كنت جالساً ذات يوم مع الشاعر العالمي " أحمد الشهاوى " بمكتبه وشد إنتباهي الصور المعلقة على الجدران، صور أمسكت ببعض ومضات من حياة الكبار بداية من الأديب الكبير نجيب محفوظ وحتى الشاعر السوري العظيم نزار قبانى " صاحب الموسوعة القصائدية الشهيرة فى العشق والجمال، وناظر مدرسة الحب". أخذنا الحديث وقال لي هل تحب نزار فكان الرد "وهل هناك دابة ذات مشاعر لا تعشق همس ذاك الجميل، نعم أعشقه"، وأحب كتاباته كثيرا، فمحبته فى قلبى لا تقل قوة عن شاعرنا الكبير " الأبنودي" وكمال عبد الحميد، وياسر الزيات، فكل منهم له أسلوبه وعباراته التى تحلق بي فى الأفق البعيد، حيث البهجة، الحنين، الحب، الغياب، الماضى، التفاؤل، والشجن. وقد قال نزار للشهاوى ذات مرة فى حوار جمع بينهم " أن الشعر الذى يبقى ذلك الذى يعتمد على الجمال والابداع، معبرا عن مدى أسفه واعتذاره عن القصائد السياسية التى قدمها طيله مشواره، ليعلمنا بإنه لا شئ يبقى سوى العشق، وقد طالب العاشق فى شعره بأن لا يتورط فى الحب لأن هناك قاض اسمه الاشتياق لا يرحم أبدا. لقد تعلمنا من شعره معنى الحب فى زمن العبث والخيبات، تعلمنا كيف نتمسك بالمحبوب مهما كانت العثرات والتحديات، علمنا الوفاء، طالبنا بإحترام النساء، وقال عن ذلك "أحمق من لديه أنثى جميلة تعشقه ولا يستطيع إسعادها، وكيف تسقط رجولة العاشق حينما تندم محبوبته على عشقها له يوما ما، وأن الاهتمام أرقى وأروع من الحب ذاته، فلو رحل الإهتمام أصبح لا فرق بين البقاء والغياب، بين العاشقين. والآن ورغم ما نمر به من كآبة وسعادة ناقصة، وأشياء تعرقل الحب بين البشر، وجب التمسك به كي لا يسقط فى دوامة القهر والكبت هو الآخر، فالحب هو المتنفس الوحيد، الذى يدخل على القلب المعتم ضياء يشبه ضي الأقمار، ويرسم على الشفاه البسمات، الحب كائن ينعشنا بالحياة، فإن سقط الحب، سقط معه الكون، وغمر الظلام جنبات العالم.