخلية مزيدا من الحصانة والحماية لثورة 30 يونيو، التي خلعت نظام "الإخوان" في مصر. واختتمت تعليقها قائلة: "رغم أهمية ما فعله الرئيس السيسي على المستويين الاقتصادي والأمني، إلا أن أهمية مشروعي السد والقناة وأولوياتهما للرئاسة، تعيد لأذهاننا مقولة (هيرودوت) بأن (مصر هبة النيل)".