مبنى من ثلاثة طوابق، دمرت واجهته بالكامل، ولم يبق منها سوى كلمة «متحف»، حوائط منهارة وأسقف سقطت، أشعة الشمس تخترق الجدران المهشمة من جراء التفجير. المبنى المتاخم لسور الكتيبة «101»، هو المبنى الأكثر تضرراً، فكالعادة تمتد يد الإرهاب دائماً بالتخريب إلى الثقافة والتاريخ، بينما تحصد أرواح الشهداء، متحف العريش القومى يعيد كارثة متحف الفن الإسلامى، الذى دُمر أيضاً خلال هجمات إرهابية طالت مديرية أمن القاهرة. بشعره الذى خطه الشيب، يقف مصطفى الحجاوى، إخصائى نظم ومعلومات بالمتحف، بالقرب من المبنى المحطم، يقول بامتعاض: «مبنى المتحف دُمر بالكامل»، مشيراً إلى الواجهة الرخامية التى سقطت، والجدران الخلفية الملاصقة لمبنى الكتيبة «101»، التى لم يبق منها إلا بعض كسرات من الجير معلقة فى السقف المشقق، وفى الأرض تسكن بقايا الأسقف التى دمرها التفجير. وحسب رواية «الحجاوى»، فإن مبنى المتحف هو الذى تضرر، ولم يلحق الآثار أى أذى، إذ كانت جميعها مكدسة فى المخازن منذ ثورة 25 يناير، فالمبنى الذى اكتمل بناؤه فى 2006، وافتتح 2008، بتكلفة 45 مليون جنيه، يحتوى على سبع قاعات، منها القاعة الإسلامية التى تحطم سقفها، والسور الفاصل بين المتحف والكتيبة تهشم، بخلاف الدمار الذى لحق بجميع القاعات، وفضلاً عن تدمير الأبواب الإلكترونية والأبواب الداخلية للقاعات، وقاعة التهيئة المرئية التى انهارت بالكامل. حين تدخل المتحف لا تستطيع السير بسبب كثرة بقايا الأسقف المعلقة المنهارة بكل الأدوار، وأسلاك الإضاءة وبقايا الرخام المتساقط فى كل شبر من أرضية المتحف، الذى وقع على العارضات الزجاجية فهشمها، وفى الجدران تظهر الشظايا التى اخترقت المتحف وحطمتها، وحتى أبواب المخازن المغلقة لم ترحمها ضجة الانفجار. يشير «الحجاوى» بيده إلى مكان تفجير العربة. عبدالرحمن عبدالراضى، يسكن فى مواجهة المتحف، بجانب حديقة الحيوان، يقول: «فى الساعة السابعة والربع دخلت عربة بها فنطاس مياه إلى مدخل الكتيبة 101 من الجانب المتاخم للمتحف، وحين أطلق العساكر عليها النار كانت أقرب للمتحف من أى شىء آخر، وهو ما تسبب فى تدمير المتحف جراء انفجار تلك العربة». ويقول حسن سعد، مدير قطاع الإعلام بوزارة الآثار، إن المتحف تهدم وتصدعت جدرانه ولكن الآثار سليمة بفضل الله، مشدداً على أن الآثار محفوظة ولم تمس، مشيراً إلى أن إنشاء متحف العريش القومى تم فى 2008، وبلغت تكلفة إنشائه نحو 45 مليون جنيه، ويضم 8 قاعات تجسد تاريخ سيناء، من عصر الإنسان الأول، والعصور القديمة والوسطى، حتى العصر الحديث، وما حدث يتطلب إعادة بنائه من جديد، أو ترميمه على أقل تقدير، وننتظر تقدير لجنة حصر الخسائر، مشيراً إلى أن المتحف يقع على مساحة 16500 متر مربع، وتشكيل لجنة لحصر التلفيات التى تعرض لها المتحف، من مدير عام متحف العريش، ومسئولى وزارة الآثار بشمال سيناء.