سيناء هى بوابة مصر الشرقية، ومقبرة الغزاة، ودرع مصر الشرقى، فشبه الجزيرة حباها الله موقعاً متميزاً وثروات طبيعية فى الشمال ومقومات سياحية فريدة فى الجنوب. «نبيل»: الدولة تسعى لاستغلال الثروات في جذب السياح وقال الدكتور إسلام نبيل، مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة بشرم الشيخ، ل«الوطن»، إن جنوبسيناء تمتلك كنوزاً ليس لها مثيل فى كل أنواع السياحة، وتنتشر كنوز سيناء الطبيعية فى كل المدن تقريباً، موضحاً أن الدولة تسعى لاستغلال هذه الثروات فى جذب ملايين السياح إلى سيناء، وبالتالى توفير العملة الأجنبية. وأضاف أن هيئة تنشيط السياحة تقوم من خلال اللقاءات التى تعقد مع الوفود السياحية بشرح مقومات السياحة بمختلف أنواعها الموجودة فى جنوبسيناء للسياح من أجل الترويج لهذه المقاصد. «ريحان»: اهتمام عالمي من «اليونيسكو» بتراث سانت كاترين.. والتطوير يستهدف مليون سائح سنوياً وأكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، المتخصص فى شئون سيناء، أن إقامة الرئيس عبدالفتاح السيسى مشروع التجلى بمدينة سانت هو تعظيم لما تملكه مدينة التجلى من كنوز دينية، فهى المدينة الوحيدة فى العالم التى شهدت الديانات السماوية الثلاث اليهودية، المسيحية، الإسلامية، وهى ملتقى الأديان. وأوضح «ريحان» أن مدينة سانت كاترين تحوى كنوزاً تاريخية لها قيمة فى العالم وقامت منظمة اليونيسكو بوضع هذه المنطقة فى بؤرة الاهتمام باعتبارها مدينة تراث عالمى، وتستقبل مدينة سانت كاترين سنوياً ما يقرب من 200 ألف سائح، وهو عدد قليل جداً مقارنة بما تملكه من مناطق أثرية نادرة، مشيراً إلى أن مشروع التجلى الأعظم هدفه جذب مليون سائح سنوياً وجارٍ الانتهاء من المشروع الذى يضم 14 مكوناً منها فندق ونزل بيئى، ومركز للزوار، ومجمع خدمات على أعلى مستوى، ومساكن الزيتونة، وتطوير مدخل دير سانت كاترين. وأثنى رمضان محمود الجبالى، دليل بدوى من سانت كاترين، على مشروع التجلى الأعظم الذى يعتبر نقلة تاريخية فى سانت كاترين وتستطيع السياحة استغلاله لجذب أكبر عدد من السياح، خاصة أن مطار سانت كاترين يجرى تطويره وتوسعته ليستوعب السياحة الوافدة إلى المدينة، ومن أبرز المناطق التاريخية فى سانت كاترين: دير سانت كاترين، وجبل التجلى، وجبل عباس باشا، وجبل سانت كاترين. عودة الحياة إلى طبيعتها على الشواطئ و«ريفيرا العريش» تسترد جمالها.. ومشروع «التجلي» يحيي الكنوز الدينية من جانبه، كشف اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، عن ضخ الدولة استثمارات تقدر ب40 مليار جنيه آخر عامين لاستكمال محاور التنمية وتعظيم الاستفادة من مقومات سيناء الطبيعية فى زيادة الأعداد الوافدة من السياح، مشيراً إلى أن القطاع السياحى استحوذ على النصيب الأكبر، وتم ضخ 4 مليارات فى مدينة سانت كاترين لإقامة مشروع التجلى الأعظم، و20 ملياراً فى شرم الشيخ وتحويلها إلى أول مدينة سياحية خضراء فى مصر وأفريقيا، وتطوير الطرق بقيمة 10 مليارات جنيه، وتطوير مطار شرم الشيخ ليستوعب 10 ملايين سائح سنوياً، وجارٍ إقامة مشروعات لاستغلال كنوز جنوبسيناء العلاجية فى رأس سدر والطور. «فودة»: الدولة ضخت 40 مليار جنيه آخر عامين لاستكمال التنمية والاستفادة من المقومات الطبيعية.. وشرم الشيخ أول مدينة سياحية