كشفت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية أن تقرير لجنه "أجرانات" التي حققت في أسباب هزيمة إسرائيل عام 1973، لم يذكر أو يشر من قريب أو بعيد إلى مسؤولية وزير الدفاع "موشيه دايان" عن الهزيمة العسكرية، وقال التقرير إن الفشل الاستخباراتي الذي حدث كان خارج نطاق اختصاصه، وفي إحدى جلسات الاستماع أشار رئيس الأركان الإسرائيلي "دافيد اليعازار" إلى حديث أجراه مع "دايان" خلال الحرب، قائلا إن وزير الدفاع قال إنه خائف ألا يبقى في إسرائيل أسلحة ودبابات وطائرات أو حتى بشر، وأن أهم شيء الدفاع عن بقاء دولة إسرائيل، كما أشار "أليعازار" أنه أبلغ "دايان" أن السوريين لم يحققوا نجاحا كبيرا كما كان "دايان" يظن. وأوضحت الصحيفة أن التقرير قد أشار إلى أن "أفيعيزر يعاري" المسؤول عن قسم سوريا داخل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قد ذكر للجنة التحقيق التي رأسها آنذاك رئيس المحكمة العليا "شيمون أجرانات" أنه قبل وقت قصير من الحرب، قام بتجاوز التسلسل القيادي في الجيش الإسرائيلي ومرر معلومات إلى قيادة المنطقة الشمالية تفيد بتوقعه حربا محتملة في شهر أكتوبر 1973، وأضاف "يعاري" في شهادته أن الجنرال "شاليف" مدير إدارة التقاريرالعسكرية قد استدعاه ووبخه بسبب تجاوزه للتسلسل القيادي، وأن نقل التقارير والتقييمات الشخصية لا يدخل ضمن اختصاصات عمله، وأضاف "يعاري" أنه عندما سأل عن مصير تقاريره التحذيرية التي أرسلها إلى القيادة الشمالية، تم الرد عليه بأنه قد جرى تقييمها وأنه "لن تحدث حرب"، وأوضح أن "لفت النظر" الذي ناله أثر على تقييم القيادات الإسرائيلية لتقاريره التي كتبها في الأيام الأولى من شهر أكتوبر1973؛ وبالتالي لم يكتب أي شيء عن توقعه الحرب في تقاريره اليومية فيما بعد، وأشار أنه يلوم نفسه ويشعر بالذنب لامتثاله للأوامر وعدم تكراره محاولة التحذير من الحرب. وكانت إسرائيل قد سمحت بنشر بعض الوثائق السرية للجنه "أجرانات" التي حققت في أسباب هزيمة إسرائيل عام 1973، وورد في الوثائق أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كانت تعتقد بإمكانية هزيمة سوريا بسهولة في أي حرب، وبالتالي استبعدت أي احتمالات ولو بنسبة ضئيلة لأي هجوم ضد إسرائيل، لدرجة أنها قامت بلفت نظر ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي حذر من هجوم سوري وشيك قبل حرب أكتوبر، وحسب الوثائق السرية، فإن لجنة "أجرانات" حملت المسؤولية لرئيس الأركان الإسرائيلي "دافيد اليعازار" لفشله في تقييم الوضع ومدى استعداد الجيش الإسرائيلي، ودعت إلى استبعاده هو ورئيس الاستخبارات العسكرية "زيرا الياهو" ونائبه، ما أدى إلى إقالتهم واستقالة رئيسة الوزراء "جولدا مائير".