أكد الدكتور أحمد العكازى، مدير المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن المركز يدرس كل ما يستجد من خامات جديدة ويضع لها الشروط والمعايير ليتم إقرارها وتداولها، مشيراً إلى أنه تم اعتماد العديد من الخامات الجديدة، كمخلفات صناعات السكر والعجائن والزيوت والعطور و«الأزولا المجففة» و«مستخلص الأسبيرولينا»، لتوفير بدائل للأعلاف التقليدية، كاشفاً عن أنه يتم يومياً ترخيص عشرات خطوط الإنتاج لخامات وإضافات أعلاف جديدة بعد إثبات الكفاءة والسلامة وتجانس المنتج النهائى.. وإلى نص الحوار: اعتمدنا خامات جديدة كمخلفات صناعات السكر والعجائن والزيوت والعطور ما أفضل البدائل المحلية المتاحة حالياً للأعلاف التقليدية المستوردة التى زادت أسعارها مؤخراً؟ - فى الواقع هى ليست بدائل للأعلاف، فالعلف هو غذاء الحيوان، وكلمة الغذاء اصطلاحاً لا تعنى الطعام الذى يعنى كل ما يمكن تناوله عن طريق الفم، أى قد يكون له قيمة كغذاء وقد لا يكون كذلك، لأن الغذاء مقصود به ما يمد الحيوان باحتياجاته اليومية من العناصر الغذائية المختلفة، وهذه العناصر إجمالاً ومرتبة تنازلياً من حيث الكمية، هى: الطاقة (ويستعملها الحيوان فى الحفاظ على درجة حرارة الجسم وإتمام العمليات الحيوية كالحركة والتكاثر وغيرهما)، والبروتين (وهو مادة البناء والنمو والمناعة)، والمعادن والفيتامينات (التى يستعملها الحيوان لبناء العظام وكمضادات أكسدة وكوسائط إنزيمية لإتمام العمليات الفسيولوجية بجسم الحيوان). وهناك مصادر معروفة ودارجة الاستعمال لكل من تلك الأقسام، فالذرة والحبوب الغنية بالنشا مثل السورجم والشعير والذرة الرفيعة وغيرها هى المصادر التقليدية للطاقة فى الأعلاف، والتى تمثل حوالى أكثر من 50٪ من علائق الدواجن، وحوالى 35٪ من علائق المجترات والأسماك. ومن جهة أخرى كان ومازال كُسب فول الصويا الذى يتميز بارتفاع نسبة البروتين التى تصل فى المتوسط إلى 45٪ هو مصدر البروتين الأكثر استعمالاً فى الأعلاف وفى علائق الدواجن بصورة خاصة. والمقصود بالأعلاف غير التقليدية أو غير الدارجة أنها بدائل لتلك المكونات التى نطلق عليها العلائق المركزة والتى تحتوى على نسب كبيرة من الطاقة والبروتين. وهل ثمة فروق واضحة بين أعلاف الحيوانات المنتجة للحوم الحمراء وتلك المخصصة للدواجن والأسماك؟ - فى المجترات، وهى مصدر اللحوم الحمراء، يتميز الجهاز الهضمى لها بمعدة أو بالأحرى «كرش»، وهو جزء من معدتها المركبة يحتوى على عدد كبير من البكتيريا والبروتوزوا المحللة للألياف، والتى تحولها إلى مواد سكرية قابلة للامتصاص، وتنمو هذه البكتريا والبروتوزوا وتتحول إلى بروتين ميكروبى قابل للامتصاص أيضاً فى الجزء السفلى من الجهاز الهضمى للمجترات. أى إن آكلات العشب تستطيع أن تكون احتياجاتها من البروتين والطاقة من المواد الفقيرة غذائياً بالنسبة للحيوانات وحيدة المعدة، وهذا ما يجعلنا نفكر دائماً فى تركيب علائق للمجترات من مواد خشنة لم تكن تُستعمل من قبل، ويمكن أن نوضح المقصود بالأعلاف غير التقليدية للمجترات، فمثلاً البرسيم والدريس أعلاف تقليدية، أما السيلاج، القش المعامل باليوريا والأمونيا، فأعلاف غير تقليدية. نُرخص العشرات من خطوط الإنتاج يومياً لاستخدام خامات وإضافات أعلاف جديدة ما أبرز الجهود البحثية التى تقومون بها للتوصل لأعلاف غير تقليدية؟ - تهدف بحوث تغذية الحيوان إلى إيجاد حلول بديلة تضمن استدامة الإنتاج وتوفير تلك البدائل طول العام. وبحوثنا تهدف إلى رفع القيمة الغذائية للمواد الخشنة بالمعاملات الكيميائية والإنزيمية والميكروبيولوجية المختلفة ودراسة الظروف المثلى للسيلجة (أى عملية تحويلها إلى سيلاج أو علف) والكمر، وحساب التكلفة والجدوى الاقتصادية لتلك البدائل. ثم التدريب والإرشاد للمربين والمزارعين على هذه الطرق وعلى الخطوات والمحاذير الواجب اتباعها للحصول على علف يحقق عائداً اقتصادياً. ومن جانب آخر تدرس لجنة مواصفات الأعلاف بالمركز الإقليمى للأغذية والأعلاف كل ما يستجد من خامات جديدة وتضع لها الشروط والمعايير التى يمكن أن تقر الخامة وتتداول على أساسها. وقد أقرت اللجنة العديد من الخامات الجديدة، وأضيفت إلى (كاتالوج) الخامات الملحق بالقرار الوزارى 1498 الخاص بالأعلاف وخاماتها وإضافاتها مثل الفيناس (أحد مخلفات صناعة السكر)، والباجاس (مصاصة القصب)، ومخلفات صناعة العجائن، ومخلفات استخلاص الزيوت والعطور، والأزولا المجففة، ومستخلص الأسبيرولينا، والجيلاتين كمنتج ثانوى لصناعة الجلود، والعديد من الأكساب والخامات والإضافات الأخرى لتوفير بدائل للأعلاف التقليدية لا يتسع المجال لسردها جميعاً. إلى أى حد وبأى نسبة يمكن أن تحل هذه البدائل محل الأعلاف المستوردة؟ - لا أستطيع الجزم برقم، ولكن هذه الخامات والإضافات الجديدة -بدون شك- تمثل إضافة إيجابية، وقد قرأنا مؤخراً عن مصنع علف أرمنت الذى أدخل المخلفات الخشنة لصناعة السكر من القصب فى العديد من تراكيب أعلاف المجترات، وازداد عدد وحدات تدوير مخلفات المجازر المعاملة بالضغط والحرارة، ويرخص قطاع الإنتاج الحيوانى والمركز الإقليمى كل يوم عشرات خطوط الإنتاج لخامات وإضافات أعلاف جديدة بعد إثبات الكفاءة والسلامة والخلو من موانع الاستعمال وتجانس المنتج النهائى ووضع الظروف المثلى للتصنيع والتداول والتخزين وتوصيات الاستعمال، والحيوان المستهدف، ونسب الإضافة إلى العلائق. هل تعطى هذه البدائل نفس النتائج التى تحققها الأعلاف المستوردة، من حيث جودة وكمية المنتج؟ - لا يتم تسجيل تركيبة علفية إلا بعد ثبوت كفاءتها وسلامتها ومعاينة خط إنتاجها، ويُراعى فى هذه التسجيلات كلها أن تكون متوازنة وتغطى احتياجات الحيوان والحالة الفسيولوجية والمرحلة العمرية وغيرها. ما نسب الوفر فى العملة الصعبة والتكلفة والسعر النهائى للمستهلك التى يمكن تحقيقها من وراء استخدام هذه البدائل؟ - بدون شك ستكون هناك نسب وفر كبيرة فى فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة، وبالتالى سيستفيد المستهلك النهائى أو المواطن المصرى حتى وإن كان الثمن واحداً، وذلك لأسباب عديدة، منها توفير العملة الصعبة لجوانب أخرى لا يمكن الاستغناء عنها، وفتح وحدات إنتاجية جديدة وتوفير فرص عمل فى عمليات إعادة التدوير، وتخفيف الحمل على البيئة من إعدام تلك المخلفات أو عدم استخدامها الاستخدام الأمثل، ثم إن فكرة الاكتفاء الذاتى، ولو النسبى، فى بعض خامات وإضافات الأعلاف سوف تقلل تكلفة الإنتاج، وبالتالى تحدث وفرة فى السلع مثل اللحوم الحمراء. بخلاف البدائل العلفية المتاحة الآن، ما رؤيتكم لحل مشكلة الأعلاف وإتاحتها محلياً، على المدى القريب والمتوسط والبعيد؟ - من وجهة نظرى أن التخطيط الجيد هو أحد أهم عوامل نجاح أى مشروع، ووزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية دائماً يأخذان بأسباب التكامل، فحبذا لو تضافرت الجهود فى تحقيق رؤية الوزارة والمركز فى كل جوانب الموضوع والتى تتمثل فى التوسع فى زيادة الرقعة الزراعية واستزراع محاصيل الأعلاف الأكثر إنتاجاً والأكثر تحملاً للإجهاد الملحى والتغيرات المناخية والجفاف، والتطبيق الجيد للزراعة التعاقدية لتوفير جزء من المحاصيل الاستيراتيجية عوضاً عن المستورد، والتوسع فى عمليات تدوير المخلفات الزراعية التى تشمل مخلفات المزرعة ومخلفات التصنيع الزراعى، والعمل على تقليل الفاقد والهدر من تلك المنتجات بتوفير أماكن التخزين الكافية لتخزين الاحتياطيات ومكافحة الآفات الزراعية، وغيرها من الجهود الكثير، وكلها طرق لتحقيق الأمن الغذائى ولتقليل فاتورة الاستيراد. قانون تنظيم الأعلاف القرار المنظم للأعلاف وخاماتها وإضافاتها وتداولها سمح بإدراج ما يستجد من خامات وإضافات وطرق فى تصنيع الأعلاف، وهناك العديد من الخامات والإضافات بالفعل تمت إضافتها إلى (كتالوج) الخامات بعد عرضها على لجنة مواصفات الأعلاف التى يتم تشكيلها طبقاً للقرار الوزارى المنظم للأعلاف، وتنعقد اللجنة بصورة دورية بالمركز الإقليمى للأغذية والأعلاف، وتضم أساتذة فى تغذية الحيوان وسلامة الغذاء والتلوث من المركز ومعهد بحوث الإنتاج الحيوانى والجامعات المختلفة، وتراعى اللجنة فى كل الأطروحات المعروضة مبدأى السلامة والكفاءة وتنتهج ما تتبعه الجهات المسئولة عن تسجيل الأعلاف والأغذية فى العالم مثل الاتحاد الأوروبى وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية.