قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن ما شاهدته، أمس، بقرية «الأبعادية» بالبحيرة يجعلنا نُصر على الاستمرار حتى نُنهى كل قرى الريف المصرى من خلال «حياة كريمة». وأضاف الرئيس خلال حضوره حفل إفطار بالقرية أمس: «لا أحد يستطيع فعل كل الأمور وحده، لا حكومة، ولا رئيس، ولا مؤسسات، لكن نقدر مع بعض كدولة وشعب»، فالتحديات الموجودة داخل مصر كثيرة، إذ إننا بدأنا ب200 أو 250 مليار جنيه فى مبادرة «حياة كريمة»، لكن الموضوع وصل إلى 350 مليار حالياً فى المرحلة الأولى، لذلك فالمرحلتان القادمتان ستصلان إلى تريليون جنيه «أى ألف مليار جنيه»، وده كله من خير بلدنا. وتابع: «إحنا نقدر مع بعض، وكلنا أسرة واحدة ولما حد بيكون داخل على موضوع مهم نتكاتف مع بعضنا البعض ونساعد بعضنا مثل مساعدة أسرة بسيطة أو بنت تتزوج»، مضيفاً: «لما بنتكاتف بنحل أى أزمة، لكن لو حدث العكس من الممكن ألا تحل الأزمة»، مؤكداً أن حجم العمل الذى يحدث فى مصر على مدار ال8 سنوات الماضية يرجع إلى تكاتف الشعب بمختلف أطيافه من شباب وكبار سن مع الدولة، مشيراً إلى أن «الله سبحانه وتعالى سهّل أموراً كثيرة بفضل دعوات كبار السن». وقال الرئيس: «إحنا فى أزمة دلوقتى بقالنا 3 سنين بدأت بسبب كورونا، وده كان له تأثير كبير على العالم وعلينا، لكن المهم إحنا فى مصر ماوقفناش، وجت الأزمة الروسية - الأوكرانية، وكان لها تأثير أكبر علينا وعلى الاقتصاد العالمى، يمكن تكون بطأتنا شوية، ويمكن تكون غلّت الأسعار وغلّتها كتير، وخلّى بالكم بردو إحنا فى الثلاث سنين دول، زدنا 6 ملايين، مش باقصد بالكلمة دى أى حاجة، لكن باحط قدامكم الصور جنب بعضها، وعندنا فى مصر، نتيجة فضل الله علينا، ونتيجة الأمن والسلام اللى عايشين فيه، فيه 9 ملايين ضيف، وفى ال7 أسابيع اللى فاتت بسبب الظروف اللى بتحصل مع أشقائنا فى السودان، أكثر من 220 ألف إنسان دخلوا علشان الظروف الموجودة». اصبروا وقولوا يا رب واشتغلوا وربنا هيغير حالنا للأحسن ولإخواننا السودانيين أقول: «خلوا بالكم من بلدكم» وأضاف: «ودى فرصة أقول لأشقائنا فى السودان ولأى بلد خلّوا بالكم من بلدكم، ولما كنت باقول خلوا بالكم من بلدكم كانت الناس بتقول هو بيقول الكلام ده ليه؟ كنت باقول الكلام ده لأنى شُفت، وربنا أراد أننا كلنا نشوف لما حصلت مشكلات فى بلاد أخرى الناس ماقدرتش تقعد وسابت بلدها، وجت عندنا وفى حتت تانية». وتابع: «اعرفوا أن الدول اللى حصل فيها مشكلات واقتتال جه منهم عندنا ملايين، عايشين معانا وظروفنا صعبة، كان ممكن نقول لأ، بيدخلوا المدارس بتاعتنا والمستشفيات اللى موجودة، إحنا بنتشارك اللى موجود، واللى موجود مش كتير، لكن إحنا بنتشارك فيه، وإحنا بنحاول نخفّف من آثار الأزمة اللى إحنا بنتكلم عليها بقالها 3 سنين، ودى مدة مش بسيطة فى عمر دولة إنها تفضل تقاوم أزمة كبيرة مش على مستوى مصر، ولكن على الصعيد العالمى، ولها تأثير فى دول اقتصادها أقوى مننا ودول غنية، ورغم كده بنقول إن الحد الأدنى تكون الحاجة موجودة». وقال الرئيس: «عملنا 5 سلع، وحطينا سعر استرشادى مشجع للناس، وأول ما إخوانا المزارعين، وهما ليهم حق، لقوا حد تانى قدّم أكتر راحوا مدينهوله.. بس خلوا بالكم أنا كنت باخد الرز ده أحطه فى التموين، طب التموين بيمس كام.. حد يعرف؟.. 70 مليون، وأنا لما كنت هاخد الرز ده بالسعر اللى أنا أعلنته لتشجيع المزارعين على أنهم يزرعوا، لما لقوا أن فيه فرصة أحسن راحوا باعوه.. لا بأس طالما جوه مصر». وأضاف: «الرز هيوصل للناس فى مصر، لكن بسعر غالى، وأنا اللى كنت باخده وأبيعه بسعر مدعم ولكن لما حد تانى هياخده هيبيعه زى ما اشتراه، وأنا كراجل فى القطاع الخاص أخدت كيلو الأرز ووصل معايا 18 جنيه مش هابيعه بنفس السعر.. أومال أنا جيبته ليه.. أبيعه ب20 أو 21 جنيه، لكن إحنا كدولة بناخد ده هو والقمح». بعض المزارعين باعوا القمح للقطاع الخاص ولم يوردوه للحكومة رغم السعر المشجّع الذي أعلنا عنه وانتقد «السيسى» قيام بعض المزارعين ببيع محصول القمح للقطاع الخاص وعدم توريده للحكومة رغم السعر المشجّع المرتفع الذى أعلنته الحكومة كمقابل للتوريد، وقال: «الإنتاج فى مصر ممكن يبقى 10 مليون طن، وخلوا بالكم 10 مليون طن وحد يقول لى أصل إحنا فى الريف بنخلى عندنا دقيق وقمح فى البيت علشان بنعمل شوية حاجات فى المناسبات المختلفة.. طب إحنا اللى أخدناه لحد دلوقتى 3.5 مليون طن، يعنى فى البيت 6.5 مليون طن، والمخابز بتاعة الدولة وبتاعة الناس على مستوى الدولة بالكامل بتبيع لمين؟.. للناس كلها.. طيب أنا لما باخد القمح، أياً ما كان السعر اللى أخدته بيه.. هو أنا وبرضه باقول الكلمة دى علشان محدش يقول انت بتتكلم وكأنك صاحب الحكاية.. لا أنا بس مسئول معاكم.. لكن أنا مش صاحب الحكاية ومحدش صاحب الحكاية.. إحنا أصحاب الحكاية». الرغيف بيتكلف 80 قرش وبنبيعه ب5 قروش وقال الرئيس: «كنت باقول لإخواننا المزارعين، الترعة اللى اتبطنت دى هتعود على مين؟ علينا كلنا، لأنها لما تعود عليك عادت عليّا، وطالما أنت سعيد أنا مبسوط، وإلا يبقى أنا مش منكم، لو فرحتكم ماتفرحنيش يبقى أنا مش منكم.. أومال إحنا موجودين ليه؟». وأكد أن البحيرة أكبر محافظة زراعية «وعلشان كده باركز فى موضوع القمح والذرة والأرز والكلام ده، بس أنا كنت هاخد القمح ده، الرغيف بيتكلف 80 قرش، وببيعه ب5 قروش، يعنى أنا مش باخده هابيعه بتمنه، لكن لو حد تانى أخده هياخده علشان يتاجر فيه، وانتو النهارده لو أنا مالقتش القمح الموجود، لأن أنا عامل دايماً كدولة إن إحنا يبقى عندنا رصيد احتياطى مايقلش عن 6 شهور وإحنا حرصنا على الكلام ده بقالنا 5 سنين وقُلنا إن إحنا يبقى دايماً عندنا رصيد للرز والقمح والزيوت واللحوم والدواجن ماتقلش عن 6 شهور علشان ماتحصلش أزمة والكلام ده كان فى البوتاجاز قبل كده وبقى نفس الكلام». وتابع: «أنا كنت هاخد القمح ده بالسعر اللى أنا قُلت عليه وبعد كده هديه للناس مدعم ب5 قروش.. طيب لو أنا النهارده مالقتش الطلب ده موجود فى ال10 مليون طن اللى إحنا بنعملهم فى مصر، وبيعملهم مزارعين مصر، هاضطر أشترى من بره، وهنا الموضوع ده يجيبنا على حاجة وهى موضوع الدولار، وده ليه تأثير كبير جداً على الأسعار فى مصر، وأنا كل لما تكون فاتورتى من الدولار تزيد، لازم ده يبقى عبء على الاقتصاد، لأن إحنا عاوزين نجيب حاجات أساسية مش بس الأكل والشرب»، مشيراً إلى أن القرى منذ 50 عاماً كانت تكفى احتياجاتها ولا تشترى الزيوت ولا البيض وغيرهما، مؤكداً أن الريف كان يغطى نفسه ويورد جزءاً لعواصمالمحافظات معتبراً أن هذا هو السبب فى تغيير الظروف وارتفاع الأسعار. وقال: «الريف زمان كان بيغطى احتياجاته، فكان لا يوجد شخص فى الريف يأكل بالزيت، إذ إن اعتمادهم الرئيسى على السمن، وكذلك الأمر فى البيض، هل حد كان بيشترى فرخة من الشارع؟»، متابعاً: «البيت فى الريف كان عبارة عن وحدات إنتاجية صغيرة زمان». وأضاف: «لو كان الريف منذ 40 سنة عدده 10 أو 15 مليون نسمة، كان بيغطى احتياجاته وأيضاً كان يخرج جزء للحضر وعواصمالمحافظات، لكن ده مابيحصلش دلوقتى بالمستوى اللى كان عليه زمان»، وقال: «الدولة أصبحت معنية بتغطية كل الطلبات والاحتياجات للمواطنين، تحولنا من حالة جيدة كنا عليها إلى حالة أخرى، ونتساءل ليه إحنا الأسعار بقت كده؟». وتابع: «سكان بلدنا مصر ريف وحضر حتى عام 1952 كانوا 20 مليوناً، ثم فى عهد السادات وصلنا إلى 40 مليوناً، بينما عام 2011 أصبح عدد السكان 80 مليوناً، واليوم أصبحنا 105 ملايين نسمة، كل 15 ثانية يولد مولود جديد، أى أنه كل دقيقة 4 أطفال، وخلال ال10 دقايق اللى بنتكلم فيها دلوقتى فيه 40 ضيف جديد». وأشار إلى أن «الحد الأدنى هو توفير احتياجات المواطنين من المواد المختلفة، حتى لو كانت غالية الثمن قليلاً، ولا يمكن أن ننزل ونصل إلى مرحلة (مفيش)، إحنا بنتكلم عن احتياجات 105 ملايين نسمة من سكان مصر، إضافة إلى 9 ملايين نسمة ضيوف مصر، أى أن الإجمالى 114 مليون نسمة». وأكمل: «نعمل على توفير الاحتياجات، وذلك يتم بجهود ودعم المواطنين مع الدولة فضلاً عن دعواتكم»، متابعاً: «الناس الطبية كتير فى مصر، أنا كنت فى حالة تانية خالص أثناء زياتى لدار المسنين، الناس الكبار لهم عند ربنا مكانة كبيرة، اطمنوا إحنا بفضل الله سبحانه وتعالى مسيطرين على الأمور». وقال: «كل حاجة بتحصل لها بداية ونهاية، وأى أزمة بتعدى بفضل الله، وأنا كنت منتبه للغاية أثناء مسيرتى على الأزمات التى مرت على مصر، وكنت أتساءل: معقول الحاجات ديه هتخلص؟، وخلصت، اللى إحنا فيه بفضل الله وفضلكم، وإن شاء الله هنعدى كل الأزمات الموجودة وحالنا هيبقى أحسن». وحول قوائم الانتظار، قال الرئيس إنها عُرضت عليه منذ 4 سنوات حيث كان يبلغ عددهم 12 ألف مريض، وكان هناك عدد من الجهات المتبرعة لإنهاء تلك القوائم: «قلت لهم أنا باقول لكم إن قوائم الانتظار على مستوى الجمهورية 2 مليون، والرقم اللى تم إنفاقه حتى الآن فى قوائم الانتظار داخل فى 20 مليار جنيه، 16 مليار جنيه الدولة وفرتها، وعدة مليارات جت من جهات كتير زى الأزهر والبنوك ومؤسسات المجتمع المدنى». وأضاف: «إحنا يهمنا تكون التنمية فى كل حتة، ومانقولش فيه مكان إحنا