وفد من جامعة ماسترخت الهولندية يزور جامعة كفر الشيخ لبحث التعاون    22 صورة لزيارة وزير الإسكان لمدينة العلمين الجديدة    وزير التجارة ونظيره التركي يبحثان سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين    عُزلة السفاح !    الرئيس التشيكي يعرب عن قلقه إزاء صعود الأحزاب الهامشية في أوروبا    ليفربول يشيد بتألق صلاح وتسجيله هدف تعادل مصر أمام غينيا بيساو    يورو 2024| منتخب فرنسا يحلم بمعادلة ألقاب إسبانيا وألمانيا .. إنفوجراف    محافظ السويس يكرم أوائل الإعدادية العامة والأزهرية    الرئيس التنفيذي لآبل يعلن إطلاق Apple Intelligence    العرض الخاص اليوم.. خالد النبوي يروج لفيلم "أهل الكهف"    قيادى بفتح: الرئيس محمود عباس يتمتع بصحة جيدة وسيشارك غدا فى مؤتمر البحر الميت    الإفتاء: النبي لم يصم العشر من ذي الحجة ولم يدع لصيامها    إرشادات للحفاظ على الوزن المثالي خلال إجازة عيد الأضحى    روغوف: القوات الروسية تعزز مواقعها في بلدة أوروجاينويه بدونِتسك الشعبية    لميس الحديدي تكشف عن سبب إخفائها خبر إصابتها بالسرطان    إيرادات الأحد.. "شقو" الثاني و"تاني تاني" في المركز الأخير    محمد ممدوح يروج لدوره في فيلم ولاد رزق 3    منطقة سوهاج الأزهرية تنظم ندوة للتوعية بترشيد استهلاك المياه    تعرف على الأضحية وأحكامها الشرعية في الإسلام    الدعم العينى.. أم الدعم النقدى؟    طريقة عمل الكيكة العادية الهشة، ألذ تحلية لأسرتك    "وطني الوحيد".. جريدة المصري اليوم تكرم الكاتب مجدي الجلاد رئيس تحريرها الأسبق    عزة مصطفى عن واقعة مدرس الجيولوجيا: شكله شاطر    أمين الفتوى: الخروف أو سبع العجل يجزئ عن البيت كله في الأضحية    تطورات جديدة حول اختفاء طائرة نائب رئيس مالاوي ومسؤولين آخرين    تكريم أحمد رزق بمهرجان همسة للآداب والفنون    أول رد من جامعة الإسكندرية على فيديو رفض إعطاء مريضة سرطان جرعة كيماوي    «الصحة» تنظم برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية    10 صور ترصد استطلاع محافظ الجيزة أراء المواطنين بالتخطيط المروري لمحور المريوطية فيصل    مصر تتربع على عرش جدول ميداليات البطولة الأفريقية للسلاح للكبار    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    كوريا الشمالية ترسل مزيداً من النفايات نحو الشمال.. وتحذر من رد جديد    موعد محاكمة ميكانيكي متهم بقتل ابن لاعب سابق شهير بالزمالك    قصور الثقافة تواصل فعاليات ورشة إعادة تدوير المخلفات بالإسماعيلية    المرصد المصري للصحافة والإعلام يُطلق حملة تدوين في "يوم الصحفي المصري"    غدًا.. ولي عهد الكويت يتوجه إلى السعودية في زيارة رسمية    سفر آخر أفواج حُجاج النقابة العامة للمهندسين    قافلة جامعة قناة السويس الطبية تفحص 115 مريضًا ب "أبو زنيمة"    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    الدرندلي: أي مباراة للمنتخب الفترة المقبلة ستكون مهمة.. وتحفيز حسام حسن قبل مواجهة غينيا بيساو    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد قوات الدفاع الجوي: نمتلك إحدى أقوى المنظومات الدفاعية في العالم
نشر في الوطن يوم 26 - 06 - 2023

أكد الفريق محمد حجازى، قائد قوات الدفاع الجوى، أن مصر تمتلك واحدة من أعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم، بما يمكّنها من الحفاظ على قدسية سماء مصر سلماً وحرباً، مؤكداً أن المستوى الراقى ل«حماة السماء» وكفاءاتها القتالية العالية دفع دول العالم للسعى للتعاون معها فى التسليح والتدريب، بجانب الحرص على تطبيق سياسة تنويع مصادر السلاح وفق خطط مدروسة.
