اختنق القمر، ترددت الاغانى والاناشيد، تقربوا بالدعاء كى تتركه بنات الحور كى يعاود الضوء انبعاثه من اسارير وجهه التى تظلم وكانها تحتضر، اشتد الخناق فتفتت اجزاؤه وتناثرت فى الفضاء، صدى الاغنيات يتلاشى، ريح عاتية تقتلع الاشجار وتعصف بما تبقى. الطيور تملكتها القدرة على الرحيل، الكون كتلة من الظلام الموحش، شيء كروى يهوى الى الارض ثم ينقسم جزاين، جموع ادمية ثيابها قاتمه تسكن احد الجزاين تحيطهم موجة من ضوء احمر حريتهم مقيده تعوق انطلاقهم بوابة يحاولون تحطيمها بطريقة عشوائية عبثا ما يحاولون. الحشد الذى يسكن الجزء الاخر يخرج منطلقا فى اتجاه معكوس زيه مميز باللون الابيض يسير فوق بساط اخضر يعكس ضوءا بنفس لونه على وجوههم، خطوات واثقةخخخ لغة واحدة يتحدثونها، كلماتهم تنتشر امامهم فتضئ ما تبقى من ظلام، تساءل بعضهم عن تلك الاصوات العابثة التى تزعج هدوء كوكبهم وتراود اسماعهم من حين لاخر بحثوا عن مصدرها للوقوف على سرها حذر البعض من الاقتراب من اصحاب هذه الاصوات ازدادوا اصراراواقتربوا بدون مبالاة. تسمرت اقدامهم امام ما رأوا اصحاب "الكوكب الدامى"ياكل بعضهم الاخر القوى فيهم يستمد الحاياه من فناء الضعيف، سالوهم عما يحدث بكوكبهم، اللغة مختلفه، امدوهم بالغذاء غريب عليهم مذاقه، سلموهم رسائل مرسوم عليها طيور بيضاء مزقوها. اتخذ البعض قرارا بفتح بوابة الكوكب كى يكفوا عن اكل بعضهم الاخر ومنهم من رفض القرار، الرى السائد اغلبية والاقلية تنضم مرغمة، الابواب المغلقة فتحت فيضان دون حواجز يدمر كل ما يعوقه يغرقه جموع ادمية تندفع ناحية البساط الاخضر وفى سبيل الوصول للغاية اباحوا كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة.. سيول الدم بدلت لون الملابس البيضاء التى خر اصاحبها ساجدين يطلبون معونة السماء قطيع من الاسود يقف حارسا للقوة الغاشمة. الارض تظلم من جديد، الذئاب تعوى، صوت مدوى لبركان ينفجر اصوات تتعالى تستجدى الرحمة والغفران الظلام يفنى رويدا رويدا ووسط البساط الاخضر يظهر طفل حاملا رسائل مترجمة بكل اللغات ينبعث منها نور ونار، اصحاب الكوكب الدامى يسرعون نحوه ويحاولون اغتياله فتزداد النار اشتعالا يتقهقرون للخلف يتجه نحو الجموع الساجدة تدعو دون التفات يسلم لكل منهم رسالة وهو يلقى عليهم كلمة السلام ويعود مرة اخرى للبساط الاخضر وهم يتبعوه مرددين سلام سلام الرسائل بيده تشع نورا وهاجا، يقبل البعض منسكان الكوكب الدامى مستسلما ويستلم بعضا من الرسائل، الاسود ترتجف والذئاب تنقلب لقطط مستسلمه، ويعاود الطفل دعوته لمن تبقى كى ياخذوا رسائلهم ولكنهم يسرعون الى داخل كوكبهم فيغلق الطفل عليهم الابواب. وقت قليل ويشعرون بالجوع والظما فتتناول كل مجموعة منهم فردا يهشمون راسه ثم يمزقون جسده ويرروون ظماهم وتستنشق الاسود رائحة الدماء فتخترق الحاجز الحديدىوتلتهم الباقين بوحشية.