استقبلت المحافظات الإعلان عن حركة المحافظين الجديدة، بمزيج من الارتباك والترحيب والاعتراض. ففى المنوفية، أكد المحافظ المستبعد، الدكتور أحمد شيرين فوزى، فى تصريحات صحفية، أن قرار استبعاده من المنصب «يشوبه الغموض»، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك أى بوادر لاستبعاده، وأوضح: «خلال فترة عملى كمحافظ نفذت العديد من المشروعات التى سيذكرها أبناء المحافظة». وقبل مغادرته المحافظة، فى طريق عودته إلى القاهرة، عقب تلقيه اتصالاً هاتفياً من وزارة التنمية المحلية بشأن استبعاده، قال: «أنا مش زعلان، فخلال فترة عملى نفذت العديد من المشروعات، وكنت أتمنى أن أستمر فى منصبى حتى استكمالها»، لافتاً إلى أن المحافظة فى عهده حصلت على أعلى نسبة تأييد لخارطة الطريق فى الاستفتاء على الدستور، والانتخابات الرئاسية. ورغم الإعلان عن استبعاد اللواء مصطفى هدهود من منصبه كمحافظ للبحيرة، فإنه واصل عمله فى المحافظة بصورة طبيعية، أمس، فافتتح وحدة الحضانات فى مستوصف قرية المجد النموذجية، التابعة للوحدة المحلية لمركز الرحمانية، كما عقد مؤتمراً جماهيرياً عقب الافتتاح فى قاعة المؤتمرات بمقر جمعية الحمد لتنمية المجتمع. وأثار اختيار رئيس شركة مصر للبترول، المهندس سعيد مصطفى كامل، محافظاً للغربية، موجة من الغضب بين العاملين فى شركة «بتروتريد» بطنطا، ودشن عدد من شباب المحافظة صفحة على موقع «فيس بوك» للمطالبة برحيله. وأكد القيادى العمالى فى «بتروتريد»، وحيد عبدالصمد، أن «اختيار كامل محافظاً للغربية أصاب العاملين فى الشركة بصدمة كبيرة، خاصة مع اتهامهم له بتضييع حقوقهم، أثناء توليه رئاسة مجلس إدارة الشركة»، موضحاً أنه أجبر على الرحيل عن الشركة فى عام 2013، بعد اعتصام العمال ضده أمام مقر وزارة البترول، احتجاجاً على سياساته الخاطئة، فيما طالب المهندس عصام الشناوى بمد يد العون للمحافظ الجديد، مستبعداً أن يكون تاريخه سيئاً، كما يردد البعض. ولقى قرار استبعاد اللواء محمد عبداللطيف منصور، من منصب محافظ دمياط، ترحيباً من المواطنين، الذين طالبوا المحافظ الجديد بالعمل على حل مشاكل المحافظة التى طالما فشل فيها سابقوه، وتوعد البعض بكسر «قلل» وراء «منصور»، وبحسب تصريحات مصادر مسئولة فى المحافظة ل«الوطن»، فإن «منصور» لم يعلم بخبر الإطاحة به حتى ليلة أمس الأول، حيث ترك كافة متعلقاته فى الاستراحة الخاصة به، وسافر لزيارة أسرته فى الإجازة الأسبوعية، كما مارس عمله بشكل طبيعى. وسادت حالة من الارتباك فى بورسعيد، بسبب عدم وضوح الموقف بشأن تغيير المحافظ اللواء سماح قنديل، أم بقائه، وقالت مصادر مسئولة ل«الوطن» إن «حركة المحافظين شملت بورسعيد، وسيتم تعيين مدير العلاقات العامة فرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى فى المحافظة، اللواء مجدى نصر الدين حسن، خلفاً لقنديل. وأضافت أن «قنديل طلب من مساعديه جمع متعلقاته من المكتب ظهر أمس، بعدما كان لديه أمل فى التجديد له فى منصبه، إلا أن قرار تغييره أصابه