موسم دراما رمضان هذا العام هو الأهم بشهادة النقاد، وأعماله تحمل قدراً كبيراً من التنوع فى طرح القضايا وأساليب المعالجة وتوظيف الممثلين، والأهم أن المنتج النهائى تمكن من جذب المشاهدين منذ الحلقات الأولى، مما يؤكد أننا أمام موسم استثنائى مضت منه 15 ليلة درامية نجحت خلالها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى بث حالة من البهجة والتسلية ورفع مستوى الوعى، فقد كانت الأعمال التى قدّمتها وجبة درامية متكاملة، تصدّرت ال«تريند» بمعيار منصات التواصل، وحققت نسب مشاهدة عالية وفق معيار الجماهيرية، والأهم هو تقديم معالجات واقعية لقضايا حياتية تخص مختلف الفئات.. بداية من أعمال الطفل، وصولاً إلى الأعمال المتعلقة بالتنوير الاجتماعى وتجديد الخطاب الدينى. قال الناقد الفنى طارق الشناوى إن هذا العام يشهد عدداً ضخماً من المسلسلات متباينة المستوى، ومما لا شك فيه أن هناك أعمالاً تراهن بشكل مباشر على الجمهور، وتحقّق نجاحاً تجارياً، فهناك نوع من الجمهور يشكل الأغلبية، ويحب هذا النوع من الأعمال، مثل مسلسل «جعفر العمدة»، فقد استطاع المخرج محمد سامى أن يرسم الشخصيات بشكل مميز، وقدّم أكثر من حبكة درامية قادرة على الجذب الجماهيرى، وهناك تأثر من وجهة نظرى بمسلسل «الحاج متولى» بطولة نور الشريف، ولكن محمد سامى أضاف إليه أشياء أخرى، وهو البطل الأسطورى الذى يبحث عن نجله. وأشار «الشناوى» إلى أنه مهما كان للجمهور ملاحظات على العمل الفنى، فإن المخرج محمد سامى قادر على أن يقرأ الجمهور جيداً، كما أن معه نجم الدراما القادر على جذب الجماهير، وهو محمد رمضان، فهو صاحب قاعدة جماهيرية لا يمكن لأحد أن ينكرها، فضلاً عن اختيار باقى أبطال المسلسل، فكل شخص منهم مميز فى دوره. وأضاف «الشناوى» ل«الوطن»: «لفت نظرى الفنانان طارق لطفى وياسر جلال هذا العام فى رمضان، لأن كلاً منهما غيّرا جلدهما، وخرجا عن المعتاد، وأعتبر ذلك خطوة جريئة ومهمة فى حياة الفنان، ويدل على ذكائه فى التعامل مع الجمهور وقدرته على أن يكسر الروتين الذى تعوّد على تقديمه، ويثبت أنه قادر على تقديم أنماط مختلفة». وتابع «الشناوى» أنه مع رجوع المخرج خالد يوسف من جديد، بعد فترة طويلة من التوقف، فكان آخر أعماله السينمائية منذ فترة، ولم يكن هناك وفاق بينه وبين الجمهور، ولكن عودته بمسلسل «سره الباتع» دليل قوى على أنه مخرج متمكن بالأساس، ولكن كان ينبغى التكثيف أكثر فى المشاهد، على أن تسير بسرعة أكثر، خاصة أن رواية يوسف إدريس متوسطة الطول. وعن الاهتمام بقضايا المرأة خلال دراما رمضان، قال: «بند قضايا المرأة مهم فى أكثر من عمل فنى، وظهر ذلك بوضوح فى مسلسل «حضرة العمدة» الذى يقدّم قضية ختان الإناث، فهذه واحدة من النواحى المهمة، وفى البطولة النسائية روبى تقدّم فارقاً كبيراً هذا العام، فهى عجينة موهوبة كبيرة». وأشاد «الشناوى» بمسلسل «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوى، قائلاً: «خالد النبوى مجتهد ويشتغل على ذاته بشكل كبير، كما أن الموسيقى التصويرية التى يقدّمها تامر كروان هائلة، وأيضاً الاستعانة بمخرج مثل الليث حجو خطوة مهمة»، وبشأن الأعمال الكوميدية، قال: «مسلسل الصفارة به عمق فى الحبكة الدرامية، وأحمد أمين فنان موهوب، والمسلسل به خفة ظل، بينما مسلسل الكبير أوى رهانه الأساسى على الكوميديا، والكوميديا قالب محبّب ومطلوب، وفى كل حلقة يظهر نجم جديد، يعطى حيوية للعمل ويجدّد الضحك». وأنهى حديثه بأنه فخور بعودة كبار النجوم إلى الساحة الفنية، منهم: حسين فهمى ومحمود قابيل وأحمد عبدالعزيز وسهير المرشدى وسميحة أيوب، والأخيرة أكبر فنانة على المستوى العربى، ولا تزال فى الميدان، فهذا يفتح الباب لاستمرار الإبداع. ماجدة موريس: «حضرة العمدة» ناقش قضايا مهمة و«رسالة الإمام» قدّم «الشافعي» بشكل جذاب من جانب آخر، قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس إنها تعتبر موسم دراما رمضان هذا العام من المواسم المهمة، خاصة أن كل عمل ناقش قضية مهمة، منها مسلسل «حضرة العمدة»، بطولة روبى، حيث عرض الكثير من القضايا، منها المشكلات التى تظهر فى القرية المصرية، خاصة أنها سيدة «موردن» وتتحدث بشكل حاسم، وينظر الكثير من أهل القرية إلى ذلك باعتباره شيئاً غريباً ولافتاً للنظر، وكان من المهم عرضه خلال الدراما. وأضافت «موريس» ل«الوطن» أن من بين الأعمال التى لفتت نظرها خلال شهر رمضان مسلسل «سره الباتع» من إخراج خالد يوسف، حيث استطاع المخرج أن يعرض الكثير من الأشياء، فالمسلسل يقول أشياءً كثيرة فى وقت واحد، كما أنه اختار الممثلين بدقة شديدة، وترك ترجمة اسم المسلسل «سره الباتع» لاجتهادات الجمهور، على اعتبار المقصود أن الشعب المصرى «سره باتع»، فالمسلسل محمّل بالمواقف والقضايا والتواريخ من أيام الحملة الفرنسية، وصولاً إلى ثورة يناير 2011، ويعرض جانب الحرب ضد الإرهاب، وكل نجاح المسلسل يُحسب للمخرج، لذا فإننى استمتعت بتلك التجربة». وتابعت «موريس» حديثها: «من الأعمال المهمة أيضاً فى الموسم الدرامى مسلسل «عملة نادرة» بطولة نيللى كريم، الذى يناقش مشكلة الميراث والثأر، خاصة أن القضيتين متلازمتان، بالإضافة إلى أن مسلسل «رسالة الإمام» يقدم إماماً جذاباً ومهذباً وجميل الكلمة والروح، ويحاول الرد على أسئلة وتحديات البعض بمنتهى القوة والتسامح، لأنه أمر مهم، خاصة أن هناك كثيرين من الأئمة لا يتحمل أن يتحداه أحد فى تفكيره، ولكن شخصية خالد النبوى تمتص كل ما حولها ويرد عليها بشكل متسامح وإقناع شديد». وأشارت «موريس» إلى أن هناك عدداً من الأعمال الدرامية تقدم الحياة الزوجية بشكل مختلف، خاصة فى فكرة عدم الوفاق بين زوجين بدآ قصة حب وفشلا فى التفاهم، فقررا أن ينفصلا، وهذه قضية مهمة، يجب أن تعرض خلال الدراما. وأكملت