مدرب سيئ الحظ.. تولى تدريب الزمالك منذ ثلاثة أشهرتقريبا خلفا للمعلم حسن شحاتة فى ظروف صعبة للغاية، وعقب خروج الفريق رسميا من بطولة دورى الأبطال الأفريقى، ليصبح الفريق بلا بطولة وبلا هدف يتدرب من أجله، البرتغالى جورفان فييرا، المدير الفنى للزمالك، فجّر فى حواره مع «الوطن» العديد من الأسرار المتعلقة بعرض القادسية الكويتى للتعاقد معه، وأزمة إيقاف النشاط الرياضى، مهاجما بشدة أيمن يونس، عضو لجنة الكرة بالزمالك، لأسباب مختلفة كشف عنها وعن تفاصيل أشياء أخرى فى الحوار.. * بداية.. كيف تقيم الوضع الحالى فى مصر؟ - لا أخفى عليك، الظروف غاية فى الصعوبة، والوضع أصبح غير محتمل، ويجب على المسئولين الإسراع فى إعادة النشاط مرة أخرى؛ لأن التوقف الدائم سيؤدى إلى كوارث مستقبلية ستضر بالجميع، مصر كانت واحدة من أفضل المدارس الكروية فى أفريقيا والشرق الأوسط، ولكن للأسف الشديد التجميد أثر بالسلب على الكرة، وأنا أعرف جيدا أن سمعة الكرة المصرية تتراجع بشكل كبير فى الخارج. * كيف؟ - قبل أيام اتصل بى أحد أصدقائى البرتغاليين كان معى فى الإمارات وأكد لى أنه أراد أن يتابعنى عبر الإنترنت ويعرف نتائج الدورى المصرى فلم يجد مباريات، واتصل بى فى حالة ضيق شديد ليستفسر هل هناك مشاكل، وأخبرته بالفعل بأن النشاط مجمد فأصيب بالصدمة، وهذه صورة مبسطة لما آلت إليه صورة الكرة المصرية فى الخارج. * والمطلوب من الدولة؟ - يجب على المسئولين الإسراع على الفور وعقد جلسات طارئة لإيجاد حل للأزمة الحالية؛ لأن هناك قطاعات عريضة متأثرة بتجميد المسابقة، ولا يتخلى أى مسئول عن مسئولياته؛ لأنه إذا ظل النشاط مجمدا فهذا ينبئ بكارثة حقيقية مستقبلا، خاصة أن هناك قطاعات كبيرة تعيش على كرة القدم من بينها نحن كمدربين ولاعبين وكذلك إعلام رياضى وعمال وكلهم يعانون وبشدة من توقف الدورى. * كيف ترى التأثيرات السلبية لتجميد النشاط؟ - أولا: يجب أن يعرف الجميع أن النشاط إذا عاد فى الوقت الحالى فإن الأندية ستحاول إيجاد أموال لسد مديونياتها الضخمة التى تراكمت على مدى الأشهر الماضية، وبالتالى ستبدأ دون أى عوائد تكفى احتياجاتها وتسير أمورها بها، ولكن إذا ظل التجميد أو ألغيت البطولة فإن الأندية المصرية كلها ستتعرض للإفلاس الفورى، خاصة أنها تكافح حاليا من أجل الصمود على أمل عودة انطلاق البطولة من جديد.. وكذلك الشركات الراعية ترفض منح الأندية أموالها؛ لأن مصير البطولة فى علم الغيب. * هل ترى حلا مؤقتا لحين عودة الدورى؟ - يجب على الاتحاد والحكومة العمل فورا على عمل بطولات بديلة للدورى تشارك فيها الأندية وتذاع مبارياتها بحيث تعمل تلك الأندية على تسويق المباريات وتحصل على عائد مناسب تسير به أمورها بشكل مؤقت، وأنا لا أفرض رأيا على الدولة المصرية؛ لأننى لا أزال جديدا على البلاد ولدىّ تصورات وأفكار جميلة يمكن تنفيذها للخروج من الأزمة الحالية، وإذا طلب منى أحد المسئولين المشورة سأقدمها بالتفاصيل. * ما موقفك من تأكيد معظم لاعبى الفريق حول نية الرحيل فى حال إلغاء الدورى؟ - وما الذى يمكننى أن أفعله؟ هم لديهم العذر فى البحث عن بدائل؛ لأنهم فى النهاية يريدون اللعب وخوض المباريات الرسمية بدلا من التدريب اليومى الممل ولديهم أسر وأطفال يريدون العيش فكيف يعيشون دون أموال؟ وأنا كذلك قد يكون حالى مثلهم وأرحل إذا تم إلغاء النشاط؛ لأننى لن أبقى فى نادى يعانى ماديا من توقف النشاط وأكبده المزيد من الأموال لدفع راتبى الشهرى، إلا أننى فى ذات الوقت متمسك بالاستمرار مع النادى. * هل تلقيت فعلا عروضا؟ - تلقيت على مدى الأيام الأخيرة عدة عروض من أندية عربية لأننى مدرب لى اسمى وسمعتى فى المنطقة، وما لا يعرفه الكثيرون أننى تلقيت عرضا رسميا من القادسية الكويتى خلال وجود الفريق هناك، إلا أننى رفضت بعدما تمسك النادى بتدريب الفريق؛ فرجوعى فورا وترك الزمالك دون مقدمات ويعود الفريق للقاهرة دون مديره الفنى ليس من خصالى وكان ذلك سيؤثر كثيرا على اسمى فى عالم التدريب وتلقيت بعدها عدة عروض إلا أننى متمسك بالنادى.. وإذا حصلت على عرض مناسب سأخبر إدارة النادى به مبكرا لأخرج بشكل لائق. * ما تقييمك لمعسكر الكويت؟ - يمكن تلخيصه بجملة واحدة «معسكر كارثة».. لقد كان أسوأ ما رأيت فى حياتى.. الشركة المنظمة والمسئولون عنها لا تهمهم كرة القدم بقدر ما يهتمون بالربح والحصول على الأموال، ويجب سحب ترخيص هذه الشركة على الفور.. فطوال مشوارى كمدرب لم يحدث أن تلغى لى مباراة قبلها بساعة واحدة دون سبب، وكذلك أقوم بنفسى وبعلاقاتى بحجز ملاعب التدريب بعدما رفضت الشركة الحجز للفريق.. لقد عوملنا فى الكويت كأسرى بعدما رفضت الشركة منحنا تذاكر الطيران للعودة للقاهرة بعدما رفضنا الانتظار لخوض مباراة أخرى.. المعسكر كان بمثابة الكابوس بالنسبة لى ولا أتمنى تكراره. وحتى أكون منصفا فالمعسكر كان إلى حد كبير جيد على المستوى التدريبى؛ حيث أدى اللاعبون مجموعة من الوحدات البدنية والفنية، ولكن كان ينقصنا التنفيذ العملى فى الملعب من خلال خوض مباريات ودية قوية كانت ستعود بالفائدة على اللاعبين ونخرج من المعسكر السيئ بأقصى استفادة ممكنة. * هل طلبت معسكرا جديدا؟ - لماذا؟ فأنا لا أستعد لأى شىء ولا يوجد نشاط، فكيف أطلب تكبيد خزينة النادى التى تعانى المزيد من الأموال على معسكر خارجى بلا فائدة؟ ولكن فى ذات الوقت لو كان هناك معسكر خارجى دون تحمل النادى لأموال سأوافق على الفور، ولكن يجب أن يكون منظما بالقدر الكافى ولا نكرر المعسكر المهين فى الكويت. * ما تقييمك لأداء اللاعبين فى الفترة الأخيرة؟ - أحسد لاعبى الزمالك على التزامهم الكبير وحرصهم على الحضور للتدريبات بشكل يومى بالرغم من حالة الملل التى تسيطر عليهم، إلا أنهم ملتزمون وأنا أحرص على التقرب منهم لنكون فريقا واحدا، خاصة أن العامل النفسى مهم للغاية فى التعامل مع اللاعبين وتحديدا فى ظل الوضع الحالى. ويقدم اللاعبون تدريبات جيدة ولا يتغيب أحد إلا لظروف قهرية ولا يتحدثون حاليا عن مستحقاتهم المالية مثلما كان يحدث فى السابق، وكذلك يؤدون المباريات الودية بكل قوة، والدليل أن الفريق تأخر فى مبارياته الودية الثلاث أمام الإسماعيلى والمقاصة وتليفونات بنى سويف ونجح فى التعويض والتعادل والفوز أمام المقاصة، وهذه نقطة إيجابية توضح مدى رغبة اللاعبين فى العودة والفوز، لكننى أعمل على علاجها، خاصة أنها قد تصبح إحدى السلبيات مستقبلا وتؤثر على الفريق ويخسر المباريات بهدف يسكن شباكه مبكرا. * لماذا تصر لجنة الكرة على تعيين مدرب عام فى الفريق؟ - ليست لجنة الكرة بالكامل، وإنما شخص واحد فقط وهو أيمن يونس ولا أدرى لماذا يصر على تعيين مدرب بعينه فى الجهاز الفنى.. فهل هو صديقه ويرغب فى مجاملته بالوجود فى الجهاز؟ هذا أمر عجيب للغاية ولا أجد تفسيرا له.. وإذا كانت لجنة الكرة تصر على تعيين مدرب جديد فعليها أن تأتى للملعب وتشاهدنى وأنا أدرب الفريق بأعلى كفاءة بصحبة مساعدىّ أسامة نبيه وماركو؛ فأنا أكتفى بهما، والجهاز حاليا متجانس ولن أسمح لأحد بفرض أشخاص علىّ مهما حدث. * كيف ترى هجوم أيمن يونس على الفريق خلال معسكر الكويت؟ - أيمن يونس خبرته «صفر» وأنا أسأله: كم فريقا دربت من قبل؟ وبالطبع الإجابة ستكون «لا شىء»، وبالتالى الأمر لا يستحق الرد، لكن كان عليه أن يفرق بين وجوده فى المنظومة الرياضية فى الزمالك ووجوده كمحلل على الشاشة ليخرج ويهاجمنى ويهاجم الفريق بهذا الشكل، وإذا كان يريد التفرغ للإعلام فليقدم استقالته من لجنة الكرة بالزمالك على الفور، وإذا كان قد قرر الوجود فى النادى وفى مكان حساس كلجنة الكرة فعليه أن يعمل لمصلحته وليس لمصالح شخصية وعليه أن يغلق فمه تماما طالما قبل بأن يوجد فى النادى. * بعيدا عن الزمالك.. ما توقعاتك للنهائى الأفريقى بين الأهلى والترجى؟ - اللقاء سيكون صعبا على الأهلى؛ لأنه سيكون فى مواجهة فريق قوى للغاية مكتمل الصفوف ويمتلك خبرات كبيرة ولديه ميزة لا يمتلكها الأهلى وهى خوض مباريات رسمية فى الدورى المحلى وفاز قبل عدة أسابيع بالمسابقة، وبالتالى هو الأجهز فنيا وبدنيا وسيكون ندا قويا للأهلى فى القاهرة بخلاف الميزة الأخرى التى تصب فى صالحه وهى أن مباراة النهائى الرسمية تقام على أرضه ووسط جماهيره.