بصدمة شديدة، حيث اجتمع مع العاملين فى مكتبه لوداعهم»، فيما تباينت الآراء بين قبول ورفض تغيير «قنديل». وشهد ديوان عام محافظة أسيوط ارتباكاً بين العاملين، عقب الإعلان عن تعيين المدير الإدارى والتسويقى لشركة أجروجريتى للاستيراد والتصدير، المهندس ياسر الدسوقى، محافظاً، خلفاً للواء إبراهيم حماد، الذى تلقى الخبر أثناء افتتاحه كوبرى النزالى فى مدينة القوصية، وبحسب مصادر فإن «الارتباك يرجع إلى غياب السكرتير العام للمحافظة، جمال عباس، فى إجازة، ليخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالإضافة إلى قرب بلوغ السكرتير العام المساعد، فكرى ثابت، سن التقاعد، خلال الشهر الحالى». وسيطر الترقب على أروقة ديوان محافظة القليوبية، مع عدم وضوح الموقف من المحافظ المهندس محمد عبدالظاهر، وسط تضارب للأنباء حول استمراره فى منصبه، أو نقله إلى محافظة أخرى، كما ترددت أنباء حول خروجه نهائياً من الحركة، وهو ما لم يتأكد، خاصة أنه واصل أداء مهام عمله، ومتابعة المشروعات التنموية والخدمية، وتفقد عدة مستشفيات مؤخراً، بينها المؤسسة العلاجية فى قليوب، وأكدت مصادر مقربة من «عبدالظاهر» أن بقاءه فى المحافظة محسوم بنسبة 90%، وجددت قوى سياسية فى المحافظة مطالبتها للرئيس بالإبقاء عليه. وأعربت قوى سياسية فى الفيوم عن ارتياحها للأنباء المتداولة عن تغيير المحافظ، الدكتور حازم عطية الله، وقال الأمين المساعد للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى فى الفيوم، الدكتور وليد نصر، إن «الأهالى شعروا بكثير من الارتياح، مع الإعلان عن رحيل عطية الله، الذى ساءت أحوال المحافظة فى عهده»، مضيفاً أن الأهالى يأملون أن يسير المحافظ الجديد على درب الراحل الدكتور عبدالرحيم شحاتة، «الذى شهدت الفيوم تطوراً ملحوظاً فى عهده». وذكرت مصادر فى ديوان عام المحافظة، ل«الوطن»، أن «عطية الله» غادر مكتبه فى التاسعة من صباح أمس، متوجهاً إلى محل إقامته فى القاهرة، عقب علمه باستبعاده فى حركة المحافظين، مؤكدة أن «عطية الله» بدأ منذ نحو أسبوع فى جمع متعلقاته الشخصية، لأنه كان يعرف باستبعاده فى الحركة، وأضافت أنه «حمل معه أوراقه الخاصة، عند مغادرة مكتبه، وأسند إدارة شئون المحافظة إلى السكرتير العام، اللواء خالد جبرتى، لحين وصول المحافظ الجديد». وفى تصريحات ل«الوطن»، قال محافظ مرسى مطروح الجديد، اللواء علاء أبوزيد، إن ملف التنمية، وتوفير مياه الشرب للمواطنين، سيكون على رأس أولوياته، مشدداً على أن «الفترة المقبلة ستشهد حل أزمة مياه الشرب، التى تعانى منها المحافظة منذ زمن طويل، بالإضافة لإنشاء عدد من المشروعات التنموية، بهدف النهوض بالمحافظة، بما يعود بالنفع على أبنائها». وأوضح: «سأتوجه إلى مرسى مطروح لتسلم مهام عملى يوم الأحد أو الاثنين على أقصى تقدير، بعد أن أؤدى اليمين الدستورية أمام الرئيس، اليوم السبت»، مضيفاً: «أشكر القيادة السياسية على ثقتها بى، وسنعمل جميعاً خلال الفترة المقبلة يداً بيد مع أبناء مصر المخلصين، للنهوض