تشهد محافظة بني سويف، منافسة شرسة بين رجال مبارك، المتمثلين في نواب الحزب الوطني المنحل، والتيار الإسلامي المتمثل في أعضاء حزب النور السلفي، حيث أصبح كل منهما قوة ضاربة بعد اختفاء "الإخوان" من المشهد، في المحافظة التي تعد أحد معاقلها على مستوى الجمهورية، واختفاء لشباب ثورتي 25 يناير و30 يونيو من المشهد السياسي. تشهد دائرة مركز الواسطي شمال المحافظة، والتي خًصص لها مقعدان في الانتخابات البرلمانية المقبلة، صراعا شرسا بين التيار الإسلامي المتمثل في حزب النور السلفي، ورجال مبارك وأعضاء ونواب الحزب الوطني المنحل. واشتعلت المنافسة في الدائرة، بعد إعلان خوض حزب النور على المقعدين المخصصين للدائرة، حيث قرر الدفع بالعميد علي أبوطالب، والدكتور أحمد كمال عبدالغني، واللذان يعتمدان على قواعدهم السلفية بالقرى والنجوع، في مواجهة النائبين السابقين عن الحزب الوطني المنحل عصام خلاف، وأحمد الريدي، معتمدين على قواعد الحزب الوطني السابقة التي نشطت في الفترة الأخيرة بالمركز، في محاولة لاستعادتهم من جديد في صورة اجتماعات مع عمد وكبار عائلات القرى. وتتجه الكتلة الانتخابية في الدائرة، ناحية نواب الحزب الوطني المنحل، لما يمتلكة النائبان السابقان من قواعد شعبية وعودة التربيطات مع رؤوس العائلات الكبيرة، مع اختفاء لقواعد حزب النور ببعض القرى بالدائرة، بخاصة أن ترك النائب السابق عن الحزب ببرلمان 2011، محمد مصطفى، الانتخابات ومغادرته للبلاد. وفي دائرة مركز ناصر، والتي خُصص لها مقعدَا وحيدًا للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وتعد أهم معاقل جماعة "الإخوان" في المحافظة، تشهد احتداما بين النائب السابق عن برلمان 2011 عن حزب النور السلفي، عبدالحكيم مسعود، ابن قرية بني عدي، والذي اعتمد وقتها على قواعد السلفيين في المركز، مع النائب السابق بمجلس الشورى عن الحزب الوطني المنحل هشام مجدي، ابن قرية بهبشين، ونجل البرلماني السابق محمد مجدي، وهشام الحميلي، ابن قرية أشمنت، والبرلماني السابق عن الحزب الوطني ببرلمان 2010، والمحامي أحمد علي أمين، أمين الشباب في الحزب الوطني المنحل حتى قيام الثورة بالمركز، والمرشح على قوائمه في برلمان 2010، والدكتور عبدالجواد أبوهشيمة، عضو الحزب الوطني ورئيس المجلس المحلي الشعبي في المحافظة حتى ثورة 25 يناير، وهي الدائرة التي يعلو فيها صوت السلفيين، حيث استطاع عبدالحكيم مسعود، الفوز بالانتخابات في برلمان 2011 على حساب مرشح "الإخوان"، لما يمتلكه الحزب من قواعد شعبية كبيرة بدائرة المركز، إضافة إلى الاتجاة للعصبيات والانتماء إلى القبيلة، حيث ينتمي مسعود لأحد القبائل العربية المنتشرة بالمركز على حسب قوله. وفي دائرة بندر بني سويف، التي خُصص لها مقعدًا وحيدًا بعد فصل البندر عن المركز، يواجه نجم الدين عزيز، مرشح حزب النور السلفي، الدكتور جمال عبدالمطلب، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بني سويف، وأمين الشباب بالحزب الوطني المنحل عن المحافظة حتى ثورة 25 يناير، وفي تلك الدائرة لا يحظو التيار السلفي فيها بقواعد أو مؤيدين، وربما يفوز بها مرشح بعيد عن صراع الفلول مع السلف. وفي دائرة مركز بني سويف، اكتفى حزب النور السلفي، بالدفع بشعبان عبدالعليم، الأمين المساعد للحزب، وأمين الحزب بالمحافظة، والنائب السابق ببرلمان 2011، كمرشح وحيد على الدائرة الكبيرة التي خُصص لها مقعدان، في محاولة للتواصل والتربيط مع أحد المرشحين الآخرين للحصول على أكبر عدد من الأصوات، تضمن نجاحه في مواجهة علي البكري سليم، النائب السابق عن الحزب الوطني المنحل ببرلمان 2010، وابن قرية أبوسليم، وأبوالخير عبدالعليم، النائب الأسبق عن الحزب الوطني لعدة دورات متتالية في التسعينيات، ورجل الأعمال مجدي بيومي، البرلماني السابق للحزب الوطني في 2010، والقيادي الوفدي الحالي.