وأضاف قائد قوات الدفاع الجوى، فى حوار ل«الوطن»، بمناسبة العيد ال53 ل«حماة السماء»، أن هناك عدائيات جوية حديثة كثيرة، لكن التحدى الأكبر هو «الطائرات بدون طيار»، مؤكداً وجود دعم كبير من القيادتين السياسية والعسكرية لتوفير أحدث الأنظمة بما يُمكِّننا من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.
وشدد الفريق محمد حجازى على أن كلية الدفاع الجوى تُخرِّج ضباطاً قادرين على التعامل مع أحدث الأسلحة والمعدات ذات التقنية الحديثة والمعقدة، موضحاً أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء الأكاديمية العسكرية المصرية تأتى لتطوير أداء «الضابط المصرى»، وهناك خطة من 5 محاور لتطوير كلية الدفاع الجوى، إحدى الركائز الأساسية ل«الأكاديمية العسكرية المصرية»، لافتاً فى الوقت ذاته إلى تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية داخل «كلية الدفاع الجوى».
وأكد أن ثروة قوات الدفاع الجوى الحقيقية والأساسية تتمثل فى «الفرد المقاتل» الذى يُعتبر ركيزة أساسية للمنظومة القتالية، مشيراً إلى الحرص على تأهيل مقاتلى الدفاع الجوى وتأهيلهم معنوياً ونفسياً وبدنياً وفنياً وصولاً لأعلى درجات الاحتراف والكفاءة القتالية، ومشدداً على أن قوات الدفاع الجوى تعمل ليل نهار سلماً وحرباً فى كل ربوع مصر لحماية سماء «الجمهورية الجديدة» ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها، وإلى نص الحوار:
عيد قوات الدفاع الجوي
* لماذا اختير يوم «30 يونيو» عيداً لقوات الدفاع الجوى؟
- فى 1 فبراير 1968 صدر القرار الجمهورى رقم (199) بإنشاء قوات الدفاع الجوى، لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات فى ذلك التوقيت «فانتوم، وسكاى هوك»، ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة آنذاك، تم إنشاء «حائط الصواريخ». ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف، تمكنت تجمعات الدفاع الجوى، صباح يوم 30 يونيو عام 1970، من إسقاط طائرتين فانتوم، وطائرتين سكاى هوك، وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم.
وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات، حتى وصل الأمر إلى إسقاط 12 طائرة إسرائيلية بنهاية الأسبوع، وهو الأسبوع الذى أُطلق عليه «أسبوع تساقط الفانتوم»، ليُتخذ يوم 30 يونيو عام 1970 عيداً لقوات الدفاع الجوى، وهو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية.
* هل يمكن أن نلقى الضوء للأجيال الجديدة على «حائط الصواريخ».. ما هو وكيف تم إنشاؤه؟
- «حائط الصواريخ» هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية، وذلك فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية، والأهداف الحيوية، والقواعد الجوية، والمطارات على طول الجبهة غرب القناة، مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كيلومتراً شرق قناة السويس.
وتم إنشاء هذه المواقع وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وتم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، وهنا يجب الإشارة إلى التلاحم بين الشعب المصرى وأبنائه من قوات الدفاع الجوى أثناء الإعداد والتجهيز للحرب، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثلة فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات، وبين رجال الدفاع الجوى ومن خلفهم أبطال الشركات المدنية للإنشاءات أثناء تجهيز الدشم المحصنة، وتوفير الوقاية المباشرة لهذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات.
ورغم التضحيات العظيمة التى تحمّلها رجال الدفاع الجوى والمدنيون من شعب مصر العظيم، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده.