بدولتنا». وعلق محافظ المنيا، اللواء صلاح زيادة، على حركة المحافظين الجديدة، قائلاً: «كل اللى يجيبه ربنا كويس، ولا أعرف حتى الآن إن كنت مستمراً أم لا، وأنتظر إعلان الأسماء بشكل رسمى اليوم السبت، كغيرى من المواطنين»، مشيراً إلى أن كل ما يشغل باله هو استمرار الأجهزة التنفيذية بالمحافظة فى أداء عملها لخدمة المواطنين. وأضاف: «أتمنى أن نكون يداً واحدة، وعيوناً ساهرة من أجل البناء، وسوف أظل أحارب الفساد، ولن أخضع لأى ابتزاز من أى نوع فى حالة استمرارى، فلا يمكن لأحد أن يلوى دراعى»، موضحاً أن «الفترة المقبلة ستشهد نهضة حقيقية من خلال إنجاز مشروعات كبيرة، وجذب استثمارات جديدة لتوفير فرص عمل حقيقية للشباب». كانت مصادر فى مجلس الوزراء قد أشارت، فى تصريحات صحفية، مساء أمس الأول، إلى تغيير محافظ المنيا ضمن حركة المحافظين الجديدة، إلا أن المعلومات لم يتم تأكيدها أو نفيها رسمياً، ما دفع «زيادة» إلى الاستمرار فى ممارسة مهام عمله، لحين الإعلان رسمياً عن تفاصيل الحركة الجديدة. وأبدى نشطاء فى الإسكندرية ترحيبهم باستبعاد المحافظ اللواء طارق مهدى، واختيار الدكتور هانى المسيرى خلفاً له، وكان التعليق الأبرز الذى تداوله النشطاء عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى: «كويس إنه مدنى مش عسكرى»، بينما سادت حالة من الإحباط بين قطاعات أخرى من الشباب، الذين تحمسوا لإعلان المحافظ السابق عن توقيع بروتوكول لإطلاق خدمة الإنترنت المجانى فى شوارع وميادين المدينة، مطالبين المحافظ الجديد باستكمال خطة إطلاق ال«واى فاى». وقال منسق اللجان الشعبية لحماية الثورة فى الإسكندرية، سعيد عز الدين: «بشرة خير بجد، مبروك على الإسكندرية محافظ مدنى دارس إدارة أعمال، عقبال الانتخاب بدل التعيين»، فيما أشار القيادى فى حزب الدستور، هيثم الحريرى، إلى أن السيرة الذاتية للمحافظ الجديد، «مبشرة بالخير»، مضيفاً «بشرة خير، شخصية مدنية، ولها باع فى إدارة الأعمال، وأتوقع أن يكون ناجحاً». وأوضح عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إيهاب زكريا، أن «الظروف التى يعمل فيها المحافظون صعبة جداً، ولا تسمح لأحد بالعمل والإنتاج»، متوقعاً أن يعمل المحافظ الجديد بكل طاقته، حسبما تتيح له الظروف، خاصة فى الأوقات الصعبة التى تعيشها البلاد، وأضاف، فى تصريحات ل«الوطن»، أن «التحديات قائمة منذ فترة كبيرة، والمشكلة الحقيقية التى تقابل الإسكندرية وجهازها الإدارى والمحلى، هى بالأصل فى الفكر الحكومى، وفن إدارة الأزمات». ووجه نائب رئيس غرفة شركات السياحة فى الأقصر، محمد عثمان، الشكر إلى المحافظ اللواء طارق سعد الدين، عقب الإعلان عن خروجه من منصبه فى حركة المحافظين الجديدة، مؤكداً أن «مجهوداته الرائعة كان لها أكبر الأثر فى عودة تدفق السياحة، بعد حالة الركود غير المسبوقة التى أصابتها خلال السنوات الثلاث الماضية، وسيذكر العاملون فى السياحة مجهوده الكبير فى عودة السياحة الإنجليزية، التى تمثل 40% من حجم السياحة الوافدة».