بيع المخللات فى رمضان، يفتح باب رزق للكثير فى محافظات مصر خاصة الشباب بسبب زيادة الإقبال على استهلاك المخلل مع موائد الشهر الكريم، وبسبب سهولة بيع ونقل وتخزين المخللات، وعدم تعرضها للتلف مثل الخضراوات والفواكه. من بين هؤلاء الشباب حسن طه (30 سنة) مقيم فى سرس الليان بالمنوفية، كان فى الأصل صنايعى محارة ونقاشة، وهذه النوعية من المهن الحرة تراجعت، تزامناً مع الركود النسبى فى سوق العقارات بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وقبلها أزمة «كورونا». بدأ طه فى تجربة توزيع السلع الغذائية (مخللات وغيرها) من المنتج على التجار، «بدأت أشتغل برأس مال 2000 جنيه فى العمل كموزع للمخللات وغيرها، ما بين المنتج وتجار التجزئة، فى البداية استأجرت تروسيكل وبعدها اشتريت تروسيكل خاص بى ورخصته». وتابع: «من سنتين بدأت الشغل فى بيع المخلل فى رمضان واستغليت إقبال الناس على المخلل فى رمضان وعملت فرشة أمام البيت، وبقيت خبير فيه، أعرفه من ريحته ومن شكله، لأنى عارف أن كل ما يخص الأكل لا يتوقف مهما تغيرت الظروف، وميزة المخللات بالنسبة لى أنها لا تتعرض للتلف بسهولة مثل بيع الخضار والفاكهة». يتحرك طه بالتروسيكل: «بفرش عليه المخللات فى رمضان، وجهزت التروسيكل لأعرض عليه بضلف وأدراج وأجهز لموسم رمضان من قبلها بشهرين، بتجهيز البراميل وأزود عدد الجرادل وأنظفها وأجهز الأكياس الفرشة، والطرابيزات، ومشمع للحفاظ على المخلل، وحسب الفلوس أشترى الزيتون والليمون المعصفر والبصل وأخزنها عندى». لا يصنع حسن طه المخللات فى البيت لأنها على حد قوله تحتاج إلى رأس مال أكبر من المتاح معه، لذلك «أنزل لشراء المخلل المصنع من عدة أماكن سواء من المنوفية والقاهرة والجيزة والمنصورة أو أى مكان أسمع عنه إن عنده مخلل متميز أروح أشترى كميات صغيرة كأى زبون عادى، وأخليها عندى كام يوم أشوف إيه اللى هيحصل فيها ولما يعجبنى نوع عند أى محل بشترى منه الكمية اللى أنا عايزها للبيع فى رمضان». ينتظر «حسن» شهر رمضان من السنة للسنة، ويبدأ شغله من السادسة إلى 10 صباحاً «الناس اللى رايحة وراجعة من الشغل والسوق بتشترى، وأرجع البيت أرتاح شوية وبعدين أنزل مرة تانية الساعة 2 بعد الظهر عند مدخل البلد إلى أذان المغرب، وبيشترى منى تجار الجملة والمحلات والزباين، وفى رمضان الناس تحب تشترى الخيار الفكة (الصغير)، والليمون والزيتون بأنواعه والمخلل البلدى وميّة مخلل والدقة. حسن عبدالرحيم، يعرفه زبائنه فى مدينة المحلة بمحافظة الغربية والقرى المجاورة لها، ب«عم حسن» يعمل فى بيع المخللات فى شهر رمضان فقط، منذ 30 سنة، وارتبط به زبائنه وأحبوا أصناف المخللات التى يشترونها منه فى شهر الصيام، وهى المهنة التى اختارها «عم حسن» تحديداً فى رمضان «لأن الناس كلها فى الفطار بتحب طبق المخلل مع الأكل، يعنى رمضان موسم المخلل، وكمان شغل المخلل أسهل من بيع الخضار والفاكهة اللى بشتغله طول السنة، وجزء من مجهودى فى رمضان للصلاة والعبادة، شغل المخلل بكون مجهزه قبل رمضان». كل الناس بتحب المخلل وكل واحد بيركز على نوع بعينه، حسب «عم حسن» الذى يجهز أدواته وأصناف المخلل على مدار السنة: «بشترى كل نوع خضار فى موسمه، وأجهزه للمخلل، خبرتى فى بيع الخضار ساعدتنى على اختيار الوقت الأفضل لشراء أى نوع، وأجهزه بنفسى بمساعدة ولادى». يبيع المخللات على ترابيرة فى السوق وليس فى محل: «أفرش عليها 10 أطباق من الليمون المعصفر والليمون الأخضر والزيتون بأنواعه والفلفل بأنواعه والجزر واللفت والباذنجان المخلل واللارنج، وطبعا الهريسة حسب الطلب، وأشتغل من الصبح بدرى 7 صباحاً». ويأتى الناس إلى «عم حسن» من الأرياف والبلاد المحيطة لسمعته الطيبة: «بفرح بلمة الناس والأطفال وهما بيشتروا المخلل قبل الفطار كل يوم».