"بكت عيني" هذه ليست كلمات مشاري بن راشد العفاسي، وإنما كلمة تنطلق بحرقة من أفواه الشعب المصري بعدما أصبح البعض يتشاجر ويقتل بعضهم البعض ونسوا المصريين بأن "الاتحاد قوة لا يستهان"، والفرقة ضعف. انغرست الفتنة بداخلنا، فأصبحنا اضحوكة للجميع بعدما كنا مصريين مسلمين ومسيحيين، شخص واحد نفس واحد يدًا واحدة، في وجه من يريد خراب مصر والبطش بها، نريد بالفعل أن ننسى الغل والحقد الذي أصبح في قلوبنا ونزرع الود والحب في قلوب بعضنا البعض لتصبح مصر أم الدنيا أقوى دوله ولا يهزمها أي حاقد وفاسد. نريد أن نزرع في قلوب بعضنا البعض حبل متين يربط الشعب المصري لكي لا يصبح النيل منه شي بسيط، جاء النداء من المولى سبحانه وتعالى إلى هذه الأمة "وَاعْتَصِمُواْبِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا". وقصه قصيرة أيضا تحمل موعظة وعبرة كبيرة ربما تتعلق بحديثنا، العبرة تقول إنه ''في يوم من الأيام جمع حكيم أولاده جميعا ليعلمهم درسا من دروس الحياة، وقال لهم ائتوني بحزمة من الحطب، فلما أتوا بالحطب إليه أعطى كل واحد منهم عودا من الحطب. وقال لهم الأب اكسروا هذه الأعواد منفردين، فكسروها بسهولة ويسر، فجمع الأحطاب جميعا وجعلها في حزمة واحدة وطلب من كل واحد منهم أن يقوم بكسرها مجتمعة لا منفردة، إلا أنهم بذلوا ما يملكون من القوة والجهد فلم يستطيعوا كسرها. قال لهم الأب: أتعلمون لماذا استطعتم أن تكسروا الأخشاب المنفردة ولم تستطيعوا كسرها وهي مجتمعة؟ فأجاب عن ذلك قائلاً: إن في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف''. ليتنا نتعلم مرارا وتكرارا أن الأتحاد قوة، دعونا من الفتنة دعونا من العنف دعونا من الحقد والقتل والمشاحنات، لأن التفرقة والتشتت ضعف، ولن يقوي شعب على بناء وطن أو النهوض بأمة إلا بتلاحم الأبناء واتحادهم وترابطهم.