ورقة بيضاء مكتوبة بالإنجليزية ومطبوعة بالحبر الأسود، يعود تاريخها إلى ديسمبر 2012، يعلوها شعار الرئاسة الأمريكية، ويذيلها إمضاء الرئيس الأمريكي، وزعت على الصحفيين والإعلاميين لإعلامهم بعدد من التعيينات بالمناصب العليا بالإدارة الأمريكية، منها تعيين الدكتور محمد العريان رئيسا لمجلس الرئيس أوباما للتنمية العالمية . محمد العريان الذى عمل لمدة 15 عاما بصندوق النقد الدولى، وشغل منصب الرئيس التنفيذى بمؤسسة بيمكو الاقتصادية العالمية التى تعتبر أكبر شركة فى العالم على صعيد إدارة الأصول الاقتصادية، حيث تقدر المحفظة المالية لهذه الشركة بنحو1.1 تريليون دولار، تردد اسمه كثيرا في مصر في عهد مبارك ومرسى وعدلى والسيسى للاستفادة من خبرته فى إنقاذ الاقتصاد المصرى، ولكن أحدا لم يستجب. ففى الوقت الذى كثرت فيه المطالبات فى عهد الرئيس المخلوع محمد مرسى بتعيين العريان رئيساً للوزراء، لإنقاذ مصر من تعثرها الاقتصادى، إلى الحد الذى دفع الشباب لإنشاء صفحة على "فيس بوك" لحشد الأصوات المطالبة بتعيين محمد العريان رئيساً للوزراء، حيث ذكر الشباب فى صفحة دعمهم لمحمد العريان رئيساً للوزراء "نحن ندعم الدكتور محمد العريان رئيساً للوزراء، ليس فقط لأننا نؤمن بمكانته وعقليته الاقتصادية الكبيرة، ولكن أيضا لنثبت للجميع أن مصر تمتلك أمثلة مشرفة وقامات دولية عظيمة، وإذا تم اختيار الدكتور محمد العريان رئيساً لحكومة الفترة الانتقالية، أو حتى رئيسا لحكومة بعد هذه الفترة سيكون حتما رجل الاقتصاد والدولة الذى سعبر بالاقتصاد المصرى بر الأمان"، لكن مرسي صم أذنيه عن كل تلك الأصوات، وعين هشام قنديل رئيسا للوزراء، ربما لبعد العريان عن السياسة، إذ لم يعرف عنه ممارسته لأي عمل سياسي مع أى حزب أو جماعة، رغم أن المهندس إبراهيم شكرى رئيس حزب العمل الراحل هو ابن عم والدته، ورغم أن والده عبدالله العريان عمل أستاذا للقانون ثم قاضياً فى محكمة العدل الدولية. العريان كثيرا ما يذكر مصر فى مقالته ولقاءاته، حيث طالب فى إحدى مقالاته ب"ضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية لضمان اتسامها بالكفاءة والشفافية والمحاسبة ومشاركة جميع الأطراف وتلبية احتياجات الشعب المصرى لا الطبقة المرفهة"، ونصح الحكومة ب"ضرورة الابتعاد عن الاعتماد على النمو الذى تقوده الدولة مقابل تبنى نهج أكثر شمولاً يقتضى بمشاركة القطاع الخاص". يعود العريان، المولود في عام 1958، بعد غربة طويلة إلى مصر ليقدم خلاصة خبرته وحياته المهنية على طبق من ذهب، ويضعه على مائدة المؤتمر الاقتصادى الذي ينعقد في مدينة شرم الشيخ، والذي يشارك العريان فيه باعتباره أحد الخبرات الاقتصادية الرائدة. حصل العريان على شهادة جامعية فى الاقتصاد من جامعة كامبريدج، كما حصل على شهادتى الماجستير والدكتوراة فى الاقتصاد من جامعة "أكسفورد" فى بريطانيا، ويعرف فى الأوساط المالية العالمية ب"حكيم وول ستريت" بعد إدارته "بيمكو".