حديثها بشأن عرض بعض الأعمال على منصة «watch it» قائلة: إنّ عرض الأعمال الدرامية عبر منصة «watch it» يتيح للمتفرج متابعة الأعمال بسهولة ويسر، وذلك إذا كان مشغولاً فى مواعيد العرض الخاصة بالشاشات، أو لا يتحمل انتظار الإعلانات، أو يريد متابعة جميع الأعمال ولا يملك الوقت الكافى، فالمنصة تتيح له إمكانية هذا الأمر. محمود قاسم: صنعت تطوراً كبيراً في الدراما الرمضانية وقال الناقد الفنى محمود قاسم إن الموسم الرمضانى الحالى من أفضل المواسم الدرامية على مدار العام الحالى، حيث استطاعت الشركة المتحدة أن تصنع تطوراً كبيراً من حيث زيادة الأعمال فى شهر رمضان، مروراً بالتنوع بين المسلسل الوطنى والتاريخى والاجتماعى والكوميدى، حيث إن الموسم الجارى يجمع بين أعمال متنوعة، سواء كانت 15 حلقة أو 30 حلقة تعلق بها المشاهدون على مدار شهر كامل. وأضاف «قاسم» ل«الوطن» أن من الأعمال المميزة هذا العام مسلسل «جعفر العمدة»، حيث استطاع الفنان محمد رمضان أن يصنع حالة تجذب الانتباه وتحقق الإبهار الشديد، خاصة مع توافق العناصر التى حوله، فالمخرج محمد سامى وضع لمسات واضحة، كما أن ديكور المسلسل مميز، فضلاً عن الاستعانة بصوت الفنان أحمد سعد خلال أحداث المسلسل، سواء فى الرباعيات أو التتر المعروض. وتابع «قاسم» أن من الأشياء المميزة فى شهر رمضان هذا العام عرض الأعمال المكونة من 15 حلقة فقط، منها مسلسل «مذكرات زوج» للفنان طارق لطفى، الذى يعتبر عملاً غير مألوف بتقديمه عمل لايت كوميدى، على عكس ما تعود عليه الجمهور سابقاً، وأيضاً مسلسل «الصفارة» من بطولة الفنان أحمد أمين، ويعتبر من الأعمال المهمة الكوميدية فى الموسم الحالى، خاصة أن الفكرة جديدة وغير معتادة، وننتظر أيضاً فى النصف الثانى من رمضان مسلسلات مكونة من 15 حلقة، منها مسلسل «جت سليمة، وتحت الوصاية، وكشف مستعجل». أندرو محسن: أتوقع لطه دسوقي مستقبلاً كبيراً في الكوميديا وقال الناقد الفنى أندرو محسن إن الأفضل من وجهة نظرى حتى الآن مسلسل «الصفارة» بطولة أحمد أمين، وهو من المسلسلات الجيدة التى يتم عرضها، خاصة أن أحمد أمين يقدم كوميديا خاصة بفكرة جيدة، ومن الأعمال المميزة هذا العام أيضاًَ مسلسل «عملة نادرة»، بطولة نيللى كريم، فهو من الأعمال الجيدة، لأن نيللى كريم تنافس بعمل مختلف وجديد، حيث تناقش قضايا المرأة فى الصعيد الخاصة بالميراث والثأر، وهى منطقة جديدة على نيللى كريم، بداية من ظهورها بالزى وتحدثها باللهجة الصعيدية، وإلى حد كبير نجحت فى هذه الحالة ووصلت فكرة جيدة للمشاهدين. وأضاف «محسن» ل«الوطن»، أن من وجهة نظره نيللى كريم أفضل ممثلة، بمسلسل «عملة نادرة»، وأحمد أمين بذل مجهوداً كبيراً بمسلسله «الصفارة»، وطه دسوقى من الوجوه التى سوف يكون لها أهمية كبيرة فى الكوميديا خلال الفترة المقبلة، فالموسم الدرامى يعتبر من المواسم المهمة هذا العام، ومن