حائط الصواريخ
* وما الذى جرى تنفيذه لمواجهة هذا الأمر؟
- درس رجال الدفاع الجوى بناء «حائط الصواريخ» باتباع أحد خيارين، أولهما القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام، واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات، وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والخيار الثانى هو الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة ب«أسلوب الزحف البطىء»، وذلك بإنشاء تحصينات كل نطاق، واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له، وهو ما استقر الرأى عليه، وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة، وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية.
* وما الذى تحقق حينها؟
- جسّدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى ملحمة عطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وفى منع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس، وخلال 5 أشهر، بدءاً من أبريل حتى أغسطس عام 1970، استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم، وسكاى هوك، وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970.
وصرحت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل فى حيرة حينها، قائلة: «إن كتائب الصواريخ المصرية كعش الغراب، كلما دمرنا إحداها نبتت أخرى، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.
نجاحات قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر
* وكيف نجحت قوات الدفاع الجوى فى «تحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل» فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهى، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب، ولكن سنكتفى بذكر نبذة عن دور «حماة السماء» فى الحرب، لكن أولاً ينبغى معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور فى ذلك الوقت؛ حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات «ميراج» من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات «الفانتوم» و«سكاى هوك»، حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة من أنواع مختلفة.
وبدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة فى أكتوبر 1973 من خلال استكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالى، واكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة «سام - 3 (البتشورا)»، وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ «سام -6» فى عام 1973.
وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى «الاستراتوكروزار» صباح يوم 17 سبتمبر 1971.
وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل مساحة مصر كلها، بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية.
ونلفت إلى أن العدو الإسرائيلى، خلال اليوم الأول للقتال يوم 6 أكتوبر، هاجم القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى، وتوالت بعدها الهجمات الجوية بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 7 أكتوبر، وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسْر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة لا تقل عن 15 كيلومتراً.
وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 نفذ العدو هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار، ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 «أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها، ثقيلة بدمائها».
* ننتقل للحاضر.. لماذا تُصنَّف منظومة الدفاع الجوى المصرية من أعقد منظومات الدفاع الجوى؟
- هناك صراع دائم ومستمر بين منظومات الدفاع الجوى وأسلحة الجو المتمثلة فى العدائيات الجوية الحديثة التى أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة بل شملت أسلحة الهجوم الجوى الحديثة المسلحة بها، وبرز حالياً التحدى الأكبر وهى الطائرات الموجهة بدون طيار بتعدد استخداماتها وأساليبها وإمكانياتها، وأضيف عليها الصواريخ البالستية، والطوافة، وكافة أنواع الأسلحة الذكية ذات الأبعاد المتعددة والمزودة بإمكانيات تكنولوجية وفضائية، كما أن التطور فى العدائيات المحتملة مستمراً بظهور الصواريخ فرط الصوتية ما يستوجب وجود منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقية أو الغربية بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم وهذا يتطلب جهداً كبيراً ليتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل، وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات ويتم بناء المنظومة من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادار ذات مديات مختلفة تقوم بأعمال الكشف والإنذار وعناصر مراقبة جوية بالنظر، بالإضافة إلى عناصر إيجابية من المقاتلات والصواريخ والمدفعية المُضادة للطائرات، والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية للدولة وعن التشكيلات التعبوية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
ووصولاً إلى مستوى الحماية الذاتية، تتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة على مختلف المستويات تعمل فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.
وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة اهتماماً كبيراً بدعم قوات الدفاع الجوى بتوفير أحدث الأنظمة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية، وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوى من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.
* لو راجعنا سيناريوهات الحروب الحديثة، نجد أن تحييد سلاح الدفاع الجوى أسبقية أولى فى أى حرب.. ما رأيك فى هذا الأمر؟
- نتيجة المتغيرات الحادة التى تشهدها الساحة الدولية اليوم والتطور السريع والحاد فى تكنولوجيا التسليح؛ فإن امتلاك قوة الردع وأساليب مجابهتها أصبح أكثر طلباً وأشد إلحاحاً، وأصبحت القوة العسكرية لأى دولة من المتطلبات الأساسية للدفاع عن الحقوق ولحماية المصالح ولدرء المعتدين صوناً لأمنها القومى وأصبحت الحروب وتطورها مبنية على العلم والتكنولوجيا.
