أعلم جيدا أنه ليس من المناسب الحديث عن الفرح والآمال، خاصة مع ما يجري فى أوطننا، ولكننا تعلمنا منذ الصغر أنه لا حزن يدوم ولا فرح، فالمعادله دقيقة للغاية يصعب تمييز أبعادها بسهولة، لكن فى كافة الاحوال الحياه مستمرة وتسير بألوانها، بيضاء كانت أو سمراء، ونحن معها، اينما ترسو. ملامحنا لا تختلف عن ملامح الناس يعتريها الألم، والعيون يغلب عليها الانكسار، والقلوب ممتلئة بالأنين والهوان، لكن رغم ذلك تهل علينا نسمات الرحمات، و يخرج من رحم الحزن فرح، ومن الألم أمل، ويرسخ فى عقلنا الداخلى، عباره واحدة "ونحزن ليه " فلنحيا ونحاول أن نبحث عن مسلك حقيقى يخرجنا من ظلمات الهموم إلى نور اليقين، على أمل أن كل شئ سيصبح يوما ما رائعا، ونثق أيضا بأن بعد الليل نهارا ساطعا، يحمل لنا السعاده والبسمات. أعرف أن الامر ليس بالسهل، لكن بالارادة والعزيمة والحب، يتحقق كل جميل، فلو صلحت ذاتنا، لصلح كل شى حولنا، وكما يقال " كن جميلا ترى الوجود جميلا.. من منا لا يحلم ب السعاده التى تغمر جوارحه، من منا لم تثقل الهموم والاحزان قلبه، والخوف من المجهول. أصبحنا نشتاق الى الضحكة والبسمة على ملامحنا كاشتياق "العاشق" لمحبوبته الغائبة، الذي لا يعرف أسباب رحيلها، وحنين الطفل لأمه، التى خطفها الموت، إن الحياه قصيره مهما طالت ومشوار العمر بها قصير، لماذا نرهق أنفسنا بالتعب والاحقاد، دون جدوى، لماذا لا نفكر "بإيجابيه" نحو تحقيق غد أفضل لنا، لم نهدر أهدافنا بإيدينا؟، ونكفر بالامال والمستقبل. لماذا لا نخرج خنجرا مسموما نقتل به "الياس والإحباط بداخلنا".. الذى سلب من أعمارنا الكثير.. نحتاج ارادة قويه تغمرنا لتحقيق ما نحلم به، نحتاج لاشياء أخرى فقدناها فى رحلة حياتنا، أولها "الحب" وآخرها "الحب أيضا"، بكل أنواعه وأنماطه، نحتاج خطوة نحو الامل، لتغير مسارنا إلى الأفضل، إلى حياة رائعة طالما حلمنا بها ذات يوم، أوصيكم بالتمسك بالامل، وابحثوا عن السعادة داخل ضمائركم الغائبة، أبحثوا عنها على جدران الذكريات المهملة، ابحثوا عنها فى عيون الصغار، في نظرة للسماء. ابحثوا عنها فى دعوة صادقة داخل مسجد عتيق أو ديرا تحتضنه الصخور، تفاءلوا، فذات يوم سيصبح كل شئ ما حلمنا به، وإن عظم، واقعا نعيش فيه، بالامل نحيا وبالحب تعلو البسمات، وبالرضا ننعم بالسعادة، فلنخطو نحو الأمل وبقوة.