«38 عاماً على وفاة العندليب، وما زالت أغانيه حيّة بين الشباب يستمعون إليها».. هذا ما تقوله ندى أشرف (21 سنة)، موظفه بشركة خاصة، فتؤكد أنها ما زالت تستمع إلى أغانى عبدالحليم، وأكثر الأغانى التى تستمع إليها هى «موعود»، و«جبار»، و«على قد الشوق»، و«قولوا له»، و«جانا الهوا»، و«فى يوم فى شهر فى سنة»، و«أهواك»، و«زى الهوا». وترى «ندى» أن عبدالحليم حافظ هو «ملك» الإحساس فتقول: «يعنى ممكن تبقى فرحان قوى أو فى مود معين، وتحس إن كلام أغانى عبدالحليم ماشى معاك، وكأنه حاسس بيك، وفيه أغانى تانية بتفصلك عن الدنيا وتخليك تعيش فى عالم تانى، عالم الحكاية اللى بتحكيها الأغنية.. دا اللى ما بيحبش بيحب بسبب أغانيه». وتضيف «ندى» أن عبدالحليم لم يترك حالة واحدة من الحالات التى يمر بها الإنسان إلا وعبّر عنها بأغانيه، وتعتبره «المثل الأعلى لكل الحبّيبة سواء بيحبوا أو بيتعذبوا»، مشيرة إلى ما عرف عن عبدالحليم من عطف على الناس وقربه منهم، وأنه على الرغم من مرضه الذى لازمه منذ صغره، فإنه لم يتوقف عن الغناء وواصل العمل من أجل إسعاد الآخرين. وتتنبأ «ندى» بأن تستمر أغانى عبدالحليم باقية وملهمة للأجيال المقبلة حتى لو بقى نسبة قليلة فقط من الشباب يستمعون إليه قائلة: «جيلنا فيه اللى بيحب عبدالحليم وهيربى ولاده على إنهم يحبوا عبدالحليم زى ما أهالينا علمونا نحب عبدالحليم وأغانيه، على الرغم من تطور الزمن وتطور أنواع الموسيقى». ويقول أحمد إبراهيم (30 سنة)، موظف بشركة إعلانات، إنه لا يستمع بانتظام إلى أغانى عبدالحليم، لكنه يعترف بأن أغانيه كان لها أثر فى نفوس المصريين، وأنه لا يمكن أن نقول إن أغنية من أغانيه أفضل من الباقى، لأن كل أغنية من أغانى عبدالحليم تمثل حالة تعبر عن نفسها ومختلفة تماماً عن غيرها. ويصف أحمد، عبدالحليم بأنه «أيقونة مصرية ما زالت وستظل محفوظة فى عقول وأذهان المصريين والعرب على مر العصور»، فما قدمه عبدالحليم للطرب المصرى كما يقول «أحمد» لا يمكن تجاهله أو إغفاله، ومقارنة تاريخه الغنائى بالأغانى الموجودة الآن إهانة لتاريخ الطرب والغناء فى مصر. ويرى «أحمد» أن ما يميز أغانى عبدالحليم عن أغانى العصر الحالى أن الأغانى الحديثة تعتمد فى ظهورها على ثقافة «الطبلة والرقاصة»، فيقول: «ببساطة، أغلب الأغانى دلوقتى إسفاف حتى الأغانى اللى ما فيهاش إسفاف بتكون معمولة بطريقة آنية أو لحظية تتسمع وتتنسى فى وقتها، مش معمولة علشان تخلد فى الأذهان، على عكس اللى كان بيقدمه عبدالحليم». وعلى النقيض تقول آية محمد (20 عاماً)، طالبة بكلية التجارة بجامعة القاهرة إنها لا تستمع إلى عبدالحليم، وتفضل من الأغانى القديمة فيروز فهى أكثر إحساساً وتعبيراً من أغانى عبدالحليم التى يغلب عليها من وجهة نظرها الحب والغرام، ولذلك فهى ليست مغرمة به، وتضيف: «بس أنا لو صادف وحد مشغل عبدالحليم عادى، بس أنا مش بشغلها وغالباً لما بحب أسمع أغانى بشغل فيروز». وتضيف أن الكثير من الشباب يستمعون إلى عبدالحليم لكونه قامة غنائية كبيرة، والشباب كثيراً ما يحنون إلى الماضى. ويقول هيثم أسامة: «عبدالحليم صوته قوى وإحساسه عالى جداً، والمتميز فى أغانيه إن اللحن متوافق مع الكلمات، بالإضافة إلى ارتباطها بالواقع أكثر من الخيال على الرغم من كونها رومانسية»، وهذا ما يجعله يستمع إلى الكثير من أغانيه. ويضيف أن شعبية عبدالحليم ما زالت كما هى بين الناس وستظل باقية كما هى لأنها مناسبة لكل عصر وكل المناسبات.