توجه أكثر من ثلاثة ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم اليوم الأربعاء في انتخابات الرئاسة بمحافظة الإسكندرية، في إقبال جيد، ووسط أجواء مستقرة نسبيا. ولم تحدث اشتباكات بين مناصري المرشحين، في حين رصدت منظمات راقبت الانتخابات عددا طفيفا من التجاوزات من قبل أعضاء في الحملات الانتخابية. وتمثلت معظم التجاوزات في عدم الالتزام بالصمت الانتخابي، ووجود مندوبين للمرشحين حول المقار الانتخابية. كما رصد تقرير وجود بطاقة انتخابية لنقيب طيار متوفى هو شقيق أحمد نصار مدير عام مركز الشهاب لحقوق الإنسان، وكان قد استشهد أثناء طلعة جوية في تدريبات قبل ثلاثة أعوام. وتحدثت تقارير عن توزيع وجبات على مرشحين من قبل حملات الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين، والدكتور عبد المنعم أبوالفتوح وعمرو موسى. وقال الفريق مهاب ماميش قائد القوات البحرية: إن البحرية وفرت 15 ألف جندي لتأمين الانتخابات في الإسكندرية، مجددا ما يقوله أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، من أن المجلس ليس لديه مرشح مفضل ويقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية. واستحوذت جماعة الإخوان المسلمين على رصيد الأسد من الاتهامات بخرق قوانين الانتخابات، واتفقت تقارير متعددة على أن الجماعة تمارس الدعاية بما لا يتفق مع القانون. وقال تقرير لجمعية نشطاء بلا حدود: إن هناك "أعدادا ملحوظة" من نشطاء وكوادر حملة الدكتور مرسي والمننتمين للجماعة حول مقار الانتخابات، وهم يسعون لإقناع الناخبين بالتصويت لمرشحهم. وحررت سيدة محضرا رسميا يتهم نشطاء من الجماعة بالاعتداء عليها بالضرب، بعد أن رفضت تلقي 100 جنيه رشوة مقابل منح صوتها للدكتور مرسي. وقالت مراسلة "الوطن": إن سيدات منتقبات استوقفنها في شوارع جانبية في منطقة سموحة، وطلبن منها التصويت لمرسي، ولم يعرضن عليها مقابلا ماديا. وأفادت بأن مؤيدي الدكتور مرسي يقفون في الشوارع الجانبية للابتعاد عن رجال الأمن المتشددين إزاء مخالفة وقف الدعاية. وكثف أنصار الدكتور مرسي دعايتهم بعد أنباء عن تقدم عمرو موسى في مناطق الحضرة وامبروزو وغيط العنب الشعبية. وأزالت القوات البحرية خيمة تتبع حملة الدكتور مرسي أمام المقر الانتخابي بمجمع المدارس في منطقة المنتزه. ووجهت انتقادت أيضاً لمؤيدي الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح؛ منها أنهم استأجروا حافلات عليها صوره وطافوا بها المدينة. وأغلقت قوات الجيش بناء على قرار اللجنة العليا للانتخابات مقرا تابعا لحملة الدكتور أبو الفتوح، بجوار لجنة مدرسة محرم بك الإعدادية للبنات، وذلك لأن الحملة استغلت المقر في كسر قرار وقف الدعاية، عبر الالتفاف عليه وبذريعة مساعدة الناخبين على التعرف على لجانهم. واتهم نشطاء حملة عمرو موسى بتوزيع وجبات سريعة في بعض المناطق الفقيرة. وتصدت دوريات للشرطة بمنطقة الرمل في الإسكندرية لمحاولات الدعاية خارج اللجان، في حين أصر مندوبو الفريق أحمد شفيق على توزيع دعاية انتخابية له أمام بعض المدارس، في الوقت الذي وزع السلفيون بعزبة محسن دعاية لعبد المنعم أبو الفتوح. وقال مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية اللواء خالد غرابه إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين انتخابات الرئاسة الجمهورية. وأوضح أن نحو 65 دورية أمنية بدأت في المرور بمختلف أنحاء المدينة مع بدء عملية التصويت لتأمين اللجان الانتخابية من الخارج. وقال الدكتور سلامة عبد المنعم وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ل"الوطن" اليوم "الأربعاء" إن ما تردد حول وجود أى اشتباكات فى إحدى اللجان الانتخابية فى المحافظة ليس دقيقا. وقال: "لم تتلق غرفة عمليات الوزارة بالمديرية أى بلاغ عن حدوث اشتباكات أو إصابات داخل اللجان. وأضاف أن سيارات الإسعاف منتشرة بكافة المناطق والأحياء والميادين الرئيسية، وذلك لمتابعة اللجان الانتخابية، وفى حالة تلقى بلاغ يتم الاتجاه على الفور إلى مكانه، مشيرا إلى أن المستشفيات على أهبة الاستعداد. من جهة أخرى، غابت الكتل التصويتية التي اعتادت عليها مدينة الإسكندرية خلال الانتخابات التي شاهدتها على مدى تاريخها وفقا للتوزيع الجغرافي للمواطنين. وكانت مناطق شرق الإسكندرية معروفة بالتصويت لمرشحي الإخوان المسلمين منذ أن بدؤوا في خوض الانتخابات بمختلف أنواعها. وأختلف الأمر في الانتخابات الرئاسية الحالية، وفقا لرصد الوطن لحجم الناخبين وتوجهاتهم المختلفة، فلم يتم رصد أي تكتل من الناخبين الذين اختاروا التصويت للدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة. وبالمثل، فعجز حزب النور عن استرداد التكتل التصويتي الذي عبر بمعظم مرشحية بمناطق غرب الإسكندرية لمجلس الشعب، وتجميعهم مجددا للتصويت للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي يدعمة الحزب. فعجز الحزب عن استعادت هذه الكتلة التصويتية الخاصة به بمناطق غرب الإسكندرية وحشدها لصالح مرشح واحد. ووفقا لمسح أجرته الوطن على 10 طوابير انتخابية موزعة بمختلف أنحاء الإسكندرية، تبين أن متوسط عدد الأشخاص أصحاب التوجه الواحد نحو اختيار مرشح بعينه في قطاع مكون من 10 أشخاص تم اختيارة عشوائيا من الطوابير العشرة يتراوح بين من 2 إلى 4 أشخاص في كل طابور.