يرى مراقبون أن التفجيرات التي نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحي، تأتي في ضوء إصرار بعض القوى الغربية على "تقنين وضع الجماعات الإرهابية" بدلًا من الحكومة الشرعية في البلاد. وحسب ما أفادت قناة "سكاي نيوز"، واجهت زيارة وزير الخارجية الليبي في نيويورك هذا الأسبوع والتي كان هدفها رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، رفضًا من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وقطر بحجة "ضرورة وجود حكومة وحدة وطنية" بديلًا للحكومة الشرعية التي اختيرت من قبل برلمان منتخب اختار الليبيون ألا يسيطر الإخوان عليه. وجاءت ردود الفعل أن الغرب "يخشى من وصول السلاح إلى الأيدي الخطأ" في ليبيا، متناسين أن التدخل العسكري في ليبيا قبل أربعة أعوام هو ما أدى إلى ظهور تلك الجماعات الإرهابية. ويقول البروفيسور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، إن الغرب يريد "رمي الأزمة في ليبيا علي الأممالمتحدة"، مشيرًا إلى أن جماعة أنصار الشريعة هي التي اغتالت السفير الأمريكي ببنغازي في 2012. وأضاف "جرجس" أن الغرب مستعد للتعامل مع الشيطان لتفادي أي علاقة بالأزمة في ليبيا، علي حسب قوله، وأنهم يرون الإخوان جزءًا من المشهد الليبي، ومن ثم يصرون على إشراكهم في السلطة. وتتجاهل الولاياتالمتحدة وبريطانيا، ومعهم قطر وتركيا، الحكومة الشرعية التي أجبرتها الجماعات الإرهابية المسلحة على الخروج من العاصمة طرابلس إلى طبرق. وكانت كل محاولات ما سمي ب"تشكيل حكومة وحدة وطنية" هي إصرار على إشراك الإخوان والجماعات الإرهابية المسلحة في السلطة، وبدأ هذا بمحاولة مفاوضات الجزائر بدعم قطري وتركي والتي فشلت، ثم حوار المغرب الآن الذي تقول الحكومة الشرعية إنه محاولة جديدة للالتفاف على الشرعية. ونشرت صفحة رئاسة أركان القوات الجوية في الجيش الليبي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بيانًا جاء فيه "أردنا أن نطلعكم بما يجري في هذه اللحظات تحديدًا على طاولة المفاوضات التي تجري في المغرب برعاية الدول الكبرى وتنسيق السيد برناندينو ليون: المطلوب هو الخروج بحكومة توافق في ظرف أسبوع واحد فقط، وبعدها سيتم استخدام قوات فجر ليبيا وستتم شرعنتها بشكل أو بآخر حتى تستخدم في قتال تنظيم داعش على الأراضي الليبية".