تصاعدت أزمة الوقود أمس بمختلف المحافظات على الرغم من الحملات التى تشنها الأجهزة الرقابية ومباحث التموين لضبط مهربى الوقود المدعم بالسوق السوداء. وشهدت القرى فى محافظة المنيا أزمة نقص شديدة للسولار فى ظل النشاط الملحوظ لتجار السوق السوداء على محطات البنزين وغياب الرقابة التموينية، خاصة فى القرى المتطرفة التى لم يجد أبناؤها وسيلة للحصول على السولار إلا من خلال تجار السوق السوداء وبأسعار مضاعفة. وأكد عبدالنعيم كيلانى عبدالوهاب (50 سنة)، فلاح من ديرمواس، أن تجار السوق السوداء يستقرون بجراكن السولار والبنزين على الطرق السريعة والفرعية بمركزى ملوى وديرمواس ويبيعونها علناً على مرأى ومسمع من الجميع، الأمر الذى ترتب عليه عدم حصول المزارعين على نقطة واحدة من السولار. فى الوقت نفسه، تمكنت مباحث التموين بالمنيا من ضبط 225 لترا من السولار وكذا 125 لترا من البنزين المدعم. وتكدست الشاحنات فى قنا أمام المحطات، الأمر الذى أدى إلى إصابة حركة المرور بالشلل التام وحدوث اشتباكات بين السائقين وتجار السوق السوداء. وفى المنوفية اشتكى الفلاحون من قلة السولار وهلاك محاصيلهم بسبب توقف تشغيل مواتير المياه لرى الأراضى، وارتفعت صفيحة السولار من 11 إلى 45 جنيهاً والبنزين من 18 إلى 35 جنيهاً فى السوق السوداء. وكشفت الإدارة العامة لمباحث التموين عن تواطؤ مسئولى شركة منتجات بترولية مع صاحب محطة وهمية بتوريد 141 مليون لتر سولار وبيعها بالسوق السوداء فى البحيرة. وقال اللواء أحمد الموافى، مدير الإدارة العامة لمباحث التموين: إنه بفحص الواقعة تبين قيام صاحب المحطة الوهمية بالاستيلاء على كمية من المواد البترولية بالتواطؤ مع مسئولى شركة بترولية دون إخطار الجهات المعنية، وهى الهيئة العامة للبترول أو وزارة التموين، بالإضافة إلى عدم إنشاء محطة بمركز بدر. وأضاف أنه تبين أن الكميات المنصرفة خلال الفترة من عام 2009 وحتى تاريخه بلغت 141 مليونا و39 ألفا و100 لتر سولار تم بيعها بالسوق السوداء.
