شكّلت سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، على مناطق واسعة في اليمن، قلقًا متزايدًا لدى السلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يتخذ من "عدن" مقرًا للحكم بعد سيطرة مليشيات "الحوثي" على العاصمة صنعاء. دفع تقدم الحوثيين، خروج الكثيرين للمطالبة بالتصدي لهم، وآخرهم وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، الذي دعا دول الخليج للتدخل العسكري في بلاده لوقف تقدمهم، وتبنت العديد من الدول موقفًا معاديًا للحوثيين خصوصًا مع مخاوف سيطرتهم على مضيق باب المندب. مصر في مقدمة الدول التي أعلنت عن موقفها ضد الحوثيين، وكان رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، أكد أن مصر لن تسمح بأي شكل من الأشكال بسيطرة الحوثيين على باب المندب، موضحًا أن مصر قادرة على الرد بالطريقة التي تراها مناسبة. وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمنيين مصريين، أن المصريين والسعوديين ينسقون للقيام برد عسكري مشترك للتعامل مع أي احتمالات في اليمن. وقال خبراء عسكريون لقناة "العربية"، إن الجيش المصري أبدى استعداده بالتدخل العسكري في اليمن حال إغلاق مضيق باب المندب، وقصف مناطق المتطرفين أو الجماعات التي تحاول إغلاق المضيق بالصواريخ بعيدة المدى إن اقتضت الحاجة لأن القاهرة ستدافع عن مصالحها مهما كلف الأمر. التزمت المملكة العربية السعودية، الجارة الجنوبية لليمن "الصمت"، إزاء ما يحدث في البلد الذي يشهد اضطرابات سياسية وأمنية منذ الإعلان الحوثي، إلى أن أعلنت موقفها ضد الحوثيين، مبدية استعدادها لدخول خط المواجهة واستخدام السلاح لوقف خطر الحوثيين على أمنها والمصالح المشتركة لها مع اليمن، مدينة الأعمال الإرهابية لزعيم جماعة الحوثي ومحاولات تقويض العملية السياسية في اليمن. ووجهت دول الخليج تحذيرًا من أنه إذا فشل العالم في التحرك ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، فإن دول مجلس التعاون الخليجي الست، ستتخذ الإجراءات التي تمكنها من الحفاظ على مصالحها الحيوية في أمن واستقرار اليمن، كما طالبت قطر دول الخليج بسرعة التحرك ردًا على الحوثيين، لتجنب مخاطر الانزلاق نحو الفوضى أو الاقتتال الداخلي وتهديد وحدته وسلامة أراضيه. أما الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، فلوحت بفرض عقوبات ضد الحوثيين في اليمن، مؤكدة دعمها للرئيس عبدربه منصور هادي، وجدد أعضاء المجلس التزامهم الكامل بوحدة وسيادة اليمن، وأكد المجلس دعمه لشرعية "هادي"، داعيًا جميع أطراف الأزمة إلى الامتناع عن أي عمل يضر بهذه الشرعية وبوحدة اليمن. وعلى عكس موقف تلك الدول، فقد دعمت بعض الدول موقف الحوثيين في اليمن، حيث أعلن وزير الصحة اليمني في تصريحات صحفية، أن إيران تدعم الحوثيين عسكريًا تحت غطاء المساعدات، موضحًا أنه لا يتعلق بمعدات طبية أو إنسانية كما هو معلن، إنما لأغراض أخرى خفية. وأشارت صحيفة سعودية إلى شحنات من الأسلحة الثقيلة وصلت للحوثيين من إحدى الدول الإسلامية يعتقد إنها إيران، عبر سواحل البحر الأحمر في مينائي ميدي والحديدة. وعلى الرغم من دعم السعودية لليمن ب500 مليون دولار لمواجهة الحوثيين، أشيع عن السعودية دعهما للمقاتلين الحوثيين نكاية في إخوان اليمن، فيما كشف موقع "نون بوست" المغربي، عن أن الإمارات تعمل بكل قوة على دعم وتقوية الحوثيين باليمن في مخالفة صريحة لجهود السعودية لمحاصرة الحركة الشيعية التي صنفتها الرياض مؤخرًا كمنظمة إرهابية، لتقطع الشكوك بدعم السعودية لهم.