أمام بوابة مستشفى إمبابة المركزى يقف رضا محمد عبدالله، شقيق عادل، قتيل انفجار إمبابة الذى وقع صباح أمس الخميس، على قدمين أرهقهما انتظار جثمان أخيه الخاضع للتشريح داخل أروقة المستشفى بأمر من النيابة، يحنى رأسه بين الحين والآخر فائضاً بالبكاء كلما تذكر أن أخاه يرقد قتيلاً داخل أروقة المستشفى. دموع تنزل ساخنة من شقيق القتيل «رضا» الذى يقول بعينين يشوبهما الاحمرار: «عادل كان عنده 28 سنة، وكان فى حاله وجدع وأطيب واحد فى اخواته»، ويضيف أن عادل كان يعمل فى محل «البيتزا» الذى انفجرت العبوة الناسفة فى محيطه، منذ أربع سنوات لكى يستطيع تدبير نفقات زواجه، وأنه كان يقيم فى شقته القريبة من محل عمله والتى استطاع أن يشتريها من إرث والديه المتوفين. «وكان بيجهز فى شقته علشان يخطب ويتجوز.. بس الموت سبقه». أفراد الأسرة الذين اجتمعوا فى محيط المستشفى فى انتظار الإفراج عن جثة أخيهم للبدء فى إجراءات الدفن، كانوا فى حالة من البكاء الهستيرى المتقطع، شقيقتان فى ثياب سوداء إعلاناً للحداد على الفقيد الشاب، وأشقاء فى هيئة بائسة، يبدو على الجميع آثار البكاء. ومنهم رضا الذى يشير إلى أن لعادل ثلاثة إخوة وأختين جميعهم متزوجون ما عدا الشاب القتيل الذى لقى مصرعه فى حادث الانفجار الذى وقع صباح أمس الخميس. تفيض عينا «رضا» بالدموع ويقول بصوت حاد: «كان متعلم ومعاه دبلوم تجارة، ودايماً كنت تلاقيه فى أى حاجة كويس متصدر الصورة، وكان هو الوحيد بين اخواته اللى بيودّنا وكل يوم جمعة لازم يكون وسطنا، وكان بيعامل عيالى وعيال اخواته كأنهم عياله هو من صلبه، وكل العيال كانوا متعلقين بيه قوى، حسبى الله ونعم الوكيل». فى الحديث عن محاسن الشاب الراحل لم يتكلم «رضا» بمفرده، وإنما التقط خيط الحديث منه شقيقه الثانى «أحمد» الذى أضاف أن الشاب العشرينى ضحية التفجير «عادل» كان يعمل فى محل تحضير وبيع البيتزا من الساعة الحادية عشرة ليلاً، وحتى الساعة السادسة صباحاً، وأنه كان من المفترض أن يغادر فى السادسة صباحاً، قبل انفجار القنبلة، ولكن «اتأخر علشان الموت يلحقه، قدره ونصيبه». ويشير «أحمد» إلى أن شقيقه «كان صاحب واجب لدرجة إنه كان فيه حالة وفاة عند واحد من جيرانه، وكان هو اللى واقف مكان أهالى المتوفى يستقبل المعزين لدرجة خلت الناس تستغرب». واصل أشقاء عادل، ضحية حادث الانفجار، البكاء الذى تصاعد بشكل لافت عندما جاءت شقيقاتهم إلى مستشفى إمبابة استعداداً لتستلم الجثمان الذى انشق نصفين من قوة انفجار العبوة الناسفة التى تركها مجهول فى محيط محل عمل الشاب الذى لم يجاوز ال28 ربيعاً والذى ظلت جثته قيد المعاينة داخل المستشفى حتى ساعات الظهيرة.