تُعقد غدا، قمة القاهرة للسلام 2023، بمشاركة 31 دولة و3 منظمات عالمية التى يعتبرها المراقبون فرصة أخيرة لتحقيق السلام فى المنطقة، حيث تسعى مصر من خلالها لإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، بما يتوافق مع رؤيتها الداعمة للحلول الدبلوماسية، فى ظل إيمانها بضرورة إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط. وتُعقد القمة فى العاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة دولية واسعة، لمناقشة خفض التصعيد فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة، بمشاركة رسمية من «قطر، وتركيا، واليونان، وفلسطين، والإمارات، والبحرين، والكويت، والسعودية، والعراق، وإيطاليا، وقبرص»، فضلاً عن سكرتير عام الأممالمتحدة ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك. كما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، أنه سيحضر القمة، بعد أن أجرى محادثات مع نظرائه فى المنطقة بشأن الوضع فى غزة، حسبما ذكرت وكالة «رويترز»، ومن المقرر أن يشدد خلال حديثه فى القمة على أهمية تجنب التصعيد فى المنطقة ومنع المزيد من الخسائر فى أرواح المدنيين. «الرقب»: «القاهرة» تسعى لوقف الحرب المستعرة على غزة وتحريك عملية السلام وأعرب الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، القيادى بحركة فتح، عن أمنياته بأن يشارك فى قمة القاهرة للسلام عدد أكبر من المعلن عنه من الدول والمنظمات دولية، لتضع العالم أمام مسئولياته، أولاً الإنسانية وثانياً السياسية، متابعاً: «القاهرة تريد من هذا المؤتمر أن يسعى المشاركون فيه لوقف هذه الحرب المستعرة على غزة، وإعادة تحريك عملية السلام على أساس حل الدولتين، وتأييد الموقف العربى برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء، لما يعنيه هذا من شطب القضية الفلسطينية». واستكمل: «عدم مشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية وممثلى الاحتلال فى هذا المؤتمر يجعله بمثابة مظاهرة دولية لوقف ما يحدث فى غزة وفتح آمال للسلام، وتحميل المجتمع الدولى مسئولية فشل كل محاولات السلام على مدار خمسة وسبعين عاماً». ولفت «الرقب» إلى أن قدَر مصر أن تكون أهم الدول المعنية بالقضية الفلسطينية، كما أنها خاضت فى سبيل ذلك حروب 1948 و1956 و1967 و1973. وأكد أن العقيدة الشعبية والرسمية فى مصر هى معارضة ومعاداة الاحتلال، وكانت مصر دائماً ما تدعم الشعب الفلسطينى، باعتباره فى خط المواجهة الأول، وعقب اتفاقية السلام أصبح التزام مصر بدعم الشعب الفلسطينى نابعاً من أخلاق وعقيدة وفكر أن القضية الفلسطينية هى قضية مصيرية، ولهذا استمرت القيادة المصرية عقب نصر أكتوبر 1973 فى انتهاج نفس الخط الداعم للفلسطينيين من قبل عملية «طوفان الأقصى». واستكمل: «كانت هناك قمتان فى العقبة وشرم الشيخ، حذرت خلالهما مصر من حصار غزة وطالبت بفتح آفاق للعملية السياسية والفلسطينيين، لكن الاحتلال والولاياتالمتحدةالأمريكية صمَّا آذانهما عن المواقف المصرية، والآن مصر تحاول إعادة الأمل للفلسطينيين، وإيقاف هذه الحرب المجنونة ضد الشعب الفلسطينى». واستطرد: «قمة القاهرة ستناقش كيفية وقف جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، وكذلك إيصال المساعدات، حيث من المتوقع أن تضغط مصر لفتح ممرات آمنة للمساعدات، مع التأكيد على أنه ليس هناك أى وطن بديل للفلسطينيين، وهذا أمر يقدّره أبناء الشعب الفلسطينى، فيجب وضع حل شامل للقضية وليس مجرد مسكنات». من جانبه، قال الدكتور محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى، إن انعقاد قمة القاهرة للسلام محطة محورية فى مواجهة الجرائم الإنسانية والأخلاقية والقانونية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة. ونوه بأن أهمية انعقاد المؤتمر فى القاهرة تنبع من الموقف الوطنى المشرّف للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى استطاع بقراراته أن يقطع الطريق على محاولات إسرائيل ومن يحالفها لتصفية القضية الفلسطينية، وليتشكل موقف عربى واحد رافض لهذا المخطط، وهو ما سمعه جيداً رئيس الولاياتالمتحدة ووزير خارجيته وباقى زعماء أوروبا. واستكمل «الرز»: «التوجه العام الذى يخلص إليه المؤتمر هو الدعوة لوقف إطلاق النار فى غزة وباقى المناطق الفلسطينية من الضفة الغربية وسواها، وتسهيل حركة القوافل الإنسانية إلى شعب غزة دون قيد أو شرط، إلى جانب حل قضية الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال ودعم السلطة الشرعية الفلسطينية، والتأكيد على بدء حل الصراع عبر المشروع العربى للسلام، وحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967». «أبومصطفى»: لدينا إمكانات عربية مهمة للضغط على الغرب كما فى حرب 1973 وقالت الدكتورة نعيمة أبومصطفى، المتخصصة فى الشأن الإسرائيلى، إن انعقاد قمة السلام فى مصر ذات دلالة ورمزية للأمة العربية، متابعة: «نتمنى أن تتوصل القمة إلى قرارات جيدة فى مواجهة الاحتلال ورفع وتيرة التهديدات العربية، ولدينا الإمكانات المهمة للضغط على الغرب، كما حدث فى حرب 1973». وتابعت: «كما يمكن الضغط أكثر على الولاياتالمتحدة التى، بطبيعة الحال، لها مصالح فى المنطقة العربية، ونستطيع أن نهدد بوقف التعامل معها ونتخذ موقفاً عربياً موحداً لوقف مخطط التهجير، فلدينا فلسطينيون مهجَّرون منذ عام 1948، وهذا أمر مرفوض ويجب أن تكون هناك رسالة قوية واضحة من الجانب العربى، وليس مجرد أصوات تستنكر وتندد، فنحن لدينا أوراق جيدة للضغط ويجب استخدامها الآن». وطالبت «أبو مصطفى» بالتصدى لمخطط تهويد القدس واتخاذ مواقف سياسية ودبلوماسية قوية فى المحافل الدولية للضغط على كيان الاحتلال، إلى جانب الضغط على واشنطن لإدخال المساعدات إلى غزة والتصدى لمخططات الاحتلال.