هاجم كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الكونجرس الأمريكي، معتبرًا أنه كان مفاجأة له. وحذر عنان، في حواره مع شبكة" CNN" الأمريكية، من وجود متشددين في واشنطن يرغبون في فشل المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، متهما نتنياهو بمحاولة تخريب المفاوضات من خلال الخطاب. ورد عنان، على سؤال عن رأيه بما قاله نتنياهو عن خيارين أمام العالم بالتعامل مع إيران وهما إجراء اتفاق سيء الآن، أو مواصلة الضغط والتفاوض على خيار أفضل مستقبلا، بالقول: "لا أظن ذلك، فالوفود المشاركة في مفاوضات (5+1) مع إيران تبذل قصارى جهدها للوصول إلى صفقة جيدة، ولا أعرف كيف يمكن التوصل لصفقة أفضل". شكك عنان، في فاعلية فرض المزيد من العقوبات على إيران، قائلا: "هذا لن ينفع، فالعقوبات مفروضة على إيران منذ سنوات طويلة ولم تتبدل المواقف الإيرانية حيال الملف النووي، إضافة إلى أن الإيرانيين هدفهم ليس بناء قنبلة نووية بل الاستفادة من الطاقة النووية، وهذا أمر سيكون الحكم فيه متروكًا للمستقبل". وأضاف "أظن أن الكثيرين سينظرون إلى الخطاب على أنه محاولة لتخريب المفاوضات مع إيران، عبر الخروج بمواقف انتقادية في الوقت الذين تسعى فيه الوفود المفاوضة إلى التوصل لاتفاق سلمي بنهاية الشهر، وأنا أظن أن الاتفاق قابل للتوقيع وسيكون إيجابيا للعالم". وتابع "يمكن لنتنياهو ترديد مزاعمه عن كذب وخداع إيران، لكن المفاوضين على الطاولة يدركون ما يحصل في المفاوضات، لذلك من المؤسف أن يخرج شخص من خارج المفاوضات ليدلي بتلك الملاحظات، وعليه الإقرار بأن ما حصل في الكونجرس الأمريكي كان مفاجئًا لي". أشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إلى أن توقعات نتنياهو بشأن إيران وإمكانية أن تكون خاطئة تماما، جاءت بناء على توقعات سابقة له في العام 2002 بانهيار النظام الإيراني بعد سقوط نظام صدام حسين، وقال: "بعضنا عارض الحرب في العراق وتحدث علنا ضدها، واليوم نحن نعرف نتائجها، ولدينا الآن هذه التوقعات الجديدة عن إيران وعلينا أن نحكم عليها". وأضاف عنان، "هذه قضية تهم العالم بأسره، وهناك أشخاص في واشنطن يمكن وصفهم بالمتشددين يريدون إفشال هذه الصفقة، وأتمنى ألا يُكتب لهم النجاح في ذلك".