وتظهر أهمية دور الدفاع الجوى والتركيز على تحييده دائماً فى بداية العمليات العسكرية من خلال طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه من تأمين المجال الجوى وتأمين التجمعات الرئيسية للقوات المسلحة والأهداف الحيوية المهمة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وعند تحييد الدفاع الجوى يصبح لدى العدو الفرصة للحصول على السيطرة الجوية، وامتلاك مسرح العمليات وتحقيق التأثير على كافة الأهداف وخاصة فى ظل التوسع فى استخدام الهجمات السيبرانية والعدائيات الجوية الحديثة من أسلحة ذكية وصواريخ طوافة وطائرات بأنظمة غير مأهولة وأنظمة حرب إلكترونية بصورها ومدياتها المختلفة كل ذلك لتحييد عناصر الدفاع الجوى، وذلك يتطلب استعداداً قتالياً وكفاءة قتالية عالية فى السلم والحرب لاستيعاب التكنولوجيا المتقدمة، وهنا أؤكد أن رجال الدفاع الجوى هم عيون مصر الساهرة.
* تحرص قواتنا المسلحة على التعاون العسكرى مع الكثير من دول العالم.. كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟
- هناك اهتمام دائم من قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية ونتيجة للخبرات والمستوى التدريبى العالى لقوات الدفاع الجوى تسعى الدول الصديقة والشقيقة للتعاون العسكرى بمجالاته المختلفة فى ظل العلاقات السياسية المتنوعة وأهميتها بالمحيط الإقليمى والدولى وهذا يتم تنفيذه فى قوات الدفاع الجوى من خلال ثلاثة مسارات.
* وما هى هذه المسارات الثلاث؟
- المسار الأول هو تنفيذ التدريبات المشتركة مثل «التدريب (المصرى - الأمريكى) المشترك النجم الساطع، والتدريب (المصرى - اليونانى - القبرصى) المشترك ميدوزا، والتدريب البحرى (المصرى - الفرنسى) المشترك كليوباترا، والتدريب (المصرى - الأردنى) المشترك العقبة، والتدريب (المصرى - الكويتى) المشترك اليرموك، والتدريب العربى المشترك (درع العرب)، وذلك لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول.
وهناك تدريبات ذات طبيعة خاصة بقوات الدفاع الجوى تتميز بالتخصصية مثل التدريبات مع الجانب الأمريكى لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار، والتدريب (المصرى - الروسى) المشترك (سهم الصداقة)، والتدريب (المصرى - الباكستانى) المشترك «حماة السماء»، والتدريبات الخاصة بقوات الدفاع الجوى بحضور المراقبين من اليونان وقبرص والبحرين وباكستان والسعودية، ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات.
ونظراً للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى، تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث) معنا مثل الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، جمهورية باكستان، الهند، اليونان، قبرص.
* وماذا عن المسار الثانى للتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة؟
- المسار الثانى للتعاون هو تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقة والصديقة لدراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة، وكذلك التأهيل العلمى بالدراسات العليا الدكتوراه والماجستير من الخارج لمواكبة التطور التكنولوجى للمعدات.
والمسار الثالث، هو تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات، والمحافظة على حالة الاستعداد القتالى لمنظومة الدفاع الجوى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً وتقديم الدعم الفنى فى إطار التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة والاشتراك بالمعارض الدولية للاطلاع على أحدث ما وصلت إليه ترسانة التسليح العالمية كما نشترك بمعرض EDEX الذى يعتبر لبنة أساسية فى المنافسة والتطوير لأنظمة التسليح.
* وما دور كلية الدفاع الجوى فى إعداد رجال قوات الدفاع الجوى؟
- تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط؛ فمنذ إنشاء مدرسة المدفعية المضادة للطائرات فى مصر كأول نواة لتدريب ضباط الدفاع الجوى، وما أعقبه ذلك من صدور أمر تشكيل كلية الدفاع الجوى فى يوليو 1974، وكأحد الدروس المستفادة بعد حرب أكتوبر، تم تطوير الدراسة بها بإدخال التعليم الهندسى لمواكبة التطور التكنولوجى فى أسلحة ومعدات الدفاع الجوى الحديثة فى سبتمبر 1979.
ونظراً لأهمية دور كلية الدفاع الجوى فى الوصول بخريجى كلية الدفاع الجوى لأعلى المستويات العلمية لا تتوقف أعمال التطوير والتحديث فى المناهج العلمية الهندسية والتكنولوجية والمعامل الهندسية لضمان تخريج ضباط قادرين على التعامل مع أحدث الأسلحة والمعدات ذات التقنية الحديثة والأنظمة الإلكترونية المعقدة، وهو ما يظهر جلياً فى الأنشطة العلمية لمدرسى وطلبة الكلية خلال فترة الدراسة والمشاريع الهندسية لخريجى الكلية التى يمكن اعتبارها نواة لكافة بحوث تطوير (أسلحة الدفاع الجوى / المقلدات).
ولا يقتصر دور كلية الدفاع الجوى على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة، وتنفيذ التدريب العملى من خلال الفصول التعليمية والتى بها أجزاء ومقاطع من محطات الصواريخ الحقيقية باستخدام الوسائط المتعددة ومساعدات التدريب المتطورة والمقلدات التى تحاكى المعدات الحقيقية، وكذلك حضور إحدى مراحل معسكرات التدريب المركز لوحدات فرعية للدفاع الجوى يتم خلالها التدريب على تنفيذ رمايات حقيقية لأنواع مختلفة من الصواريخ المضادة للطائرات.
* وما أبرز محاور وخطط تطوير كلية الدفاع الجوى؟
- فى إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء الأكاديمية العسكرية المصرية لتطوير أداء الضابط المصرى، تقوم قوات الدفاع الجوى متمثلة فى الكلية باتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور، منها تطوير أسلوب اختيار أعضاء هيئة التدريس، وتحديث المناهج الدراسية.
* وما تفاصيل تطوير كلية الدفاع الجوى؟
- يقوم التطوير على 5 محاور رئيسية، أولها تطوير أسلوب اختيار أعضاء هيئة التدريس بترشيح الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات، أما المحور الثانى؛ فيتمثل فى تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية، بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجى فى الأسلحة والمعدات والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسى وزيادة الأقسام الهندسية من الميكاترونيكس وأنظمة الحاسب الآلى بجوار قسم الاتصالات، والتى تساعد ضباط الدفاع الجوى على تطوير الأداء.
وتتضمن محاور وخطط تطوير أداء كلية الدفاع الجوى، على تطوير طرق وأساليب التدريس وابتكار مساعدات تدريب متطورة من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسية باستخدام «المالتى ميديا»، كما نطور البيئة التعليمية بالكلية، خاصة فى إطار إنشاء الأكاديمية المصرية العسكرية، والتى تمثل طفرة لم تشهدها مصر من قبل، ويشمل التطوير «المكتبات، وميادين الرماية والتدريب، والفصول التعليمية المتطورة، والمعامل الهندسية، ومستشفى، والمنشآت الرياضية المختلفة»، أما المحور الخامس؛ فهو «تطوير أداء البحث العلمى» بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى (بالقوات المسلحة والجامعات المدنية المحلية والدولية) بانعقاد المسابقات، والمؤتمرات العلمية الدولية، والتى اكتسبت مكانتها خلال الفترة السابقة.
* نظمت كلية الدفاع الجوى عدداً من المؤتمرات الدولية ومسابقات للابتكارات العلمية فى مجال تكنولوجيا الاتصالات.. ما الهدف والعائد من تلك الفعاليات؟
- يأتى ذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية للاهتمام بالموهوبين والمبتكرين من شباب الوطن وانطلاقا من مسئولياتنا تجاه أبنائنا وشباب مصر الموهوبين لأنهم هم الأمل وكذلك النور القادم.. وأؤكد على حقائق قياس تقدم الأمم بمدى تطورها فى مجالات العلوم والتكنولوجيا، وخاصة مجال البحث العلمى فهو يعتبر الركيزة الأساسية للتقدم.
