سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يناير "شهر الحداد".. نكست الأعلام وحملت النعوش ووضعت الشارات السوداء وفاة فاتن حمامة ورحيل خادم الحرمين واستشهاد الجنود المصريين.. أوجاع أصابت العالم العربي
مضى شهر يناير، والدموع تنهمر من الأعين، أمهات يبكين أبناءهن، جماهير تحمل نعوش المحبين، وشاشات تتَّشح بالسواد معلنة الحداد، حزنًا لفراق عزيز، وأسى على شهيد، ولو اطَّلع كل هؤلاء على الغيب، ما تمنوا أن يأتي شهر الحزن، وكل يوم تشيع الجنازات وتقام سرادق العزاء. استقبل الجميع في 17 يناير 2015، ببالغ الحزن، نبأ وفاة سيدة القصر فاتن حمامة، عن عمر ناهز فانطفأت الأضواء في الحجرات، ووضعت الشاشات شارات الحداد السوداء، حزنًا على روح الفقيدة، وشيَّع المئات في صباح اليوم الثاني جثمانها إلى الدار الآخرة، لتودِّع مصر السيدة، التي أثرت المجتمع بفن، تناول قضايا المرأة المصرية، فكانت الأم والزوجة والمعلمة للأجيال. لم تمر أيام قليلة على وفاة "سيدة الشاشة"، حتى صدم العالم العربي والإسلامي، بنبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فكان الحداد لغة عامة في أغلب البلدان على الخريطة العربية، ونكست الأعلام، وإن كانت الفضائيات وضعت شارة الحداد تطوعًا لفقدان فاتن حمامة، فوضعتها بلغة حب رسمية لوداع خادم الحرمين، وتحولت المملكة لسرادق عزاء كبير، يستقبل وفود من جميع أنحاء العالم، لتلقي التعازي في وفاة حكيم العرب، وتنوعت فترات الحداد بين 3 أيام إلى 40 يومًا في بعض الدول. ولم يبرح الحزن مكانه في القلوب، حتى جاء الإرهاب الأسود بضرباته الغادرة، في مساء الخميس الماضي، وطالت قذائفه وعرباته المفخخة مواقع أمنية وعسكرية على أرض الفيروز، فسالت دماء جنودنا لتروي أرض الوطن، ونزفت عيون الأمهات دمعًا وحسرة، على 29 شابًا مصريًا ضحوا من أجل وطنهم، وظلت شارة الحداد السوداء علامة حزن باقية لأيام تضامنًا، وباقية في القلوب لأبد الدهر.