خضراء في مصر وأفريقيا وأكد محافظ جنوبسيناء أن المحافظة تمتلك مناطق استشفاء نادرة ولكنها غير مستغلة، وملف السياحة العلاجية وسياحة الاستشفاء أحد أهم الملفات التى تتبناها القيادة السياسية فى الوقت الحالى لاستغلال الثروات الطبيعية فى هذا المجال من عيون كبريتية ورمال، ويجرى التجهيز لاستضافة مدينة شرم الشيخ للمؤتمر الدولى المصرى الثانى للسياحة الصحية الذى سوف يقام فى سبتمبر من العام الحالى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى بهدف جذب مليون سائح فى مجال العلاج والاستشفاء. وقال المحافظ إن أهم مناطق السياحة العلاجية فى جنوبسيناء تتمثل فى عيون موسى، والعيون الكبريتية بمدينة رأس سدر، وحمام فرعون بمدينة أبوزنيمة، وحمام موسى بطور سيناء، بالإضافة إلى منطقة وادى الوشواش بنويبع، وبلغ إجمالى المنشآت الفندقية بمحافظة جنوبسيناء 1000 منشأة تقريباً تمتد من طابا حتى رأس سدر وتعتمد فى المقام الأول على السياحة الشاطئية التى تجذب 6 ملايين سائح سنوياً إلى منتجعات شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا ورأس سدر. وأشار إلى أن السياحة الشاطئية اعتمد عليها القطاع السياحى فترة طويلة وهى موسمية، لذا حرصت الدولة على تطوير باقى أنواع السياحة والاهتمام بها مثل سياحة المؤتمرات التى جعلت مدينة شرم الشيخ المطلب الأول لأى مؤتمرات عالمية، وكان آخرها مؤتمر قمة المناخ الذى شارك فيه 40 ألف مشارك من مختلف الدول العالم. وقبل نهاية شهر رمضان 2023 نظم الآلاف من أهالى محافظة شمال سيناء إفطاراً على شاطئ مدينة العريش فى عودة لإحدى العادات التى تفردت بها المدينة طوال السنوات الماضية وتوقفت بسبب العمليات الإرهابية بعد أن سعت قوى الشر والإرهاب، على مدار عقد كامل، إلى منع المواطنين من الجلوس على الشواطئ والاستمتاع بهذا الجمال. وقال محمد جمال، أحد المتطوعين فى تنظيم الفعالية، من أبناء العريش، إن الحياة ستعود للشواطئ من جديد وسيعود المواطنون لممارسة حياتهم الطبيعية والنزول إلى البحر من جديد، فشواطئ العريش تتميز بنقاء وصفاء المياه وهدوء الموج نسبياً مقارنة بمدن البحر المتوسط، إلى جانب فرض الطبيعة سيطرتها على الشواطئ بالكامل بدءاً من النخيل والرمال الناعمة. وأكد أن شاطئ الريسة يعتبر من أهم الأماكن التى يتردد عليها المواطنون للاستمتاع بمياه البحر وظلال النخيل الممتد بطول الحى على شاطئ البحر فى منظر خلاب. وقال محمد إبراهيم، أحد أهالى مدينة بئر العبد فى شمال سيناء، إنه حتى وقت قريب لم يتمكن المواطنون من الوصول إلى الشواطئ بسبب إغلاق الطرق وخطورة الوجود على السواحل، وتوجهنا فى عيد الفطر إلى الريسة من جديد لنعاود تذكر أيامنا الجميلة فى هذه المنطقة التى تعتبر من أجمل بقاع مصر لجمالها وطبيعتها. وأضاف أن شاطئ الريسة هو «ريفيرا العريش» لأنه من المناطق التى لا مثيل لها بطول البحر سوى على الحدود الغربية فى مطروح والساحل الشمالى، فنقاء الرمال ونعومتها وصفاء مياه البحر من الصفات الأساسية للمنطقة. وأكد أن المنطقة المزروعة بالنخيل فى محيط الشاطئ أضافت للمكان جمالاً ربانياً وطبيعة غير موجودة فى مصر إلا فى هذه المنطقة على أرض الفيروز وهو ما جعلها قبلة لأهالى شمال سيناء والمحافظات المجاورة الذين ننتظر قدومهم بعد القضاء على الإرهاب.