أدان برناردينو ليون مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، اليوم، بشدة الهجمات التي استهدفت العاصمة الليبية أمس الجمعة، واصفا إياها ب"غير المسؤولة، وتشكل خطرًا" على الحوار الليبي الذي تجري جولته الثالثة في منتج الصخيرات السياحي قرب الرباط. وقال ليون، في تصريحات للصحافة عقب اجتماعه صباحًا بالأطراف الليبية الموجودة لليوم الثاني في الصخيرات سعيًا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة "لقد استأنفنا عملنا في الوقت الذي تعرضت فيه طرابلس لهجوم عسكري"، مضيفا "ندين بشدة هذه العمليات التي جرت الليلة الماضية". وشهدت ليبيا معارك الجمعة قرب طرابلس بين قوات "فجر ليبيا" الموالية للمؤتمر الوطني الليبي العام، وقوات الحكومة المعترف بها دوليا التي تعمل من طبرق شرق ليبيا، ويشرف على قواتها اللواء أول خليفة بلقاسم حفتر. وفي حين قالت قوات "فجر ليبيا" إن مجموعة مسلحة تسللت إلى منطقة العزيزية الخاضعة لسيطرتها، والتي تبعد حوالي 35 كلم إلى الجنوب من طرابلس، أعلنت الحكومة المعترف بها دوليًا أن القوات الموالية لها تخوض مواجهات في هذه المنطقة في إطار عملية تهدف إلى "تحرير مدينة طرابلس". ووصف المسؤول الأممي هذه الهجمات ب"اللامسؤولة" معتبرًا أن هذه الأعمال "تشكل خطرًا على الحوار الذي يجريه الليبيون من أجل وحدتهم ومن أجل مكافحة الإرهاب". كما اعتبر المبعوث الدولي إلى ليبيا، في حوار نشرته صحيفة الباييس الأسبانية، أن التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع في ليبيا "سيكون صعبا ونحن ما زلنا بعيدين عنه"، لكنه أعرب عن الأمل في أن يتحد الطرفان لمواجهة "داعش". ويواصل كل من وفدي برلمان طبرق المعترف به دوليا، ووفد المؤتمر الوطني العام الممثل لبرلمان طرابلس المنتهية ولايته، ومشاركين من المجتمع المدني، حوارهم لليوم الثاني في منتج الصخيرات في المغرب من أجل التوصل إلى اتفاق حول حكومة وحدة وطنية، ووقف إطلاق نار. وتعد هذه الجولة الثالثة من نوعها التي يحتضنها المغرب، ومن المفترض أن تنتهي الأحد حسب ما أفاد المبعوث الأممي ليتم تقديم وثيقتين مكتوبتين في الموضوع ترسمان المعالم الأولية لاتفاق بين الجانبين. ودعا ليون مساء أمس الجمعة من منتجع الصخيرات الفاعلين السياسيين والعسكريين الليبيين إلى وقف العمليات المسلحة التي تقوض إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الفوضى التي يشهدها هذا البلد منذ سنوات. وتجري الأطراف لقاءات غير مباشرة تحت إشراف المبعوث الأممي، الذي أوضح أنها لا ترغب في الوقت الراهن في اللقاء المباشر، وذلك عكس ما كشف عنه الطرفان خلال الجولة الماضية، من كونهما طلبًا من ليون عقد لقاءات مباشرة دون أن تتم الاستجابة لذلك.