تناولت الصحف العالمية، اليوم، حادث العريش الإرهابي، مؤكدة أن الحادث عمل إجرامي يجب التصدي له بقوة وحزم، وألقت بمسؤوليته على عاتق الحكومة، معتبرة أن تقصيرها في السيطرة على الأوضاع في سيناء السبب وراء ضياع هذه الأرواح. استهلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرها اليوم، بقولها إن هناك سلسلة من الهجمات المتزامنة التي استهدفت منشآت أمنية في سيناء وأسفرت عن مقتل 26 شخصًا مساء الخميس، ما يثير قلق العالم من فكرة فشل الحكومة المصرية في إدارة الأزمات، وفشل الحملات التي شنتها الحكومة وتضمنت هدم منازل وحظر التجوال واعتقالات كاسحة. وتناولت الصحيفة ما شهدته سيناء من هجمات مؤخرًا، مشيرة إلى أن هذه الموجة من التفجيرات التي ارتكبتها جماعة أنصار "بيت المقدس"، هي الأعنف بعد مبايعتها تنظيم "داعش" نوفمبر الماضي. وتوقعت الصحيفة، أن الدافع وراء ارتكاب "بيت المقدس" هذه الهجمات إما تنفيذاً لأوامر "داعش"، أو سعيًا للترويج لنفسها بعملية دامية. وأشارت الصحيفة، إلى أن المتشددين الإسلاميين وجدوا سيناء مكانًا أمنًا لهم، بسبب معرفتهم اليقينية بضعف سلطات الحكومة المصرية هناك، لذلك استفادت هذه الجماعات من تهميش جهاز الشرطة. وقالت "سيناء أصبحت معقلًا لشن الهجمات الإرهابية على قوات الأمن بعد الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهذه الهجمات أصبحت تشكل التهديد الأكبر للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي رأى أن الحل الأمثل لمواجهة هذا التحدي هو أن يحتل الجيش المنطقة بشكل عملي". وأنهت الصحيفة، تقريرها موضحة أن هذه الجماعات أثبتت أنها تستطيع أن تعمل رغم القمع الذي تفرضه قوات الجيش على المنطقة. نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم، تقريرًا لها تسلط فيه الضوء على التناقضات التي حملها بيان القوات المسلحة الذي أصدره تعليقًا على الاعتداءات التي حدثت في شبة جزيرة سيناء، وأسفرت عن استشهاد 30 جنديا ومدنيًا وإصابة العشرات. واعترضت الصحيفة، على ما وصفته بزعم الجيش "أن هذه الهجمات رد فعل نتيجة العمليات الناجحة التي شنها للتصدي للإرهاب في سيناء، حيث قالت المؤسسة العسكرية إنه الرد الطبيعي على الضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء". وردت الصحيفة، على هذه التصريحات أن الهجوم الذي حدث في شمال سيناء يدل على محاولة الجيش احتواء التمرد الذي تعاني منه هذه المنطقة، على الرغم من اتخاذ سلسلة من الإجراءات لمكافحة الإرهاب. ورصدت الصحيفة، الإجراءات التي تضمنت وضع المنطقة في حالة طوارئ وفرض حظر التجوال وتشديد القيود على المرور من وإلى المنطقة، وتدمير المئات من المنازل في منطقة رفح الحدودية. نشرت الصحيفة، جزءًا من نص البيان الذي أصدرته القوات المسلحة، أمس، عبر صفحتهم الرسمية على "فيس بوك" جاء نصه كالتالي: "نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى في الذكرى الرابعة للثورة، قامت عناصر إرهابية مساء 29 يناير، بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون، وجارٍ تبادل إطلاق النيران والتعامل معهم".