قال مسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة «واشنطن فرى بيكون» الأمريكية، أمس، إن الولاياتالمتحدة تلتقى مع ممثلين عن كل الأطياف السياسية فى مصر، مؤكداً أنباء عقد عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى لقاءات مع مسئولين فى وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء بالكونجرس فى العاصمة الأمريكية قبل أيام، فيما اعتبر خبراء أمريكيون اللقاء «إحراجاً» للدبلوماسية الأمريكية وإهانة ل«الحلفاء المصريين»، فى حين اعتبر دبلوماسيون مصريون أن هذه الخطوة تمثل تراجعاً فى العلاقات المصرية الأمريكية. ورفض المسئول الأمريكى، بحسب الصحيفة، الخوض فى تفاصيل الاجتماع أو كشف هوية المسئولين الذين أجروا اللقاء، فيما لم يتطرق الموجز الصحفى للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكى، مساء أمس الأول، للتعليق على زيارة «الإخوان» إلى الولاياتالمتحدة ولقاء مسئولين هناك، حيث لم تشر لها من قريب أو من بعيد، كما أنها لم تصدر أى بيان رسمى حتى الآن بشأنها. وكشفت مصادر دبلوماسية عن أن نادى الصحافة فى واشنطن هو الذى وجه الدعوة لعناصر الإخوان لزيارة النادى، وإجراء عدد من اللقاءات مع المسئولين، بادر بتنسيقها بناءً على طلب عناصر «الإخوان»، فيما أكدت المصادر، ل«الوطن»، أن نادى الصحافة يتواصل بشكل مباشر مع أنصار «الإخوان» فى أمريكا، ويطّلع على المعلومات المغلوطة التى يجرى ترويجها لإعطاء صورة خاطئة عن الواقع المصرى. على جانب آخر، أثار خبر لقاء مسئولين فى الخارجية الأمريكية بما يسمى «المجلس الثورى»، الذى دشنته جماعة الإخوان فى تركيا، بمقر وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين الماضى، إدانة واسعة من قبل بعض الخبراء والباحثين الأمريكيين. ونقلت صحيفة «واشنطن فرى بيكون» عن باتريك بول، الخبير فى شئون الإرهاب والأمن القومى، قوله: «استضافة الإخوان فى مقر وزارة الخارجية الأمريكية يمكن أن تكون علامة على أن إدارة أوباما ما زالت تعتبر جماعة الإخوان صالحة سياسياً، على الرغم من الإطاحة بها»، وأوضح: «هذا يدل على أن الرفض واسع النطاق لجماعة الإخوان، فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، خاصة عقب عزلهم فى أكبر احتجاجات شهدتها البشرية فى 30 يونيو 2013، أمر لا تعترف به وزارة الخارجية الأمريكية ولا إدارة أوباما»، وتابع: هذه تعد إهانة مباشرة لحلفائنا المصريين، الذين يشنون صراع وجود ضد الإخوان، سعياً من الإدارة الأمريكية لتحقيق أسطورة «الإسلاميين المعتدلين»، التى تعتقد النخبة الأمريكية أنها الوسيلة لإحلال الديمقراطية فى الشرق الأوسط. من جانبه، استهجن إريك تريجر، الباحث البارز فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، صورة الإخوانى وليد شرابى، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» داخل مقر وزارة الخارجية الأمريكية، وهو يرفع علامة «رابعة»، قائلاً: «إنها تمثل إحراجاً بالغاً لوزارة الخارجية الأمريكية». ونقلت الصحيفة عن مسئول فى وزارة الخارجية قوله: «إننا نجتمع مع ممثلين من مختلف ألوان الطيف السياسى فى مصر»، وامتنع المسئول عن توضيح أى تفاصيل حول مضمون المحادثات، ونقلت الصحيفة تصريحات «تريجر» عبر موقعه ب«تويتر» قائلاً: «مها عزام تؤكد أن الوفد المناهض للانقلاب أجرى مباحثات مثمرة فى وزارة الخارجية». وقال صامويل تادرس، الخبير السياسى بمعهد هدسون للبحوث والدراسات، بنيويورك، إن الزيارة تهدف إلى حشد الدعم لجهود الإخوان المستمرة لمعارضة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مضيفاً: «أعتقد أن زيارة الإخوان تخدم هدفين، أولاً تنظيم حركة الإخوان فى أوساط المجتمعات المصرية والعربية والمسلمة فى الولاياتالمتحدة، وثانياً التواصل مع الإدارة والمجتمع السياسى فى واشنطن». على جانب آخر، انتقد دبلوماسيون مصريون اللقاء، خاصة بعد تعزيز العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، عقب لقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع نظيره المصرى عبدالفتاح السيسى فى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبدالمتعال إن الموقف الأمريكى عاد إلى ما كان عليه مجدداً، وما زالت علاقة «واشنطن» بعناصر الإخوان قوية ولم تتأثر بلقاء الرئيسين وتعزيز العلاقات بين البلدين بعد توترها، موضحاً أن الولاياتالمتحدة تسعى لإعادة عناصر الإخوان مجدداً إلى الحياة السياسية من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة بعد إدراكهم لحالة الكراهية التى يتعرض لها الإخوان الآن فى مصر. من جانبه شدد السفير حسين هريدى على أن مصر ترفض خطوة استقبال الخارجية الأمريكية لعناصر «الإخوان» بعد تعزيز العلاقات مع مصر، معتبراً تلك الخطوة تراجعاً عن تقوية العلاقات مع مصر خلال الفترة الأخيرة.