كتبت قبل عامين من الآن مقالاً عنوانه «تفنين الإخوان» يتحدث عن العمل السرى الإخوانى فى الفن، وكان تحديداً فى فبراير 2013 أى قبل عزل مرسى ب4 أشهر، واليوم أجدنى مدفوعاً إلى الحديث فى نفس الإطار بهدف الكشف بعيداً عن خداع الكلمات البراقة والمظهر النبيل والتخفى وراء وطنية الأغانى، وهنا أقصد حمزة نمرة الذى أثيرت بشأنه ضجة ظننت معها أننا أمام أزمة لكوكب الشرق أو العندليب، مع كامل الاحترام لمحاولات الشاب، وهنا لا أحمل على «نمرة»، بل أراه شاباً يسعى لتقديم نموذج فنى جيد ليس بالطبع عميقاً أو يصنفه نجماً للشباب، فتجربته ما زالت بكراً لم تصقل، وتحمل كثيراً من النواقص، وهذا أيضاً ليس بموضوعى، وهنا أحكى حكايتى مع «نمرة»، فقد كنت واحداً ممن قدموا هذا الشاب إلى الجمهور عبر فضائية «دريم»، أيام كان برنامج العاشرة مساء «برنامجاً» وليس «عتبة للإثارة وسما المصرى»، وبعدها اكتشفت أننى ليس إزاء شاب يدعى حمزة يقدم موضوعات غنائية عن الإنسان والتشارك والوطنية وتراث سيد درويش، بل أمام تجربة تشم إخوانيتها عن بعد فإن لم يكن الشاب إخوانياً، كما يردد دائماً، فإنه يعمل فى مؤسسة إخوانية حتى نخاع عامل النظافة فيها. فمؤسسته التى بدأ فيها هى «أويكينج»، ومقرها بريطانيا، وتعنى بالعربية «الصحوة»، وأنشئت تحت شعار «غناء نظيف هادف اجتماعى» بدأت إنتاجها بسلسلة ألبومات ل«سامى يوسف» وتلاه آخرون مثل ماهر زين ومسعود كورتيس وحمزة روبرتسون ونزيل أعظمى وحسين زهاوى. أرادت الشركة أن توسع نشاطها فى المنطقة، فسارعت إلى تنشيط إنتاجها وتنظيم حفلات لمطربيها فى المنطقة قبل وبعد الربيع العربى وكان هدفها استقطاب أصوات شابة، وركزت على لبنان ومصر وتونس، واختارت الشاب حمزة نمرة ليكون صوتها فى القاهرة فوقعت عقداً معه وأنتجت له عدة أغنيات صنعت له حضوراً بين الشباب. شخص لبنانى اسمه «وسيم ملك» يتولى التنسيق للشركة فى المنطقة العربية ويساعده فى الإدارة نجل راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة الاخونية فى تونس، الذى نظم لمطربى أويكينج عدة حفلات بعد إسقاط بن على. ونفس الشركة كانت تتولى أيضاً التنسيق لحضور مسئولى حركة النهضة إلى القاهرة، ومن بينهم وزير الخارجية التونسى السابق المتزوج من ابنة راشد الغنوشى..!! يمتد نشاط الشركة بين القاهرة وتركيا وتونس ومصر وقطر، لأنها تعمل وفق القول المأثور «إذا أردت التحدث إلى العالم فاصنع له أغنية»، فالإخوان يمكن أن يفعلوا أى شىء حتى الغناء للوصول إلى مأربهم، وإن لم يكن حمزة نمرة ليس إخوانياً فعليه أن يعلنها صراحة: من هى تلك الشركة التى عمل معها وملاكها؟ ولماذا يدير أعمالها نجل زعيم إخوانى عتيد فى المنطقة؟! أسئلة مشروعة فى زمن يركب فيه الجميع منصات البطولة ويضعون أنفسهم فى موقف المضطهد رغم أن المواقف الجديرة بالاحترام هى أن تعلن عن نفسك حتى ولو كانت انتماءاتك أو أفكارك ضد الجميع، فالمعارضة للأنظمة ليست عيباً بل هى حق مشروع، ولكن الانتماء لفكرة ظلامية وضعتنا فى سجالات الدم ليس إلا جريمة أخرى لفنان قدمه الإخوان..!!