ولفترة كبيرة كانت الدراسة بكلية الدفاع الجوى تتم بصورة نمطية أسوة بالمناهج التعليمية المعتمدة من الجامعات المصرية.. لكن كأحد الدروس المستفادة من التحليل والمتابعة المستمرة لنتائج الضباط المتميزة من قوات الدفاع الجوى الذين تم تأهيلهم داخل وخارج مصر وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية «الماجستير، والدكتوراه» من خلال التعاون العلمى مع المعاهد والمراكز العلمية المناظرة فى الدول الشقيقة والصديقة؛ فكان لزاماً علينا تغيير فكر وأسلوب التدريس وتقييم العملية التعليمية بالكلية.
وتنطلق استراتيجية الدولة الحالية لتوطين الصناعات التكنولوجية ابتداءً من الاهتمام بالموهوبين والمبتكرين من الشباب وتفعيلاً للدور المجتمعى ومشاركة أبنائنا من المجتمع المدنى وشباب المبتكرين للبحث عن حلول غير نمطية لتطوير فكرهم على المستوى العلمى وخلق روح التنافس، كما تسهم المؤتمرات والمسابقات الدولية فى قياس المستوى العلمى الحقيقى لطلبة كلية الدفاع الجوى من خلال منافستهم مع زملائهم فى الكليات والمعاهد العلمية سواء المحلية أو العالمية المناظرة.
* وما أبرز المؤتمرات والمسابقات الدولية التى تنظمها قوات الدفاع الجوى؟
- تم تنفيذ المؤتمر العلمى الدولى للاتصالات (ITC-EGYPT) بكلية الدفاع الجوى لعامين متتاليين، لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية باشتراك أعضاء هيئة التدريس والدارسين، وهو ما أثبت مدى جدارة أبناء كلية الدفاع الجوى بين أقرانهم على مستوى العالم وتستعد الكلية حالياً لانعقاد المؤتمر العلمى فى نسخته الثالثة خلال يوليو 2023.
وبدعم وإشراف من القيادة العامة للقوات المسلحة، تم استكمال النجاح المحقق بتنظيم مسابقة الابتكارات العلمية بين أبناء الكليات والمعاهد العلمية المدنية المناظرة بتشريف الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وتم عرض أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية لأبنائنا فى الكليات العلمية والعملية سواء بالقوات المسلحة أو الجهات المدنية، وظهر خلال المسابقة تطور الفكر ومدى استيعاب التكنولوجيا الحديثة لأبنائنا، وتطويعها لإيجاد حلول غير نمطية لكافة النقاط البحثية تحت الدراسة، مما يكون له مردود إيجابى فى تطوير فكر أبنائنا الضباط ومساهمتهم فى تطوير وتحديث نظم التسليح المختلفة، وكذلك تنمية مهارات أبنائنا من القطاع المدنى وزيادة مشاركتهم الوطنية مع قواتهم المسلحة كذلك توجيههم مع الكيانات التصنيعية لإظهار مبتكراتهم والاستفادة منها.
* ما الحل من وجهة نظرك للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى فى ظل التطور التكنولوجى الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات ومصادر الحصول عليها؟
- فى عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة، وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة، وتوافر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية، مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ولكن هناك شيئاً مهماً وهو ما يعنينا فى هذا الأمر هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان.
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى، تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوافرة لدينا فى ذلك الوقت، وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الاستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة، وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل «وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة»، ونحن لدينا اليقين أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات، ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة، علاوة على الارتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل.
