سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية: تشكيل القوة العربية المشتركة خلال 4 أشهر البيان الختامى للقمة يؤكد «حماية» الأمن القومى العربى.. ودعوة المجتمع الدولى لدعم مكافحة الإرهاب
أعلن الدكتور نبيل العربى، أمين جامعة الدول العربية، عن الإعلان الختامى للقمة العربية السادسة والعشرين، تحت عنوان «إعلان شرم الشيخ.. صيانة الأمن القومى العربى فى مواجهة التحديات الراهنة». واستهل الإعلان بقوله: «نحن قادة الدول العربية المجتمعين فى الدورة 26 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية التى كرست أعمالها لبحث التحديات التى تواجه أمننا القومى العربى وتشخيص أسبابها والوقوف على الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهتها بما يحفظ وحدة التراب العربى ويصون مقدراته وكيانه الدولى والعيش المشترك بين مكوناته فى مواجهة عدد من التهديدات النوعية، وهو الأمر الذى يتطلب تضافر الجهود واستنفار الإمكانيات على شتى الأصعدة السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية». وأضاف الإعلان: «نؤكد اعتزازنا بجامعتنا العربية فى الذكرى ال70 لإنشائها، فإننا نجدد التزامنا بمقاصد الزعماء والقادة المؤسسين من ضرورة توثيق الصلات بين الدول الأعضاء وتنسيق خططها السياسية تحقيقاً للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها ومحافظة على تراثها المشترك، ما تجسد فى ميثاق جامعة الدول العربية فى عام 1945، وإذ ندرك أن مفهومنا للأمن القومى العربى ينصرف إلى معناه الشامل وأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية من حيث قدرة الدول العربية على الدفاع عن نفسها وحقوقها وصيانة استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، وأخذاً فى الاعتبار الاحتياجات الوطنية والأمنية لكل دولة والإمكانيات المتاحة والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية التى تؤثر على الأمن القومى العربى». وأعرب الإعلان عن استشعاره أن «الأمن القومى العربى قد بات تحت تهديدات متعددة الأبعاد، فبنيان الدول وصيانة أراضيها قد أضحيا محل استهداف فى أقطار عربية عديدة، ونتابع بقلق اصطدام مفهوم الدولة الحديثة فى المنطقة العربية بمشروعات هدامة تنتقص من مفهوم الدولة الوطنية وتفرغ القضايا العربية من مضامينها وتمس التنوع العرقى والدينى والطائفى وتوظفه فى صراعات دموية برعاية أطراف خارجية ستعانى هى نفسها من تدمير كل موروث حضارى كان لشعوب المنطقة دور رئيسى فى بنائه، فضلاً عن التحديات التنموية والاجتماعية والبيئية». وقال الإعلان: نؤكد التضامن العربى قولاً وعملاً فى التعامل مع التطورات الراهنة التى تمر بها المنطقة، والضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة فى مواجهة كافة التحديات، ونثمّن الجهود العربية وتوطيد العلاقات البينية وتنقية الأجواء». وتعهّد القادة العرب فى إعلان شرم الشيخ بالعمل على تحقيق إرادة الشعوب العربية فى العيش الكريم، والمضىّ قدماً فى مسيرة التطوير والتنوير وترسيخ حقوق المواطنة وصون الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية وحقوق المرأة العربية وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وجودة التعليم، و«ندرك أهمية تلك الأهداف كأدوات رئيسية وفاعلة تصون منظومة الأمن القومى العربى وتعزز انتماء الإنسان العربى وفخره بهويته». ودعا الإعلان المجتمع الدولى إلى دعم الجهود العربية فى مكافحة الإرهاب واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجفيف منابع تمويله للحيلولة دون توفير الملاذ الأمن للعناصر الإرهابية، وشدد على ضرورة تنسيق الجهود الدولية والعربية فى هذا المجال. وطالب الإعلان كافة المؤسسات الدينية الرسمية فى عالمنا العربى بتكثيف الجهود والتعاون فيما بينها نحو التصدى للأفكار الظلامية والممارسات الشاذة التى تروّج لها جماعات الإرهاب، والعمل على تطوير وتجديد الخطاب الدينى. وقال الإعلان: «ندرك أن التحديات العربية باتت شاخصة لا لبس فيها ولا نحتاج إلى استرسال فى التوصيف بقدر الحاجة إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدى لها، وتجلى ذلك بشكل ملموس فى المنزلق الذى كاد اليمن أن يهوى إليه، وهو ما استدعى تحركاً عربياً ودولياً فاعلاً بعد استنفاد كل السبل المتاحة للوصول إلى حل سلمى ينهى الانقلاب الحوثى ويعيد الشرعية، وسيستمر إلى أن تنسحب الميليشيات الحوثية وتسلم أسلحتها ويعود اليمن قوياً موحداً». وأعلن المجتمعون عقدهم العزم على توحيد الجهود والنظر فى اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية لصيانة الأمن القومى العربى فى مواجهة التحديات الراهنة والتطورات المتسارعة، خاصة تلك المرتبطة بممارسات جماعات العنف والإرهاب والتى تتخذ ذريعة لوحشيتها، و«نؤكد فى هذا السياق احتفاظنا بكافة الخيارات المتاحة بما فى ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا ولصيانة الأمن القومى العربى والدفاع عن أمننا ومستقبلنا المشترك وطموحات شعوبنا وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربى المشترك والشرعية الدولية، وهو ما يتطلب التشاور بيننا من خلال آليات الجامعة تنفيذاً للقرار الصادر عن هذه القمة». وأعلن وزير الخارجية سامح شكرى أن هناك إطاراً زمنياً لتشكيل القوة العربية المشتركة وطرح تكوينها خلال 4 أشهر، وهو ما يبشر بإرادة سياسية لتشكيل القوة فى إطار زمنى محدد، مؤكداً أن الائتلاف القائم للتعامل مع الأوضاع العربية فى اليمن ليس له علاقة بتشكيل القوات العربية المشتركة، لأنه ائتلاف معنىّ بقضية بعينها وفيه مكون غير عربى ولكن القوة هى مجموعة من الدول العربية تكوّن تنظيماً دائماً لمعالجة الأمن القومى العربى تحديداً، وهناك فارق بين الموضوعين، والقوة العربية المشتركة يتم تنظيمها فى إطار الجامعة العربية، حسب قوله. وأكد «شكرى»، فى مؤتمر صحفى مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى لإعلان ختام القمة العربية التى ترأسها مصر فى شرم الشيخ، على تأسيس قوة عربية مشتركة للرد على كيد المعتدين وأوجه معالجتها للتحديات التى تواجه الأمن القومى وتتخطى الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن تحفظ العراق على القرار كان لاتخاذ المزيد من الوقت والدراسات وربما يغير العراق رأيه فيما بعد. وفيما يخص المصالحة بين مصر وقطر وإمكانية مناقشتها خلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد، أكد الوزير أنه لم يبحث موضوع المصالحة فى القمة العربية. ومن جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية أن صيانة الأمن القومى العربى أهم ما صدر عن القمة العربية إضافة لاعتماد مبدأ إنشاء القوة العسكرية، حيث كان حلماً وميلاداً جديداً للدول العربية، وهو قرار مهم لما يعانيه العالم العربى من تهديدات غير مسبوقة، وهناك تكليف للقمة والأمين العام بدعوة رؤساء أركان الحرب فى الدول التى ترغب فى الانضمام والقمة المقبلة ستكون فى المغرب العام المقبل.