حالة من الفُصام الشديد تعيشها جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها، ويُصاب بها كل متابعى أنشطتهم، إزاء العمليات الإرهابية التى تنتشر فى ربوع الوطن، فبينما تحرص الجماعة على تجميل صورتها وتصدير صحيفة بيضاء لهم بالخارج، يصرون على الدفع بمزيد من القتلى والمصابين فى الداخل. يتضح ذلك بإجراء مقارنة بسيطة بين البيانات والتغريدات التى تسطّرها الجماعة إلى الخارج باللغة الإنجليزية، وما تنشره على صفحاتها فى مصر بالعربية، فما إن وقع التفجير الإرهابى الأخير بسيناء، الذى تشير البيانات الأولية إلى أنه أسفر عن استشهاد أكثر من 20 مواطناً حتى كتابة هذه السطور، قامت جماعة الإخوان المحظورة بإصدار بيان باللغة الإنجليزية على موقع «تويتر» تدين من خلاله الأعمال الإرهابية فى سيناء، قائلة: «خالص تعازينا للشهداء، ولأسر الجنود المتوفين فى سيناء، فنحن ندين بشكل قاطع جميع أعمال العنف». فى الوقت نفسه، طالبت الجماعة على «تويتر» بالقصاص لشهدائها فى بيان باللغة العربية على صفحة «إخوان ويب»، ومفاده: «القصاص لدماء الشهداء والمصابين والمعتقلين فى سجون الانقلاب هو حق مقدس لا تراجع عنه، ولا يملك أحد التفريط فيه، ولينتظر الظالمون القصاص الثورى». سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، قال إن جماعة الإخوان المحظورة، تشهد حالة ازدواجية فى المعايير والقرارات، فهى تحاول إرضاء الغرب بإرسال رسائل تؤكد أن الجماعة ليس لها يد فى العمليات الإرهابية، وأنها تُدين جميع أشكاله، بل إنها الابن البار الذى يسمع كلام الغرب: «هما مش عاوزين يخسروا دعم الغرب، حتى لو الناس شافتهم مجانين، دى قنواتهم نفسها بتحرّض على قتل ضباط الجيش والشرطة». ولفت «عيد» إلى أن الرسائل التى تدوّنها على صفحاتها العربية تسعى لضمان خروج المؤيدين، وحثهم على مواصلة الكفاح: «الغرب قالهم لو تورّطتم فى أعمال عنف مش هندعمكم ولا هندافع عنكم، عشان كده خرجوا يدينوا القتل فى سيناء». النفاق هو جزء أصيل فى مواقف الجماعة، حسب الدكتور كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى المنشق، موضحاً أن تاريخ الجماعة أكبر دليل على ذلك، وأن ما يشغلها فقط هو مصالحها، وليس مصالح الوطن: «تُريد إرضاء الغرب حتى إن أدى ذلك إلى الركوع أمامه، لنيل تعاطفهم»، مشيراً إلى أن استخدام الإخوان خطابين متلونين، سيُوقع الجماعة فى مأزق مع مؤيديها فى الداخل وليس فى الخارج.