بإعلان وفاة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عادت قناة «الجزيرة مباشر» و«الجزيرة» العربية بسياستها التحريرية إلى ما كانت عليه قبل مبادرة المصالحة التى قادتها السعودية بين مصر وقطر، والتى كان إغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر» أحد بنودها، ومع حلول الذكرى الرابعة لثورة 25 من يناير، سخّرت «الجزيرة» منصاتها الإعلامية للهجوم على مصر والتحريض على أعمال العنف وتهويل الأحداث بأكثر مما هى عليه. وعلى مدار ال 24 ساعة الأخيرة عادت قنوات الجزيرة لسياسة التحريض على رجال الشرطة والقوات المسلحة المصرية، وطالبت المصريين بالخروج للثورة ضد النظام، كما عرضت فيديو مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ على مدار اليوم، وأشارت فى تعليقها إلى أن الشرطة تعمدت استخدام العنف مع المتظاهرين السلميين «لقمعهم»، ومنعهم من الثورة ضد ما وصفته بالانقلاب العسكرى، كما عرضت مقتطفات من «مؤتمر الثورة المصرية - إرادة شعب» الذى أقيم فى «نيوجيرسى» مساء السبت الماضى، حيث تم التحريض من خلاله على الجيش والشرطة، بالإضافة إلى إبراز هتافات الحاضرين فى المؤتمر بعبارات «قاتل يا سيسى - خاين يا سيسى»، كما نقلت مظاهرات الإخوان التى دعوا إليها فى جميع محافظات الجمهورية، خاصة مظاهرات «المطرية» و«الهرم» اللتين شهدتا اشتباكات مع الشرطة، وحاولت القناة الإيحاء بأن الشرطة هى التى أشعلت النيران فى «حى الهرم» لاتهام المتظاهرين السلميين من شباب الإخوان، وهى نفس السياسة التى اتبعتها لرصد حالات القنابل وإشعال النيران فى السيارات بالإسكندرية والمطرية، حيث قالت إن القنابل التى تستخدمها الشرطة هى التى أشعلت هذه الحرائق بشكل متعمد من أجل إلصاق التهمة بالمتظاهرين السلميين لتبرير قتلهم بالرصاص الحى والخرطوش والقبض عليهم. وأعادت القناة استضافة عناصر وقيادات الإخوان الهاربين إلى قطر للهجوم على النظام المصرى، وتحريض المواطنين على النزول للمشاركة فى المظاهرات، كما تعمدت القنوات وصف المظاهرات الإرهابية على مدار بأنها «حاشدة»، وأن المتظاهرين الرافضين للانقلاب يحتشدون فى الميادين الكبرى فى المحافظات، وكانت السياسة الخاصة بالقناة على مدار اليوم هى «التحريض» ضد ما سمته الانقلاب العسكرى على شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسى، وفتحت القناة الاتصالات الهاتفية للمشاهدين الذين أظهروا سعادتهم بعودتها مرة أخرى لإظهار حقيقة «الانقلاب»، الذى وقع فى مصر ضد الشرعية، وتعهد المذيعون أنهم سيحاولون نقل الصورة كاملة كما تحدث فى مصر، كما نشرت القناة رسالة مصورة للشيخ «القرضاوى» هاجم فيها النظام المصرى وقال على الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه كان يتقرب من الرئيس المنتخب محمد مرسى وأظهر الطيبة له وهو كان يكيل له، ونعته بكل من «الكاذب - والفاجر»، كما طالب الجماهير بالنزول إلى الشارع والثورة ضد «الانقلاب» واستعادة الميدان مرة أخرى. الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال إن احترام المبادرات والاتفاقات بين الدول واجبة وملزمة لكافة الأطراف المشاركة فيها بكافة نصوصها، لذا كان يجب على قطر الالتزام بنص مبادرة الملك عبدالله، لأنه ليس من المعقول أن تلتزم بها مصر، ثم تستغل قطر وفاة العاهل السعودى وترجع فى اتفاقها مثل الأطفال. وأضاف «آن الأوان أن تكشف مصر هذه المغالطات فى بيان رسمى يوضح للعالم أن القيادة القطرية التى شاركت فى جنازة الملك عبدالله لم تحترم حكمة الموت ونقضت مبادرته، وأضاعت كل الجهود التى كانت تمهد لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين، ومن ثم يجب على الجامعة العربية كشف هذه الممارسات المعيبة وتوضيح تناقض سياسة قطر بعد وفاة الملك عبدالله». من جانبه، أكد الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، سوء تغطية قناة الجزيرة مباشر والجزيرة العربية بطريقة منحازة وغير مهنية، وأضاف أنه يجب الصبر والانتظار ومراقبة أدائها الإعلامى، وعدم توقع تغير سريع فى سياستها لأن وسائل الإعلام تحتاج إلى وقت لتعديل منتجها الإعلامى، مع الإقرار بأن تغطيتها لأحداث 25 يناير غير مهنية على الإطلاق. وأكد الدكتور عثمان فكرى أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن الجزيرة إحدى الأدوات التى تمتلكها السياسة الخارجية القطرية ولا يمكنها التخلى عن هذه الأداة بمجرد توسط الملك عبدالله، وأن ما حدث بين مصر وقطر ليس اتفاقاً بالمعنى المتعارف عليه وإنما هو توسط لبعض الدول الخارجية لكى تتم إعادة العلاقات بين البلدين.