يوقع الروائي هاني دعبس روايته "الحب في زمن الثورة"، مساء الأحد 8 مارس في جناح دار بصمة بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب المقام في مسرح عبد الوهاب، وذلك بعد أن حققت الرواية نجاحًا كبيرًا بوصولها لقائمة ال10 كتب الأكثر انتشارًا ومبيعًا في الخليج. الرواية تعد العمل الأدبي الأول الذي يؤرخ ثورتي الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو، ونضال المصريين ضد جماعة الإخوان خلال سنة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وتدور أحداثها في إطار سياسي اجتماعي حول اثنين من شباب الثورة، طبيبة شاركت في إسعاف المصابين خلال الأحداث، وجيولوجي كان يقود المظاهرات ويطلق الهتافات التي تلهب حماس زملائه، حيث يتعرفان على بعضهما في خيمة المستشفى الميداني، فتنشأ بينهما قصة حب، ويشاركان في جميع الفعاليات السياسية والوطنية، وتتوالى الأحداث حتى تفقد البطلة حبيبها على يد الإخوان، ثم تتابع الرواية ما حدث بعد ذلك حتى إسقاط نظام مرسي والاستفتاء على الدستور والعمليات الإرهابية التي شهدتها مصر. وترصد الرواية جرائم الإخوان ضد أبناء الشعب المصري، وما تمارسه قناة الجزيرة من تحريض وكذب، وما يقوم به الإرهابيون ضد الجيش والشرطة والمواطنين الآمنين، ناقشت كذلك دور دولة قطر وافتراءات يوسف القرضاوي حيث التزم الكاتب فيها أيضا بخواص الرواية من تشويق وأسلوب أدبي، بالإضافة إلى استعمال الرموز التي لم تخل من الدلالة. ولم تغفل الرواية كذلك خاصيتها التشويقية وطبيعتها الأدبية اكتفاءً بموضوعها الوطني، فما ذكرته الرواية عن الطبيبة والجيولوجي ليس كل ما في قصة الحب بالطبع، فهناك بقية يجدها القارئ، وخيوط أخرى للأحداث تتشابك مع قصة الحب، ولا تبتعد كثيرًا عن محور الوطنية، ففي الرواية نصيب لجيل الآباء، ومشاركتهم في الثورتين وآراؤهم في الفعاليات الشبابية وحكاياتهم عن مظاهرات الستينييات، وحتى قصص الحب التاريخية، مما يمنح القارئ متعة الاستكشاف. ويختتم الكاتب روايته بجملة تصف فيها البطلة عن قصة حبها (إلى ما بعد الموت)، وهو ما قد يكون المراد منه توصيف علاقة المصريين بوطنهم من خلال قصة الحب، فالوطنية كذلك لا حدود لها، وخدمة الوطن إنما تنبع من الحب، لذلك نرى في الرواية تجسيدًا لما قاله الكاتب الروسي أنطون تشيخوف: "إذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل أي شيء".