نسيناه، وممكن يحصل له حاجة، ومحطة بحر البقر بتدى 5.7 مليون متر مياه، الميه دى كانت بتترمى فى بحيرة المنزلة، أخدنا جزء من مياه الصرف الزراعى دى ودخلناها شرق القناة واتعملت محطة معالجة ب5.7 مليون متر مياه، الكلام نفسه فى المحسمة عملنا محطة معالجة مليون متر مياه فى اليوم، كانت مياه صرف زراعى كانت بتترمى فى بحيرة التمساح». وتابع: «دلوقتى بيتعمل مشروع كبير جداً فى مستقبل مصر، بناخد المصارف الزراعية اللى موجودة فى الدلتا وبنجمع حوالى 7.5 مليون متر مياه، وأخدناهم عكس الاتجاه ب15 محطة رفع، وده كلام لازم تشوفوه وتروحوا تبصوا على الحاجات دى». وقال: «بين محطة الرفع ومحطة الرفع التانية، فيه إما ترعة معمولة خرسانية أو مواسير توصل بين المحطتين، المسافة تصل إلى 140 كيلو، لغاية محطة الحمام اللى هنسميها اسم تانى، بتعمل 7.5 مليون متر مياه فى اليوم، والمياه دى كانت بتترمى فى المكس، وإحنا بنعمل سكن عواصمالمحافظات ليه؟ أنا باقول إن ده أرحم من إننا نبنى على الأرض الزراعية». وأكد الرئيس أنه لا يقلق نهائياً من موضوع السوشيال ميديا، لأنها عبارة عن دردشة الناس مع بعضها البعض، ولكن على الهواء، مثل قعدة المواطنين على المقاهى، لكن فى النهاية كل واحد يرى الذى يحدث على أرض الواقع، فمثلاً لو واحد تعامل مع مستشفى، سيرى الإنجازات والتطورات الحادثة بها، وكذلك الأمر فى المدارس أو مركز طبى داخل قرية لم يكن موجوداً من قبل، بدلاً من الذهاب إلى مستشفى دمنهور. وأضاف: «المواطنون يرون الإنجازات على أرض الواقع، إذ إن المواطن كان يذهب لمنطقة بعيدة لكى يتلقى خدمات السجل المدنى، لكن الآن يتّجه إلى مجمع الخدمات القريب منه، لكى يُنهى خدمات السجل المدنى، كما أنهم يشهدون مشروعات تبطين الترع ومشروعات الطرق وغيرها من الإنجازات». الرئيس لأهالى قرية الأبعادية بالبحيرة: إحنا بخير بيكم وبجهدكم وتابع: «الجيل ده شاف الأحداث التى حدثت، رب العباد يتولى قلوب العباد، وكل واحد بياخد نصيبه، الله سبحانه وتعالى مهيمن»، وقال: «طب إحنا كدولة بنجرى على قد طاقتنا؟ لا أكتر من طاقتنا والله العظيم، مش أنا لوحدى.. ده بيكم». وأشار إلى أنه لا يوجد مشروع تقوم به الدولة بمفردها، بل بالمواطنين أيضاً، مثل مشروعات الطرق وغيرها، متابعاً: «الناس اللى بتتكلم عن مشروعات الطرق ولازمتها إيه؟ دى خطة»، موضحاً أن حجم الإنفاق الذى كان يُهدر فى الطرق يبلغ 8 مليارات دولار سنوياً. وأشار الرئيس: «لو عندنا فرصة أكتر من كده، هنعمل أكتر من كده، نعمل فى ملف الصناعة بشكل كبير كونها فرصة جيدة لزيادة العمالة وفرص المواطنين، إلى جانب زيادة الناتج المحلى، فضلاً عن توفير العملة الصعبة وتحقيق الاكتفاء الذاتى، حتى لا نشترى من الخارج بالدولار». وقال: «قلت فى مؤتمر فى زامبيا إن كل ساعة تضيعها الدولة فى القتال ده خراب سنين، فبدل ما تختلف معايا اشتغل، أنت من حقك تختلف وترفض بس اشتغل ولا تتوقف، ومصر جميلة بالله»، موجّهاً كلامه للمصريين: «كل ما هتصبروا وتقولوا يا رب وتشتغلوا، ربنا هيغير حالنا للأحسن».