* أكدت الحروب التى خاضتها مصر أن سر نجاح قواتنا المسلحة الدائم هو العنصر البشرى.. ما الذى تبذله قوات الدفاع الجوى للارتقاء بأداء الجندى المقاتل علمياً وبدنياً ونفسياً؟
- إن تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى يعتمد على منهج علمى مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى وطبقاً لعقيدة القتال المصرية، وتدرك قيادة قوات الدفاع الجوى أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى، ومن هنا كان لزاماً علينا أن نقوم بتأهيل الفرد المقاتل معنوياً، ونفسياً، وبدنياً، وفنياً، وانضباطياً، طبقاً لأسس ومعايير دقيقة؛ حيث يتم رفع المستوى التدريبى من خلال اتباع سياسة راقية تعتمد على الاستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة، بالإضافة إلى التوسع فى استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية بالاستفادة بما يمتلكه مركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى من تجهيزات متطورة تتواءم مع الأنظمة المتطورة للصواريخ المضادة للطائرات، مع استمرار العمل فى تطوير وتحديث مراكز التدريب طبقاً للخطط المصدق عليها من القيادة العامة للقوات المسلحة للوصول بمقاتلى الدفاع الجوى لأعلى مستويات الاحتراف.
ويتم الاهتمام بقدرات ومهارات رجال الدفاع الجوى أيضاً من خلال التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات بقوات الدفاع الجوى بهذه الدول، وبالتالى وصل مستوى الفرد المقاتل بقوات الدفاع الجوى إلى درجة من المهارة والاحتراف فى استخدام أسلحة ومعدات الدفاع الجوى يجعله يتفوق على أقرانه من الدول الأخرى.
كما تولى قيادة قوات الدفاع الجوى الاهتمام الكامل بمقاتليها فى جميع مواقعهم من خلال إعادة توفير سبل الإعاشة الحضارية وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة، و«الميسات» المتطورة، ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود، ورفع الروح المعنوية، ولا نغفل أهمية ترسيخ العقيدة الدينية المتفردة للمقاتل المصرى التى تميزه عن باقى المقاتلين.
* حصد فريق «السماء الصافية»، التابع لقوات الدفاع الجوى، المركز الثالث عالمياً فى مسابقة دولية متخصصة بالدفاع الجوى.. كيف تمكنتم من تحقيق هذا الإنجاز؟
- كما ذكرنا فى أسلوب إعداد الفرد المقاتل بقوات الدفاع الجوى باستخدام الأساليب المتعددة، تأتى المسابقات كأحد العناصر الأساسية فى وقت السلم لتحفيز المقاتلين لبذل كثير من الجهد خلال مراحل التدريب؛ فكان لا بد من تطوير أساليب التدريب من خلال الاشتراك فى المسابقات على المستوى الدولى.
ومنذ تكليف فريق الدفاع الجوى بالإعداد والتجهيز للاشتراك فى المسابقة أكدت للفريق أن المسئولية كبيرة لتمثيل مصر أمام العالم؛ حيث تعتبر المسابقة مؤشراً على مستوى التدريب، ومدى كفاءة الفرد المقاتل، واستعداده لتنفيذ مهامه؛ فالمسابقة صممت لتكون محاكاة حقيقية للحرب، ومن هنا كان الحافز الحقيقى للتدريب الجاد، وكانت البداية بانتقاء نخبة من الضباط والدرجات الأخرى المتميزين والحاصلين على مراكز متقدمة فى فرق مكافحة الإرهاب الدولى، والقتال المتلاحم، ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر، وبعدها تم تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تصفية المتسابقين واختيار أحسن العناصر للاشتراك فى المسابقة، وتمثلت أعمال التدريب يومياً فى رفع اللياقة البدنية واجتياز ميدان موانع مماثل لميدان المسابقة، والتدريب على مرحلة الرماية بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى، واستكمال مرحلة التدريب على الرماية عن طريق استخدام مقلدات الصواريخ بمعهد الدفاع الجوى، التى كان لها أكبر الأثر فى تحقيق أعلى النتائج فى الرماية الحقيقية.
