لم يكن محمود عبدالعزيز وهو يؤدى شخصية «الشيخ حسنى» فى فيلم «الكيت كات»، يدرك أن نموذج الكفيف الكوميدى الذى يتحدى الإعاقة بخفة ظل، ستتجسد واقعياً من خلال «عبدالمسيح ممدوح»، أحد متحدى الإعاقة البصرية، الذى أقدم على توصيل زميله «أكرم العريان» المعاق حركياً، متولياً جر الكرسى المتحرك فى شوارع المنيا، وسط سيل من التعليقات الساخرة تشبه ما تعرض له «الشيخ حسنى» عندما أصر على قيادة دراجة بخارية. كعادتهما يومياً ينتظر «أكرم» إنهاء عمله، ليمر بسيارته الخاصة على منزل «عبدالمسيح»، مصطحباً إياه إلى مقر اتحاد شباب ماسبيرو، حيث يواظبان على حضور الاجتماعات، هذه المرة قررا أن يتخليا عن بعض التحفظات الخاصة بإعاقتهما ليخوضا تجربة السير بالشوارع المكتظة بالسيارات والمارة دون مساعدة من أحد، وحسب «عبدالمسيح»: «قرار مجنون، لما واحد كفيف يوصل واحد معاق حركياً، وطبعاً فيه حوادث كتير بتقابلنا، لكن الأجمل إنى بشوف بعينيه، وهو بيمشى برجلىَّ، يعنى إحنا الاتنين بنكمل بعض». «إحنا أفضل من ناس كتير بتتحرك وتشوف»، الرسالة التى أراد «عبدالمسيح» إيصالها عبر تجربة خاضها بنفسه دون خوف: «ماكنتش خايف من الموت أو حتى من أى عربية معدية ممكن تصدمنا، كان كل همى وقتها إزاى أوصل فكرتى، عشان الناس تعرف إننا مش عاجزين». تعليقات كثيرة تعرض لها الاثنان أثناء الواقعة، لم يرق لها الشاب العشرينى، ولم تنل من ثقته بنفسه: «لم يعرض علىَّ أحد بالشارع المساعدة، وكنت سعيداً بنفسى، وبفكر فى تكرار التجربة مرات ومرات كلما سنحت الفرصة».