عايز أصحى بسرعة عشان ألحق أنزل أروح الشغل عشان ألحق أرجع أشوف ولادى وألحق أذاكرلهم، ونخلص بقى من الأسبوع وييجى الويك إند، فألحق أنزل مع صحابى وأقوم برضو بسرعة عشان ألحق أروح أنام عشان ألحق أصحى أزور أبويا وأمى وأقوم بسرعة عشان ألحق بقى أنزل الشغل عشان أعرف أدفع قسط الشقة اللى فى الكومباند الرهيب والحتة «السيراتو» الهاى لاين، فأضطر مقعدش مع عيلتى ولا ولادى وأنزل شغل تانى وتالت عشان أزود دخلى وأنقل ولادى أغلى مدرسة ومنها للجامعة الأمريكية، وبعدها أشتغل أكتر عشان عايز ألحق أجيب ڤيلا فى التجمع وأغير السيراتو بقى.. وأفضل فى حياة ال«يلا» لحد ما يقولوللى يلا قول الشهادة عشان إنت بتموت! الراجل عايش مستعجل بين الشغل وجمع الفلوس والست بين الشغل والخضار ومذاكرة العيال والجلانس والتمارين فبيفضلوا مش عايشين لحد ما تمر حياتهم وتنزل كلمة «النهاية» اللى للأسف بتنزل من غير ما يكون فى «بداية» لحياتهم أصلاً! كام واحد ضيّع حياته فى الشغل بحجة «عايز أئمن حياتى» وخلصت حياته قبل ما يعيش منها يوم!.. تركيزنا فى إننا عايزين «نلحق» خلى اللحظات الحلوة اللى بتمر علينا متفرقش خالص عن الوحشة.. خلى الضحكة عندنا بقت زى البكا.. خلانا نعمل «هولد» لحياتنا لحد ما نتفاجأ بالموت يقولنا: «عفواً لقد نفدت حياتكم».. استعجالنا خلانا نعتقل نفسنا بعيد عن الحياة اللى بنقول إننا بنعمل كل ده عشانها! بنستعجل عشان نعيش حياة فمبنعيشهاش. وبعد مليون كلمة «يلاّ» فجأة هتلاقى نفسك فوق الستين قاعد وحيد بتندم على ولادك اللى كبروا واتجوزوا وسابوا حضنك.. هتحاول تفتكر ليهم ذكريات معاك مش هتلاقى حاجة تجمعك بيهم غير شوية صور ولما تبص فيها هتلاقى نفسك وقتها عينك جوة موبيلك.. هتحاول تفتكر أبوك وأمك اللى فارقوا الحياة فبرضه مش هتلاقى حاجة تجمعك بيهم غير صدى صوت مكالمة خايبة محتواها «آه وإن شاء الله ومش فاضى وبعدين».. هتلاقى نفسك قاعد وسط حاجات كتير اشترتها بفلوسك بس مش هتلاقى نفسك.. مش هتلاقى حياتك، لأنك رميتها عشان كنت عايز تأمن «حياتك»! بص بعيداً عن جو النصايح الرخيص عايزاك تسمعنى.. إنت هتموت عارف كدة؟ طب إيه! حاطط حياتك وعمرك فى قطر وسايقة بسرعة رهيبة ليه؟ ليه بتعدى على حياتك وبس مع إنك المفروض تنزل وتعيشها.. عيش براحة بقى وسافر واتبسط.. لما تخرج بطل تبص على ساعتك.. إلغى كلمة «يلا وألحق» من حياتك.. اقعدى مع ولادك والعبى معاهم واضحكى استمتعى بيهم شوية وهيكبروا ومش هتلاقيهم.. زور أبوك وأمك وأسمع حكاياتهم اللى سمعتها مليون مرة قبل كدة، سيب موبيلك وبص للى حواليك بعينك.. شوفهم عالحقيقة مش عالفيس بوك والانستجرام. بقولك إيه صحيح هى بكام الحياة الفابريقة؟ طب بلاش، بكام سعر إنى ارجّع ولادى صغيرين فى حضنى تانى يجروا حواليا ويضحكوا؟ طب بكام سعر ارجّع أبويا وأمى للحياة وأشوفهم تانى ها بكام؟ طب بكام أقدر أرجع حياتى اللى معشتهاش؟ طب بقولك إيه انت تعرف مسئولين كبار صح؟ طب ممكن تكلملى حد فيهم يرجعلى سنة واحدة من حياتى؟ برضو مينفعش؟ طب أقولك فكك من الواسطة، خد فلوسى كلها ورجعلى ولادى تانى جنبى صغيرين رجعهم ياخدوا أول خطوة وهم ماسكين إيديا أو اقولك رجعنى تانى شاب صغير وقاعد وسط أبويا وأمى؟ طب ولا أقولك خد كل «التأمين» اللى عملته عشان حياتى ورجعلى «حياتى»؟ لما الفلوس والسلطة مقدروش ينفعوك.. بتضيع حياتك عشانهم ليه؟ انقل ملكية نفسك لنفسك وإرمى كلمة «الحق ويلا» وعيش بقى.. أرجوك متكتفيش إنك تزور حياتك خليك صاحب حياة وعيشها.