قال مسؤول أمريكي رفيع، اليوم، إن السفير الأمريكي لدى اليمن سيتابع الأحداث اليمنية من جدة بالسعودية بعد إغلاق السفارة الأمريكية في صنعاء الشهر الماضي. وأوضح المسؤول، أن اختيار جدة يعكس المخاوف الأمنية واللوجستية والرغبة في عدم الإشارة إلى أي دعم أمريكي لتقسيم اليمن. وأصبح اليمن دولة موحدة في عام 1990 بعد أن أدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى تقويض اقتصاد الجنوب الشيوعي. وانسحب الدبلوماسيون الأمريكيون من السفارة في صنعاء، بعد أن سيّطر مقاتلون حوثيون على العاصمة ووضعوا الرئيس عبد ربه منصور هادي رهن الإقامة الجبرية عقب اقتحام مقره الخاص ومجمع الرئاسة في يناير. وبعد سنوات من الأزمة يواجه اليمن الآن خطر الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة تشمل متنافسين في نزاعات إقليمية وسياسية وقبلية وطائفية ضد بعضهم البعض في بلد يشترك في حدود طويلة مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. وفق وكالة "رويترز" للأنباء. وزار السفير الأمريكي، ماثيو تولر، "هادي" يوم الأحد في عدن العاصمة السابقة للجنوب التي انتقل إليها الرئيس، ما أثار تكهنات بأن واشنطن قد تتبع خطى السعودية ودول عربية خليجية اخرى نقلت سفاراتها إلى هناك. غير أن المسؤول الأمريكي الكبير، قال إن واشنطن لا تنوي أن يكون لها وجود دبلوماسي دائم في اليمن في الوقت الراهن. وقال إنه تم اختيار "جدة" لأن "تولر" يمكنه أن يعمل من القنصلية الأمريكية وذلك لعدم وجود منشأة دبلوماسية أمريكية في عدن -وهو ما يزيد المخاوف الامنية- ولان واشنطن لا تريد ان تعطي أي اشارة تأييد لتقسيم اليمن. وقال المسؤول الأمريكي، الذي تحدث هاتفيا إلى الصحفيين في مونترو حيث تجري محادثات أمريكية إيرانية بشأن البرنامج النووي لطهران "لم نرغب في ارسال أي اشارات متباينة من حيث رؤيتنا لمسار الوضع في اليمن". وأضاف المسؤول "السياسة الأمريكية تدعم يمنا موحدًا والحفاظ علي سلامة أراضي اليمن ولم نرغب في عمل أي شيء قد يشير إلى مراقبين آخرين بأننا ربما نفكر في تقسيم اليمن". وتشعر واشنطن بالقلق بشأن الأزمة المتفاقمة في اليمن بعد اجتياح جماعة الحوثي المدعومة من إيرانصنعاء في سبتمبر الماضي وتهميشها لحكومة هادي. واستأنف "هادي" مهامه الرسمية من المدينة الرئيسية في جنوب اليمن.