ورغم تصنيف الدول المشاركة فى المسابقة من أقوى دول العالم التى تمتلك منظومات دفاع جوى متقدمة والتى تتمثل فى دول «الصين، وروسيا، وبيلاروسيا، وأوزباكستان، وباكستان، وفنزويلا»، فقد استطاع فريق الدفاع الجوى المصرى الحصول على المركز الثالث على مستوى العالم، وكان أداء الفريق المصرى مبهراً ومتميزاً بشهادة جميع القادة والفرق المشاركة وجميع من حضر وشاهد البطولة، مما خلق روح منافسة عالية جداً.
* وما خطتنا لتلك المسابقة فى الفترة المقبلة؟
- يتم انتقاء أفضل العناصر استعداداً للمشاركة فى النسخة القادمة من المسابقة المخطط تنفيذها عام 2024 للحفاظ على التميز فى المنافسات الدولية.
* ماذا عن الاهتمام بالجانب المعنوى لأبنائكم المقاتلين فى صفوف قوات الدفاع الجوى؟
- الفرد داخل قوات الدفاع الجوى هو فرد داخل أسرة كبيرة، وهذا ما نحرص على غرسه فى أبنائنا المقاتلين، وأن الفرد هو اللبنة الحقيقية لبناء الوحدة المقاتلة ولا بد من شموله بالتوعية والتدريب والحفاظ على روحه المعنوية.
ونؤمن داخل قوات الدفاع الجوى بأهمية توفير المناخ المناسب والرعاية اللازمة لرجالنا كمقابل بسيط لما يقدمونه من جهد وعرق كلٌّ فى موقعه؛ حيث تم إنشاء مجموعة من دور الدفاع الجوى لتقديم الخدمات الاجتماعية للضباط وأسرهم فى القاهرة، والإسكندرية، والساحل الشمالى، ومرسى مطروح، وأحدثها دار الدفاع الجوى بالعاصمة الإدارية الجديدة، فضلاً عن التطوير المتلاحق للقرية الرياضية المتكاملة لقوات الدفاع الجوى بما تمثله من قيمة مضافة لخدمة القطاع الرياضى المدنى بما تحتويه من أنشطة رياضية مختلفة تناسب جميع الفئات لتأهيل أبناء قوات الدفاع الجوى وأسرهم وكذا المدنيون.
كما تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على تحفيز القادة والضباط وبث روح التنافس الشريف بينهم عن طريق تنظيم المسابقات (العلمية، الرياضية) وتكريم المتميزين منهم، كما تنظم قوات الدفاع الجوى (المسابقات، حفلات التكريم للمتميزين علمياً)، وكذلك فى جميع المواهب العلمية والفنية من أبناء الضباط، كما تهتم قوات الدفاع الجوى بالزيارات لأبنائها المصابين بالمستشفيات دورياً للاطمئنان عليهم كنوع من المشاركة المجتمعية المستحقة لهؤلاء الرجال، وكل ذلك يدلل على تعدد وسائل رفع الروح المعنوية داخل قوات الدفاع الجوى مما يدعم التقارب بين أفرادها لتكون حقاً أسرة الدفاع الجوى.
* ختاماً.. ما الرسالة التى تود أن توجهها للشعب المصرى؟
- فى البداية أود أن أوضح أمراً مهماً جداً، نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا فى الوقت ذاته نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة، والتهديدات التى تتعرض لها جميع الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ليست بعيدة عن أذهاننا، ولكن يظل دائماً وأبداً للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلماً وحرباً.
وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى؛ فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة فى مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالى العالى والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير فى غاية الدقة، فإننا دائماً نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز باستشراف الغد وبالتطوير المستمر.
وأؤكد للشعب المصرى أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الدفاع الجوى جميع الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بجميع أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوى لامتلاك القدرة وعلى المستوى الذى يليق بالدولة المصرية.
وأود أن أطمئن الشعب المصرى أن قوات الدفاع الجوى تعمل ليل نهار سلماً وحرباً فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء الجمهورية الجديدة ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها، ونعاهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، على أن نسير قدماً فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى، وأن نظل دوماً جنوداً أوفياء، بناة للمستقبل.. حافظين للعهد، مضحين بكل غالٍ ونفيس، لنحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعاً لأمتنا العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.