الظواهر التى لفتت نظرى تغيير مزاج الجمهور من الأعمال التاريخية أو التى تبرز حقبة زمنية معينة، فأصبح التفاعل أكثر مع الأعمال الكوميدية مثل «الكبير أوى» وعدد آخر من الأعمال. وتحدث الناقد الفنى عبدالله غلوش عن الموسم الرمضانى، مؤكداً أنه من المواسم المهمة والقوية، وأشاد بمسلسل «ضرب نار» من بطولة الفنان أحمد العوضى والفنانة ياسمين عبدالعزيز، قائلاً إنه مسلسل رائع وإيقاعه متميز، مشيراً إلى أنّ الفنان أحمد العوضى للمرة الثالثة على التوالى، يقدّم شخصية قوية كعادته كل عام، وهذا ما حدث مع دور «هشام عشماوى» فى «الاختيار»، وبعدها «سيف الخديوى» فى مسلسل «اللى مالوش كبير»، وهو ما يتكرر مع «جابر الكوماندا» فى مسلسل «ضرب نار»، فهو شخص يعلم جيداً ما يفعله، ويتطور تدريجياً، فى كل دور يؤديه بشكل مختلف. وأشاد «غلوش» بأداء الفنان عصام السقا فى مسلسل «جعفر العمدة»، قائلاً: «هو من الفنانين الذين تعبوا كثيراً فى بداية مشوارهم الفنى، لكنه صدق حلمه وحققه، ودور «نعيم» من الأدوار المميزة فى مسلسل جعفر العمدة»، بالإضافة إلى الفنان أحمد فهيم فى مسلسل «جعفر العمدة»، فهو ممثل جيد وتميز بأداء عبقرى أمام محمد رمضان، ولا يمكن أن ننسى دور الفنانة لبنى ونس فى مسلسل «جعفر العمدة»، الذى تمتع بالسهل الممتنع، بالإضافة أيضاً إلى أداء الفنانة هالة صدقى التى تقدم شخصية الملكة «صفصف»، التى تتمتع بخفة الدم والبهجة التى تشع من الشاشة بمجرد ظهورها. وأشاد الناقد الفنى مصطفى الكيلانى بالموسم الرمضانى الحالى، ووصفه بأنه من المواسم المهمة المتنوعة ما بين التاريخى والاجتماعى، والكوميديا، والدراما الشعبية، وداخل الموسم الرمضانى تُعرض أعمال 15 حلقة فقط، وهذا يعتبر شيئاً مميزاً، بالإضافة إلى الدراما الوطنية التى تتمثل فى مسلسل «الكتيبة 101»، والمكون من 20 حلقة فقط، ومسلسل «حرب»، الذى سوف يتم عرضه فى آخر 10 أيام من شهر رمضان الكريم. وأضاف «كيلانى» ل«الوطن» أن هناك تنوعاً كبيراً فى النجوم، حيث يشارك نجوم كبار فى هذا الموسم، ليظهر موسم بشكل مختلف وأكثر تطوراً، ومن الأعمال المميزة هذا العام مسلسل «سره الباتع»، فهو يعتبر ملحمة تجمع بين النجوم، ودراما تاريخية معمولة بشكل راقٍ، فهناك ما يقرب من 15 اسماً مكتوباً على تتر مسلسل واحد، وهذا إنجاز كبير. وبِشأن مسلسل «رسالة الإمام»، قال «الكيلانى» إن المسلسل مشروع ضخم تحت قيادة مخرج مهم، وهو الليث حجو، فلقد أحدث مسلسل «رسالة الإمام» طفرة فى عالم التصوير والديكور والمكياج لكل شخصية بالمسلسل، ونموذج ممثل مثل خالد النبوى، الذى يقدم وعياً وثقافة وقدرة على دراسة الشخصية وتأديتها بشكل مميز، ومدير التصوير وقدرته، حيث استخدم مصادر إضاءة معتمدة على الشموع، ومهندس الديكور قادر على ابتكار ديكورات متنوعة ومختلفة، فإنتاج مشروع بهذا الحجم، سوف يكون علامة فارقة فى تاريخ الشركة المتحدة.