سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعلمون يرفضون المسودة النهائية للدستور بعد حذف «مادة المعلم» الحلوانى: المادة «26» أقرتها لجنة الصياغة ولا ندرى سقطت سهواً أم عمداً.. واتحاد المعلمين: الدستور لا يؤسس لأى نهضة تعليمية.. وزهران يطالب بوضع المعلم على رأس الهرم الوظيفى للدولة
«المعلمون هم الركيزة الأساسية فى نجاح خطط التعليم وبلوغ أهدافه وعلى الدولة أن تضمن لهم معاملة مالية تحفظ كرامتهم وتعينهم على التفرغ لرسالتهم السامية».. هذا ما نصت عليه المادة 26 من باب (المقومات الأساسية للدولة) فى المسودة الأولية للدستور الجديد وتداولتها الصحف ووسائل الإعلام، ثم فوجئ المعلمون بحذف المادة من المسودة النهائية المعروضة على الرأى العام فى حوار مجتمعى، مما أثار حالة من الجدل بين حركات المعلمين ونقابة المهن التعليمية حول سبب غياب تلك المادة. قال الدكتور أحمد الحلوانى، نقيب المعلمين وعضو لجنة المقومات الأساسية بالجمعية التأسيسية للدستور، إن المادة 26 تم إلغاؤها بعد أن دخلت لجنة المقومات الأساسية ونوقشت وأقرت من لجنة الصياغة وخرجت الأسبوع قبل الماضى، إلا أن الإصدار الأخير لمسودة الدستور كشف عن غياب تلك المادة ولا ندرى هل سقطت سهواً أم عمداً بعد أن وضعت كل لجنة ترقيماً لمواد الدستور. وأضاف الحلوانى ل«الوطن» أنه أجرى اتصالاً بالدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القانونية والتشريعية وعضو التأسيسية للاستفسار عن الموقف، لكن الوزير يوجد حالياً فى لندن وسيتواصل معه عقب الانتهاء من إجازات عيد الأضحى. وأكد الحلوانى أن الجهات المشاركة فى وضع الدستور تقول وجهات نظرها دون أن تفرضها، وإذا كانت تلك المادة سقطت عمداً سنحاول إقناع أعضاء التأسيسية بضرورة وجودها لأن هناك من تساءل لماذا ينص الدستور على كرامة المعلم دون باقى الفئات العاملة فى المجتمع؟ فيما أوضح الدكتور محمد زهران، نقيب معلمى المطرية وأحد المعلمين الذين حضروا اجتماعات اللجنة التأسيسية للدستور، أن اللجنة التأسيسية وزعت على المعلمين 3 أبواب فقط من مسودة الدستور الجديد وهى الباب «الأول، الثانى والخامس» فقط، وقام أعضاء الجمعية بعرض مواد تختلف تماماً مع المسودة التى تسلمها المعلمون، مضيفاً «تفاجأنا أن المادة (26) من باب المقومات الأساسية للدولة والتى تخص المعلمين تم حذفها من مسودة الدستور الموجودة حالياً فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور دون أن نعرف من فعل ذلك، فضلاً عن أنه بمقارنة مواد المسودة التى وزعت علينا بمواد الدستور المنشورة على الموقع الحكومى للجنة التأسيسية اكتشفنا اختلافها تماماً». وأكد زهران أن أغلب المعلمين يرفضون مسودة الدستور الجديد شكلاً وموضوعاً لأنه لا يمثل جميع المواطنين بدليل أن المادة (26) - واصفاً إياها باليتيمة - تم حذفها، حتى ولو تمت إعادة صياغتها لن نوافق عليها أيضاً لأنها تشتمل على كلام مرسل وغير محدد، قائلاً «سنوافق فى حال إذا صيغت المادة كالتالى «أن يكون المعلم على رأس الهرم الوظيفى للدولة، وله حصانته المالية والأدبية، وأن يتمتع برعاية كاملة مميزة نظراً لوضعه الاجتماعى ودوره فى المجتمع»، مشيراً إلى أنه فى حال عدم صياغة المادة بهذا الوضع سيقاطع المعلمون الاستفتاء الشعبى على الدستور. ومن جانبه، أكد عبدالناصر إسماعيل «منسق اتحاد المعلمين بالجيزة» رفض الاتحاد لمواد الدستور بأكمله، مشيراً إلى أن مواد التعليم فى الدستور الجديد هزيلة للغاية ولا تلبى طموح الشعب فى وضع أفضل للتعليم فى مصر كما أنه لا يؤسس لأى نهضة متعلقة بالتعليم، وبالتالى غياب العدالة التعليمية والمشاركة المجتمعية وعدم تعرض الدستور لمعاناة الشعب مع التعليم بأى شكل من الأشكال سواء فيما يتعلق بتعدد نظم التعليم أو التجارة فيه أو صبغه بالصبغات الحزبية المسيطرة على الحكم، مما يعنى أنه صورة مكررة من دستور 71 الذى وضعه الحزب الوطنى المنحل وخدم على مصالحه، وبالتالى نحن كمعلمين نرفض هذا الدستور جملة وتفصيلاً.